احذور الألعاب الإلكترونية على أطفالكم.. قد تكون مدخلا للشذوذ
جو 24 :
تشكل الألعاب الإلكترونية التي يمارسها الأطفال بشكل يومي، خطراً داهماً عليهم من جوانب مختلفة.
ويمتد أثر الألعاب الإكترونية على تكوين شخصية الأطفال، من خلال فرض ثقافات تخالف معتقدات المجتمع، وفقا لدراسات عدة.
ويؤكد محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، أن هناك مشكلة متفاقمة تواجه الأطفال من سن 5 سنوات وحتى 10 سنوات، بشكل كبير تصل إلى حد استهدافهم، لتشكيل وعيهم من خلال ألعاب الذكاء الاصطناعي، وتحديدا التي تتم ممارستها من خلال الاتصال التشاركي عبر الإنترنت بين مجموعة مختلفة من الأطفال وهي ما تعرف بألعاب "الأون لاين".
وتكمن المشكلة أن ملايين الألعاب الإلكترونية التي تبث عبر المنصات الرقمية، تحوي على محتويات جنسية تخاطب الغرائز بشكل مباشر، فضلاً عن أنها تدعو صراحة إلى الشذوذ الجنسي، من خلال التقدم في مراحل اللعبة من مرحلة لأخرى.
خداع اصطناعي ويوضح الحارثي أن الألعاب الحديثة في أغلبها تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وقدرته على تحديد الفئة العمرية لمستخدم اللعبة في الوقت الحالي من خلال طريقة تعامله مع محتوى اللعبة وسلوكه في التعامل مع الشاشة، وتقوم بشكل مباشر بتحديد سلوكيات الطفل وعمره من خلال عمليات خوارزمية معقدة، وبالتالي تميز اللعبة في من يقود اللعبة وتختار المراحل والإعلانات التي تقدمها له، فإن كان في مرحلة عمرية من خمس إلى عشر سنوات تقدم له إعلانات تشكل وعيه وتظل معه في ذاكرته البصرية إلى الأبد.
أما إذا ميزت الألعاب من خلال الذكاء الاصطناعي في أن من يمارس اللعبة الآن في سن أكبر تبث له إعلانات أخرى ومراحل متقدمة في اللعبة بشكل مختلف، وبالتالي تخدع الآباء والأمهات بشكل كبير، ولا يستطيعون تمييز ما يحدث إلا إذا ظلوا مراقبين للعبة وطفلهم يمارسها.
وأوضح أن عملية الاستغلال الجنسي وغرس انتماءات فكرية معينة في مثل هذه الألعاب تعتمد على سرعة التفاعل مع استخدام الأشكال والمؤثرات البصرية المعروضة داخل اللعبة والتي تتحول إلى Action وتختلف من مرحلة عمرية لأخرى.
ويرى استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، أن الأمر الأكثر خطورة هو استغلال المواقع والألعاب لرغبة الطفل في مواصلة تخطيه مراحل معينة من اللعبة، فيقومون بإظهار مجموعة إعلانات تشجيع على الشذوذ الجنسي، يجب عليه مشاهدتها وهي غير قابلة للتخطي.
وكشف "الحارثي" عن أكثر المراحل العمرية استهدافًا من قبل الألعاب والمواقع، وقال إن الأطفال من 5 سنوات حتى 10 سنوات، يتم التركيز على استهدافهم بشكل كبير، خاصة وأن هذه المرحلة تشكل مرحلة الإدراك والتأثر بالمؤثرات الصوتية والبصرية كافة التي تساعد في تكوين شخصية الطفل.
الحلول وأضاف: "على المستوى التقني تصعب حماية الطفل من التعرض لهذه الإعلانات التي تظهر في مختلف الوسائل، وحتماً سيرى الأطفال هذه الإعلانات التي صممت للتأثير في شخصياتهم وطريقة تفكيرهم"، خاصة في تلك فيما يتعلق بالهواتف الذكية "الأندرويد"، حيث تكون أكثر عرضة لتنزيل تلك الألعاب من خلال "جوجل ستور".
وبالتالي فإن الاسرة التي تخشى على أطفالها من الشذوذ فإن عليها قطع هذه الالعاب عنهم بحزم.
(العين الاماراتية)