محمد الجعبري.. من هو "المعلم المشتبك" منفذ عملية مستوطنة كريات أربع؟
-بدد معلم التربية الإسلامية، محمد كامل الجعبري، مساء السبت، حالة الصمت وأجواء الهدوء النسبي، الذي ساد جنوبي الضفة الغربية، بعكس شمالها (جنين ونابلس) خلال الأسابيع والشهور الأخيرة.
فنهاية السبت، وهو يوم إجازة أسبوعي في إسرائيل، لم تكن اعتيادية بالنسبة لأشد المستوطنين تطرفا في مدينة الخليل، بل وكان الهدف أيضا غير عشوائي فقد قتل مستوطن، وأصيب آخران أحدهما عرف باعتداءاته على الفلسطينيين وتحريضه على قتلهم، في عملية إطلاق النار قرب مستوطنة كريات أربع.
مشاهد من عـمــليـة الخليل التي نفذها محمد كامل الجعبري، وأدت لمقتل مستوطن وإصابة آخرين.pic.twitter.com/mFitdOzpYZ
مقاوم بالعباءة
"محمد كامل الجعبري" أو "المعلم المقاوم" أو "المعلم والمربي المشتبك" كما يطلق عليه نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي عايش عن قرب معاناة سكان الخليل نتيجة اعتداءات المستوطنين وهجومهم المتكرر على منازلهم، كان هو منفذ العملية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة الجعبري مرتديا "العباءة"، وهي زي شعبي، يطلق النار على عدد من المستوطنين بينهم المستوطن "عوفر" ذائع الصيت. وكان الجعبري متماسكا يطلق النار، حين باغته أحد المستوطنين قبالة بقالة صغيرة يملكها فلسطيني، بمحاذاة مستوطنة كريات أربع، فاستشهد على إثرها.
معلم مشتبِك
الجعبري معلم في وزارة التربية والتعليم، يسكن في منطقة "بيت عينيون" ولا يبعد منزله سوى أمتار قليلة عن المستوطنة المقامة على أراضي الفلسطينيين، في الجهة الشمالية الشرقية لوسط الخليل.
والشهيد يبلغ من العمر 34 عاما، وله 3 أبناء، ودرس الشريعة في جامعة الخليل الخاصة، ويعمل معلما في مدرسة جواد الهشلمون الأساسية الحكومية. وهو شقيق الأسير المحرر وائل الجعبري الذي تحرر في صفقة "تبادل الأحرار" في أكتوبر/تشرين الأول 2011 وأبعد إلى قطاع غزة.
من هدف العملية؟
كان أحد المستهدفين، في عملية الجعبري، أحد أكثر المستوطنين تطرفا، واعتداء على أهالي الخليل، وخاصة في البلدة القديمة ومحيط المسجد الإبراهيمي.
عرف عن المستوطن "عوفر أوحانا" الذي أصيب في العملية بأنه يدوس على جثث الشبان ممن يقتلون برصاص الجنود، وكان يحرض الجنود على قتل الفلسطينيين لأقل الأسباب، وفق مؤسس تجمع شباب ضد الاستيطان، الناشط عيسى عمرو في حديثه للجزيرة نت.
وأضاف عمرو، الذي وثق كثيرا من اعتداءات المستوطن، أن عوفر "بلطجي بامتياز متهم بقتل فلسطينيين" ومن أبرز محرضي الجيش والمستوطنين على قتل الفلسطينيين، وكان يقود المستوطنين في اعتداءاتهم على النشطاء والمتضامنين الأجانب. وشوهد في فيديوهات يقول فيها "خذوهم على الزبالة" يقصد جثامين الشهداء.
وأشار إلى أن عوفَر يعمل في أمن مستوطنة كريات أربع، ولديه بقالة في محل تجاري فلسطيني استولى عليه، وظهر في دور المسعف والصحفي عدة مرات.