طبيب يحذر من عمل الأطفال في 3 قطاعات
جو 24 :
قال استشاري الأمراض الصدرية وخبير العدوى التنفسية والعناية الحثيثة، الدكتور محمد حسن الطراونة، إن الأطفال الذين يعملون في الميكانيك والسيارات ومحلات تصليح السيارات، يتعرضون كثيرا لزيوت وشحوم وروائح، وبخاصة أنهم يقومون بعملهم تحت السيارات وفي تفكيكها، ما يجعلهم عرضة لاستنشاق كميات كبيرة من روائح الزيوت التي تؤدي إلى الإصابة بالربو، ومنهم من أصبح لديه حساسية وآخرون لديهم مشاكل في الرئة.
وأضاف الطراونة أن ما سمعه من زملائه الأطباء، من تفاقم الحالات المرضية لدى الأطفال العاملين، يدق ناقوس الخطر.
ولفت إلى أن ازدياد هذه الحالات جاء بشكل خاص بعد أزمة كورونا، مناشدا الجهات المعنية والمختصة بوقف عمالة الأطفال، لإيقاف تزايد المعاناة الصحية وظهور الأمراض في هؤلاء الأطفال المستضعفين الذين حرموا من طفولتهم، ومن أبسط حقوقهم.
وشدّد على خطورة عمل الطفل في المهن الخطرة، وتلك المهن التي تستدعي جمع الخردة وحرقها، وما ينتج عنها من أدخنة وتعرض شديد للغبار والأتربة، وأولئك الذين يعملون منهم في المصانع بما فيها مصانع الطوب ومحلات البناء وشركات التنظيف وورشات الميكانيك، والتي لا يتم فيها مراعاة أدنى شروط الصحة المهنية والسلامة العامة.
وأكد أنه نتيجة لضعف الرقابة في تلك الأماكن، ما تزال البيئة مهيأة للمزيد من العاملين لهؤلاء الأطفال.
ولفت الطراونة إلى أن الجهاز التنفسي عند الأطفال يستمر في النمو والتطور حتى 17 إلى 18 سنة، فهؤلاء الأطفال الصغار يتعرضون لأتربة وروائح وأدخنة بكميات كبيرة، وهو ما يسبب تهيجا للمجاري التنفسية عندهم، وتزيد من احتمالية حدوث أضرار مستقبلية، مثل الربو والانسداد القصبي والتليف الرئوي، والالتهابات الرئوية، والالتهابات الرئوية الاستنشاقية، مما يسهم في التوسع بالقصبات الهوائية، وهو ما ينذر بتبعات ذلك إلى ارتفاع في تكلفة العلاج مستقبلا، وهو ما يثقل كاهل الاقتصاد الصحي.
وأشار إلى ازدياد نسبة التدخين بين الأطفال العاملين، نتيجة لاكتسابهم العديد من العادات السلبية في بيئة العمل، بيد أن هناك نسبة كبيرة من الأطفال يجلسون ساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية التي يخرج منها الضوء الأزرق، الذي يؤدي التعرض له بكميات كبيرة إلى اختلال في إفرازات الغدة الصنوبرية، كما يؤدي إلى اضطرابات في النوم، الأمر الذي يؤثر على المناعة والصحة الجسدية وبالتالي على النمو.