تربويون لـ الاردن24: غياب انظمة الضبط المدرسي يعزز العنف بين الطلبة وتجاه المعلمين
جو 24 :
خاص -
الاعتداء على مدير مدرسة في عجلون بواسطة جنزير من قبل أحد الطلبة، كان أحدث اعتداء على أعضاء الهيئة التدريسية من قبل طلبة وذويهم، فيما يعتبر تعديا على منظومة التعليم بأكملها، وانتهاكا سافرا للقيم والأخلاق المجتمعية.
وأثار ذلك الاعتداء تساؤلات عديدة حول دور الأهالي والمدرسة ووزارة التربية والتعليم في مواجهتها، فالأمر تحوّل إلى ما يُشبه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة، ولم يعد كافيا استمرار التأشير على الظاهرة دون تحرّك جادّ على أرض الواقع يمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
خبراء تربويون أكدوا أن ظاهرة العنف في المدارس تُصنّف إلى قسمين؛ الأول بين الطلبة أنفسهم وتصل نسبته إلى 50% بكافة أشكاله، والعنف الآخر هو العنف بين الطالب والمعلم، مشيرين إلى أن غياب تفعيل أنظمة الضبط المدرسي وزيادة العنف المجتمعي قد يكون لها دور في بعض الحوادث التي قد تحدث بالمدارس.
وحول ذلك، قال الخبير التربوي صالح بركات إن العنف في المدارس ينقسم إلى قسمين؛ العنف بين الطلبة أنفسهم والعنف بين الطلبة والمعلمين، مبيّنا أن "التنمّر" أو الاساءة اللفظية هي شكل من أشكال العنف.
وأرجع بركات سبب انتشار العنف إلى عدم فاعلية الأنظمة الضابطة لسلوك الطلبة وعدم تعاون الأسرة، مشيرا إلى أهمية أن يكون هناك تعاون بين المدرسة والأهل من أجل التصدي لظاهرة العنف.
ولفت إلى أن وزارة التربية والتعليم أصدرت تعليمات مشددة لضبط العنف الموجه من المعلمين نحو الطلبة، فيما يُعرف بالعقاب البدني، لافتا إلى أن العقاب البدني لا يُجدي نفعا في ضبط سلوك الطلبة، سيّما وأن الجيل الحالي لديه حساسية بالغة تجاه العقاب البدني.
وشدد بركات على أن العنف الموجه نحو المعلم مرفوض ولا يمكن قبوله تحت أي ظرف.
من جانبه، قال عضو مجلس نقابة المعلمين السابق غالب أبو قديس إن العنف أصبح مجتمعيا بشكل عام، وانسحب ذلك على المدرسة، كما أنه مرتبط بالاكتظاظ في الصفوف وابعاد المعلم عن المهامّ الارشادية.
وأضاف أبو قديس لـ الاردن24: من غير المعقول أن يصل عدد الطلبة في الصف الواحد إلى 70 طالبا، لأنه بالنتيجة سيؤدي إلى زيادة الاحتكاك بين الطلبة وبالتالي انتشار العنف بكافة اشكاله.
ولفت أبو قديس إلى أن عدم وجود أنظمة ضبط فعالة بالمدارس يخلق المشاكل فيها، مختتما حديثه بالقول إن المدارس تختلف عن الدوائر الرسمية الأخرى، ويتعامل معها المواطن ايضا بطريقة مختلفة وقد تجده يتعامل مع اي موظف باحترام لتمرير معاملته بينما يدخل الى المدرسة دون ادنى احترام وقد يسيء الى الهيئات التدريسية دون سبب.