jo24_banner
jo24_banner

"على بريطانيا أن تتعلم من قطر".. تايمز: حظر الكحول منح النساء فرصة الاستمتاع بالمونديال دون متاعب

على بريطانيا أن تتعلم من قطر.. تايمز: حظر الكحول منح النساء فرصة الاستمتاع بالمونديال دون متاعب
جو 24 :
نجحت أول نسخة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم تقام على الأراضي العربية وتحديدا في قطر في تغيير مجموعة من الأفكار والصور النمطية التي لطالما التصقت بالتظاهرة، وحرصت حملات إعلامية على الترويج لها، كما غيرت أيضا عادات سيئة ظلت مرتبطة بمباريات كرة القدم، خاصة تلك التي تستهدف النساء.

ونقل تقرير لصحيفة تايمز (The Times) البريطانية شهادات لمجموعة من المشجعات الإنجليزيات اللواتي رافقن منتخب بلادهن إلى الدوحة من أجل تشجيع "الأسود الثلاثة"، يؤكدن فيها عدم تعرضهن لأي مضايقات، كما اعتبرن أن قرار السلطات القطرية القاضي بمنع المشروبات الكحولية خلال المباريات ساهم إلى حد كبير في ذلك، ووصفن ملاعب قطر المونديالية بأنها ملائمة أكثر للنساء لمشاهدة المباريات مقارنة بما يجري في بلادهن.

بين الحقيقة والتضليل
تقود الشابة البريطانية إيلي مولوسون (19 عاما) حملة واسعة في بلادها أطلقت عليها شعار "إنها لعبتها أيضا" من أجل جعل ملاعب الكرة أكثر ترحيبا بالنساء، بسبب المضايقات التي يتعرضن لها خلال المباريات، وقبل مجيئها إلى قطر من أجل دعم منتخب بلادها كانت تشعر بالكثير من القلق، إلى درجة أنها طلبت أن يرافقها والدها إلى الدوحة من أجل حمايتهما.

غير أن مولوسون اعترفت في تصريح للصحيفة البريطانية بأنها اكتشفت أنها "لم تكن في حاجة إلى إزعاج والدها، لأن ملاعب كأس العالم في قطر مختلفة عما هي عليه في بلادها".

وقالت في التقرير الذي أعده الصحفي ديفي براون "يجب أن أقول إن المجيء إلى هنا كان صدمة حقيقية بالنسبة لي، فلم تكن هناك هتافات ساخرة أو صفارات معاكسة أو تحرش أو تمييز على أساس الجنس من أي نوع".

واعتبر التقرير أن ملاعب قطر وفرت أجواء مناسبة للنساء أكثر من تلك الموجودة في إنجلترا، وأقرت الشابة مولوسون -وهي طالبة من نوتنغهام- بأنها كانت تحمل هي أيضا أفكارا مسبقة قبل توجهها إلى قطر "لكن الواقع لم يكن شيئا من هذا القبيل، فلم أعانِ من أي من المضايقات التي مررت بها في إنجلترا"، مضيفة "لا أعرف كيف حققوا ذلك، لكنها بيئة رائعة حين قمت بتجربتها".

من جهته، أوضح والد مولوسون البالغ من العمر 49 عاما ويعمل مدرسا أنه جاء إلى قطر بهدف رعاية ابنته، لكنه اعترف بأنه اكتشف أنه لم يكن بحاجة للقيام بذلك بسبب ما اكتشفه فيها.

نموذج في التسامح
وإلى جانب مولوسون فإن مشجعة إنجليزية أخرى تدعى جو غلوفر (47 عاما) المغرمة بفريق تشلسي -والتي تحضر نهائيات كأس العالم منذ جنوب أفريقيا في عام 2010- لم تخف انبهارها بنسخة متميزة على جميع المستويات، وتقول بهذا الخصوص "الجو العام هنا أقل عصبية، فالجميع يرتدون ألوانهم (ألوان فريقهم)، وليست هناك أي متاعب".

واعتبر التقرير أن قرار قطر عدم السماح ببيع الكحول حول الملاعب ساعد في خلق بيئة أقل عدائية، إذ تذكّر البعض السكارى الذين تسببوا في الفوضى في ويمبلي عندما وصلت إنجلترا إلى نهائي يورو 2020 في يوليو/تموز من العام الماضي.

هذا الواقع تتذكره غلوفر جيدا، وعلقت عليه قائلة "لم يكن الجو في نهائي اليورو ممتعا، بل كان متوترا، فليس مهما إذا كنت لا تستطيع الحصول على مشروب في الملعب، إذ لا ينبغي أن تتمحور كرة القدم حول السكْر".

وبخصوص قواعد اللباس، لم تظهر غلوفر أي امتعاض منها، بل إنها لم تشعر بأي فرق، وعلقت على الأمر قائلة "بصفتي امرأة لم أجد الأمر محرجا هنا، ولدي الباشمينا في حقيبتي في حال طلب مني تغطية كتفي، لكن لم يُطلب مني استخدامها بعد".


مثال يحتذى
وإلى جانب شهادات المشجعات نقل تقرير الصحيفة البريطانية تصريحا ليان ساندرسون -وهي لاعبة إنجليزية سابقة عمرها 34 سنة، ومقدمة برنامج "توك سبورت"- أشادت من خلاله بالأجواء التنظيمية في قطر.

وسلطت ساندرسون الضوء على القيود المفروضة على الكحول، وقالت بهذا الخصوص "إذا كنت لا تستطيع الذهاب إلى مباراة لكرة القدم والاستمتاع بها دون التعرض للضرب على الإطلاق فإذن ربما كان ينبغي ألا تأتي مطلقا".

وفي السياق نفسه، اعتبر ضابط كبير في الشرطة البريطانية أن عدم وجود أعمال شغب في قطر هو دليل على أنه لا ينبغي للحكومة البريطانية تخفيف القيود المفروضة على الكحول في ملاعب كرة القدم.

وقال رئيس الشرطة مارك روبرتس المسؤول عن شرطة كرة القدم في المملكة المتحدة إن الأجواء في قطر كانت "عاطفية ولكنها ودية" على غرار نهائيات كأس أمم أوروبا 2022 للسيدات التي أقيمت الصيف الماضي.

يأتي هذا في وقت تدرس فيه الحكومة البريطانية رفع الحظر المفروض على شرب الكحول في الملاعب في بطولات الدوري الكبرى، وهو قيد مطبق منذ 36 عاما، فيما يقول روبرتس إن المملكة المتحدة يمكن أن تتعلم من التجربة في قطر وأن "تتخلى عن أفكار إعادة إدخال الكحول إلى المدرجات".

وأضاف "لا توجد أي كحول، صحيح أنه لا تزال هناك ضجة بشأن هذا الموضوع، ولكنه أمر جيد ويشعرني بالراحة حقا".

ويبدو أن المشجعات في النسخة العربية للمونديال لا يلاحظن الفرق في المدرجات فحسب، ولكن داخل الملعب أيضا، حيث أصبحت سانت أوشفاني فرابارت (38 عاما) أول امرأة تحكّم في كأس العالم للرجال في المباراة بين ألمانيا وكوستاريكا.

المصدر : تايمز

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير