هل تؤثّر صفقة "تويتر" سلباً على سمعة إيلون ماسك؟
جو 24 :
ختُتمت عمليّة استحواذ
#إيلون ماسك على "#تويتر" اليوم، والتي تبلغ 44 مليار دولار أميركي. علّق الكثير من الصحافيين الماليين على هذا الموضوع، بالرغم من منطق المعجبين حول إيلون ماسك؛ هو أغنى رجل على وجه الأرض، لذلك يجب أن يكون عبقريّاً. ولكن إذا كان الاستحواذ خطأً هائلاً، فإنه يهدّد سمعة الملياردير.
يَعتبر الخبراء أنّ المبلغ المدفوع للشراء مبالغ فيه، وقالت أندريا والني، الشريكة العامة في "مانهاتن فينتشر بارتنرز": "لا أحد يعتقد أنه يجب أن تقدّر قيمة الشركة بـ44 مليار دولاراً". كانت هي والمستثمرون الآخرون يحاولون التراجع عن الصفقة
ما لا يفعله "تويتر" هو كسب المال
"تويتر" عبارة عن شبكة اجتماعية، حققت عائدات قدرها 5 مليارات دولار فقط العام الماضي، من دون تحقيق أيّ ربح. ولكنها تتميّز بجمهور ضخم بسبب الاستخدام النشط من قبل أشخاص مثل ماسك، الذي يستخدم التطبيق للتواصل مع معجبيه والمستثمرين وغيرهم. ولكن ما لا يفعله "تويتر" هو كسب المال، بالرغم من تأثيره على الخطاب.
ولكن بحسب ما ورد، قال ماسك للمستثمرين إنه سيضاعف عائدات "تويتر" في غضون ثلاث سنوات، وذكرت تقارير أنه يخطط لخفض 75 في المئة من الموظفين، قبل أن ينفيها في وقت لاحق. قد تبدو الأرقام مبالغ فيها، ولكن رئيس "باي بال" رولوف بوتا يعتقد أنّها ليس مستحيلة.
لنفترض أن بوتا على حقّ، وأنّ ماسك قام بتغيير موقع "تويتر"، وربّما حوّله إلى X، وهو تطبيق شامل يفعل كلّ شيء، فسيُصبح ماسك أكثر ثراءً، لكنّ ذلك لن يحسّن من سمعته. فعندما يحرز الطالب المتفوّق المركز الأول في الصفّ، فقد لا يراه الكثيرون إنجازاً. من ناحية أخرى، إذا فشل الطالب الذي يأتي أولاً في كلّ اختبار، فهذا ملحوظ.
ولدى ماسك مشكلة خطيرة، فأقوى مستخدمي "تويتر" يغادرون المنصّة، وفقاً لتقارير "رويترز". هؤلاء المستخدمون هم الأكثر قيمة على الموقع، حيث يولّدون نصف أرباح "تويتر". الأمر ليس خطأ ماسك، فقد حدث منذ أن بدأ الوباء، لكنه الآن مشكلته.
في سياق متّصل، سمعة ماسك تولّد أموالاً. لقد كانت جزءاً كبيراً من نجاح "تسلا" و"سبايس إكس". وكان ماسك أكثر ذكاءً من الرؤساء التنفيذيين الآخرين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق. وبين حسابه على "تويتر" وظهوره على قنوات مستخدمي "يوتيوب" والبودكاست، أنشأ قاعدة جماهيرية قوية عبر الإنترنت.
يقول معجبوه إنه يمنحهم الأمل، فهو يتحدّث عن مستقبل مثير، من النوع الذي وعدنا به الخيال العلمي. لكن شراء "تويتر"، منصة التواصل الاجتماعي، يعدّ انخفاضاً كبيراً في مستوى طموحاته، فالرجل الذي وعد بوضع الناس على سطح المريخ سيقضي أيامه في التعامل مع مشكلات تعديل المحتوى على موقع ويب.
وقد تزداد الأمور سوءاً عندما يواجه صعوبة في التعامل مع توقعات المستخدمين حول حرية الكلام والاعتدال، إذ قال ماسك الكثير من الأشياء حول ما سيفعله، ولكن أبرزها أنه يخطّط لتقليل الإشراف على المحتوى. ولكن العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يريدون الإشراف على المحتوى، بحسب ريان بروديريك من موقع "Garbage Day"؛ "يريدون فقط معايير مختلفة عن تلك التي يحصلون عليها على "تويتر" و"فايسبوك".
هناك أيضًا تحول أكبر يحدث في المجتمعات عبر الإنترنت، فكتب بروديريك: "لم يكن تويتر قادراً أبداً على التعامل مع حقيقة أن مستخدمي "تويتر" يكرهون استخدامه، ويكرهون بعضهم البعض أيضاً". ففي وقت تسمح فيه بعض وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"BeReal" للناس بوضع حدود، يمكن لتغريدات عاديّة على "تويتر" إشعال فتنة تبقى لأيّام.