سباق خلف الكواليس على رئاسة الحكومة البريطانية وسوناك يتصدر تأييد النواب
جو 24 :
وصل رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون إلى لندن، صباح السبت، عائدا من منطقة البحر الكاريبي حيث كان يمضي عطلة، وتعزز هذه العودة فرضية ترشحه لسباق رئاسة الحكومة الذي يتصدره ريشي سوناك بعدما نال دعم 100 نائب الضروري للترشح.
بعد استقالة ليز تراس التي تولت رئاسة الحكومة 44 يوما فقط، برزت ثلاثة أسماء في هذه الحملة السريعة داخل حزب المحافظين : الوزيرة الحالية المسؤولة عن العلاقات مع البرلمان بيني موردنت التي أعلنت رسميا ترشحها الجمعة، وريشي سوناك، وزير المال الذي خسر مطلع أيلول/سبتمبر أمام تراس، ورئيس الوزراء السابق بوريس جونسون الذي استقال في تموز/يوليو بعد سلسلة من الفضائح.
وطغت معركته مع سوناك على عناوين الصحف السبت. وعنونت صحيفة إندبندنت "جونسون وسوناك يتنافسان بينما تتلاشى الآمال بالوحدة”، فيما كتبت الغارديان "القبائل المحافظة تذهب إلى الحرب”.
بث تلفزيون سكاي نيوز لقطات لطائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية آتية من منطقة البحر الكاريبي وهي تهبط في مطار غاتويك تقل بوريس جونسون.
ومساء الجمعة، قال جيمس دودريدج، حليف بوريس جونسون في البرلمان، إنه تحدث الى "رئيسه”. مضيفاً "لقد قال سنقوم بذلك، أنا جاهز”.
لكن رئيس الوزراء السابق لم يعلن ترشحه رسميا للمنصب.
ولم يعلن سوناك الذي أدت استقالته من حكومة جونسون تلتها ستون أخرى، إلى استقالة رئيس الحكومة، عن ترشحه بعد. فقد بقي متكتماً للغاية منذ خسارته أمام ليز تراس مطلع أيلول/سبتمبر.
وهو أول من نال دعم أكثر من 100 نائب، الحد الأدنى المطلوب من الأصوات للترشح لمنصب زعيم حزب المحافظين وبالتالي الوصول إلى داونينغ ستريت.
وحصل بوريس جونسون على دعم أكثر من 100 نائب أيضا وفق جيمس دودريدج، لكن لم يتم تأكيد ذلك. وعدد داعميه أقل بكثير بحسب وسائل إعلام.
فوفق موقع "غيدو فاوكس” الذي يتابع السباق من كثب، حصل ريشي سوناك على دعم 123 نائبا حتى مساء السبت، متقدما على بوريس جونسون (72) وبيني موردنت (25).
أمام المرشحين حتى ظهر الإثنين لتقديم هذه التزكية. بعد ذلك، يتعين على النواب إما الاتفاق على اسمين يجب على أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفا اتخاذ قرار بشأنهما من طريق التصويت عبر الإنترنت بحلول الجمعة 28 تشرين الأول/أكتوبر، وإما على اسم واحد يتولى بأثر فوري منصب رئيس الوزراء.
يجري قسم كبير من السباق خلف الكواليس، حيث يحاول جونسون وسوناك اللذان كانا على خلاف منذ الصيف الماضي، الحصول على مزيد من الدعم.
وحل حلفاء سوناك صباح السبت على جميع وسائل الإعلام.
دوامة الموت”
وقال وزير العدل السابق دومينيك راب لشبكة سكاي نيوز "إنه المرشح المثالي” مؤكداً كفاءته الاقتصادية.
وأضاف "لا يمكننا العودة إلى الوراء. لا يمكن أن نشهد حلقة أخرى (…) من مسلسل بارتي غيت”، في إشارة إلى إقامة حفلات في مقر رئاسة الحكومة رغم القيود الصارمة التي فرضت في خضم الجائحة.
اتسمت الأشهر الأخيرة لحكم جونسون بعدة فضائح، بينها "بارتي غيت” التي اعتقدت الشرطة أنه خالف القانون فيها.
ولا يزال يخضع للتحقيق من قبل لجنة المعايير البرلمانية، الأمر الذي قد يؤدي، من الناحية النظرية، إلى تعليق عمله في البرلمان أو حتى طرده.
وحذر الزعيم السابق لحزب المحافظين وليام هيغ من أن عودة بوريس جونسون ستؤدي إلى "دوامة الموت” بالنسبة للحزب.
وقال "قد تكون أسوأ فكرة سمعتها منذ 46 عاما منذ ان أصبحت عضواً في حزب المحافظين”.
كما أكد ديفيد فروست، حليف جونسون المقرب خلال بريكست، في تغريدة أنه يجب "المضي قدمًا” مضيفاً "ليس من العدل المجازفة بتكرار فوضى واضطراب العام الماضي”.
لكن الضربة الأشد جاءت من ستيف باركلي، مدير مكتبه السابق، الذي أعلن دعمه لريشي سوناك. وكتب على تويتر "بلدنا يواجه تحديات اقتصادية كبيرة وريشي هو الأفضل للتعامل معها”.
لكن جونسون يمكنه دائما الاعتماد على دعم قوي، وخصوصا من وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتل.
كما رأى النائب المحافظ أندرو ستيفنسون "أنه زعيم اثبت نفسه”.
وأضاف "لم يمنحنا هذا الانتصار التاريخي في الانتخابات العامة لعام 2019 فحسب، بل حصل أيضاً على بريكست، ووضع أوسع انتشار للقاح في أوروبا، ووقف إلى جانب حلفائنا في أوكرانيا”.
ورئيس الوزراء المقبل هو الخامس منذ عام 2016، عندما صوتت المملكة المتحدة على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
(أ ف ب)