صهيب أبو تركي.. خرج لشراء الخبز ولم يعد
جو 24 :
في مساء الثالث عشر من الشهر الجاري، كان الشاب صهيب أبو تركي عائدًا إلى منزله بعد يوم عمل شاق لا طاقة له للتعامل مع الاستفزازات المعتادة لجنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين عند الحاجز العسكري الدائم قرب منزله في حارة أبو سنينة وسط الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وتقول ندى أبو سنينة والدة صهيب "إن نجلها ذهب لشراء الخبز ولم تكن تعلم أن تلك الأرغفة ستتلطخ بدماء نجلها".
وتضيف في حديثها لوكالة "صفا" أن قوات الاحتلال أطلقت النار على ابنها صهيب (18عامًا) ما أسفر عن إصابته بالرصاص في قدمه.
وتوضح أبو سنينة أن جنود الاحتلال تركت ابنها ينزف لأكثر من نصف ساعة ولم يسمح الاحتلال لمركبة الإسعاف بنقله إلا بعد مرور وقت طويل على إصابته.
وتبين أن قوات الاحتلال اعتدت على العائلة بأكملها وأطقلت قنابل الغاز لتفرقة الأهالي أثناء محاولتهم نقل صهيب إلى مركبة الإسعاف.
ويروي أبو تركي لوكالة "صفا" عن لحظة إصابته برصاص الاحتلال، موضحًا: "على باب دكانة أبي قرب منزلنا رأيت جنود الاحتلال يحتجزون شابًا ويفتشونه، وعندما طلب مني الجندي القدوم إليه فضلت الهروب على أن يبدأ روتين الانتهاكات والإهانات اليومي".
لم يبتعد بعد إلا بضعة أمتار حتى انهالت عليه عشرات الرصاص، أصابته إحداها بقدمه وتسببت بنزيف داخلي استمر لنحو نصف ساعة دون إسعاف.
يقول أبو تركي إن قوات الاحتلال اعتدت عليه بالضرب المبرح بعد إصابته وأطلقت الرصاص حوله، واعتدت على والديه وإخوته وأطلقت قنابل الغاز تجاه الشبان عندما حاولوا إسعافه.
ويشير إلى أن قوات الاحتلال سمحت بنقله عبر مركبة الإسعاف الفلسطيني وكان برفقته 4 جنود ومركبة عسكرية تسبق الإسعاف وآخرى خلفها.
ويبيّن أن جنود الاحتلال كانوا يشتمونه كلما أنّ من شدة الألم واعتدوا عليه أمام أعين والدته التي سمح لها بعد عناء بمرافقته.
ويوضح أنه نقل إلى مركبة إسعاف إسرائيلية عند حاجز الدبويا، ثم إلى مشفى "شعاري تسيديك" في الداخل المحتل، حيث أجريت له أول عملية.
وخاض صهيب إضرابًا عن الطعام خلال أول خمس أيام من اعتقاله احتجاجًا على العناية الطبية السيئة التي تلقاها داخل المشفى.
ويفيد بأن الطبيب لم يزره بعد العملية ولم توفر له أية مضادات حيوية وأدوية سوى مسكنات.
وصهيب أسير محرر اعتقلته قوات الاحتلال في شهر رمضان العام الماضي بعد دخوله إلى المسجد الأقصى رغم المنع الأمني.
وأفرجت سلطات الاحتلال عن أبو تركي بعد 37 يومًا من الاعتقال وقبل موعد الاختبارات النهائية للثانوية العامة بأيام قليلة، ورغم الاعتقال حصد نسبة 88% في الفرع الصناعي.