الاحتلال يبعثر عظام موتى مقبرة صرفند المهجرة
جو 24 :
تفاجأ أهالي الداخل الفلسطيني المحتل وتحديدًا القاطنين في منطقة الرملة بتجريف سلطات الاحتلال الإسرائيلي مقبرة قرية صرفند المهجرة، بوضح النهار، في جريمة إسرائيلية جديدة ضد كل ما هو فلسطيني.
"قبور منبوشة، وأخرى منهارة تمامًا، وعظام الموتى متناثرة في كل مكان"، هكذا وصف رئيس لجنة الأوقاف المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل أسد خير الله، مشهد المقبرة بعد اكتشاف الجريمة.
وأبلغ عدد من المواطنين اللجنة بما يجري في المقبرة؛ فحضرت إلى المكان بعد أن أتت الجرافات عليها، بزعم تنفيذ مشروع لشق شارع استيطاني.
ويقول خير الله: "تلقينا بلاغًا بعد بدء عمل طواقم ما تسمى بلدية بئر يعقوب قرب الرملة، بأنها أتت على المقبرة المهجرة، ونبشت قبورها".
ويشير إلى أن طواقم اللجنة طلبت من المقاول المشرف على مشروع شق الشارع، وقف العمل تمامًا والكف عن نبش القبور، وتوجهنا إلى رئيس البلدية المذكورة، إلا أننا لم نلق أي استجابة منه".
وبدلًا من ذلك، قالت بلدية الاحتلال المذكورة إنها ستعمل على عقد جلسة بين اللجنة ورئيسها غدًا الأحد، إلا أن خير الله أكد أنه لن يتم السماح بأي حلول سوى تغيير مسار الشارع المذكور، ووقف نبش المقبرة.
ظاهرة خطيرة
من جانبه، يقول رئيس جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في الداخل الفلسطيني سليمان فحماوي لوكالة "صفا": "إن تجريف المقابر المهجرة باتت ظاهرة خطيرة في الفترة الأخيرة، ومن باب الأسف أننا سنشهدها في الفترة القادمة، لأننا أمام مرحلة عصيبة".
ويُرجع ذلك إلى "تولي وزير داخلية وأمن جديد متطرف يدعو إلى انتهاك كل المقدسات والأماكن في الداخل، وهو إيتمار بن غفير".
وبالرغم من أن تجريف مقابر القرى المهجرة ليس بالجديد، إلا أنه تصاعد من حيث عدد المقابر التي تم انتهاكها، ومن حيث أساليب الاعتداء عليها، دون اكتراث لحرمة الأموات.
ويقول فحماوي: "نحن أمام استكمال لمقولة بن غوريون، التي زعم أن أرض فلسطين بلا شعب، واليوم يريد أن يدوس على الأموات، وكأن هذه المقابر والقرى المهجرة دون أموات".
"ستصبح أسبوعية"
مهمة الحفاظ على القرى المهجرة والأماكن المقدسة التاريخية، كانت تقوم بها جمعية الأقصى، وتتابعها بشكل مكثف، وهو ما كان يمنع تدنيس أي مقبرة ومكان مقدس، إلا أنه ومنذ حظرها قبل سبع سنوات، أصبحت مسؤولية هذه الأماكن، تقوم بها هيئات خاصة.
ويضيف فحماوي "اليوم نحن كهيئات خاصة ومؤسسات دورنا الذي نقوم به لحماية هذه القرى، هو الوصول إليها، وإقامة أيام تطوعية فيها، لترميمها وإشهار القبور، وتنظيفها، لمنع الاعتداء عليها".
ويستدرك "ولكننا أمام عمل إسرائيلي متكامل، خاصة في المقابر التي في القرى القريبة من المدن التي يسكنها اليهود، كاللد والرملة وبئر السبع وحيفا وغيرها".
ويؤكد أن لجان الاحتلال القطرية واللوائية والمحلية التي جرفت أمس مقبرة صرفند ومن قبلها مقابر قرى أخرى، لديها مصادقة رسمية على التجريف، مشيرًا إلى أن وزارة داخلية الاحتلال تعلم جيدًا ما يحدث، وعلى علم مسبق بالجريمة.
"لذلك، فإن الفلسطينيين في الداخل مقبلون على مرحلة حرجة وصعبة جدًا، في ظل وجود وزير داخلية وأمن داخلي جديد، معروف بعدائه التام لكل ما هو فلسطيني، بل إن تجريف المقبرة يُعد بالنسبة له إنجاز كبير"، كما يقول فحماوي.
ويرى أن كل ما يجري هو ضمن سياسة ممنهجة تشمل وستشمل سلسلة اعتداءات متصاعدة في الفترة المقبلة.
ويحذر من "أننا سنكون أمام مشهد مشابه لجريمة صرفند مرة كل أسبوع على الأقل، لذلك فإن دورنا كجماهير وهيئات، هو الذهاب إلى هذه الأماكن المقدسة، لمنع ارتكاب أو استكمال أي جريمة".