ماذا تفعل إذا كنت لا تحب صديق طفلك؟
جو 24 :
يحب الوالدان رؤية طفلهما يصنع صداقات لتطوير مهاراته وحياته الاجتماعية. لكن من المحتمل، عاجلاً أم أجلاً، أن يقابلا صديقا للطفل لا يحبه أحدهما أو كلاهما. قد يتصف الصديق بقسوة شديدة أو قد يكون متسلطا أو متنمرا أو غيرها من الصفات السيئة.
وعندما يحدث هذا، يشعر معظم الآباء بأنهم عند مفترق طرق، ويشككون في ردهم، ويتساءلون عن الخطوات التي يمكن اتخاذها.
تقول المتخصصة النفسية العيادية للأطفال الدكتورة أسماء طوقان إن الطفل يميل عادةً إلى تكوين جماعات صغيرة، فتظهر لديه الصفات الاجتماعية التي تميز بعض الأطفال، مثل حب السيطرة والسخرية والانتقاد والتنمر والتعاون والمنافسة والغيرة وحب المساعدة.
ويحاول الطفل، في مرحلة معينة، التخلص من التدليل من جانب الأهل، مثل مناداته باسم غير اسمه، مفضلاً أن يكون له كيان ذاتي واستقلال.
قد يستجيب للنصح والإرشاد أو يرفض ذلك ويبدأ في العناد، وذلك يعتمد على أسلوب الوالدين. وتوضح طوقان، في هذا السياق، أن بعض الآباء يعترضون على وجود صديق معين لطفلهم، خصوصاً إذا كان تأثيره سلبيا على الطفل وعلى سلوكه.
"فالأطفال عادة يقلدون بعضهم بعضا، سلباً أو إيجاباً، مما يدفع الأهل في أحيان كثيرة إلى منع طفلهم من مقابلة صديقه المقرب له من دون شرح الأسباب، فيشعر بغضب اتجاههم ويستاء منهم. وقد تظهر لديه ردة فعل سلبية كالبكاء أو العدوانية أو الحزن، لشعوره بعدم احترام اختياراته ومراعاة مشاعره وحب التحكم به، وقد يقوم بعنادهم وتبدأ هنا الخلافات بينهم.. وتضعف ثقته في نفسه"، وفق طوقان.
الدكتورة أسماء طوقان: على الأهل أن ينظموا لطفلهم نشاطات مع أطفال آخرين في المرحلة الدراسية ذاتها (الجزيرة)
إعداد طفل قوي الشخصية
تقول الدكتورة طوقان إن التصرف الأمثل لتجنب حدوث هذه المشكلة هو إعداد طفل قوي الشخصية واثق من نفسه، يميز بين الشر والخير، والخطأ والصواب، ولا يسمح لأحد بأن يؤثر فيه سلبا. ويُنصح الوالدان بأن يكونا صديقين لطفلهما وعلى اطّلاع دائم بما يحدث معه، أي يسعيان إلى بناء علاقة متينة معه مبنية على الوضوح والصدق.
وتقترح طوقان على الوالدين أنه عند وجود صديق سيئ لطفلهم أن يوضحوا له أسباب عدم رغبتهم في استمرار هذه العلاقة وما يترتب عليها من عواقب، وأن يعملا على إقناعه بالأمر، لا فرضه عليه، لتجنب استمرار هذه العلاقة من دون علمهم واضطرار طفلهم إلى الكذب عليهم، مما يساهم في تكوين شخصيته بشكل إيجابي.
احترام الآخرين وقبولهم
تقول استشارية العلاقات الأسرية التربوية مها بنورة "عادة، يكوّن الطفل أصدقاءه من البيئة المدرسية أو من النشاطات الرياضية، أو من أهل الحي. وإذا كان الأهل غير راضين عن صديق ابنهم، عليهم أن يصاحبوا ولدهم أكثر وأن ينظموا له نشاطات مع أطفال آخرين في المرحلة الدراسية ذاتها".
وتتابع "في مرحلة عمرية معينة، يكون اهتمام الطفل باللعب ومشاركة أقرانه بنشاطات خارج المدرسة، أو مناسبات كأعياد الميلاد، فهو يرغب بأن يكون مقبولاً اجتماعيا ولديه عدد كبير من الأصدقاء".
ومن المهم تربية الأبناء على احترام الآخرين وقبولهم، وعدم التنمّر عليهم لفظيا أو جسدياً، وضرورة وجود حدود بينه وبين أصدقائه، بمعنى "هذا زميلي أحترمه ولا أقوم بإيذائه ولا أسمح له بالتعدي على مساحتي الخاصة"، وفق بنورة.
1-استشارية علاقات زوجية وتربوية مها بنورة- (الجزيرة)
صداقات قريبة من تربية الأهل
تلفت الاستشارية بنورة إلى ضرورة التركيز في التربية على الأخلاق والمبادئ الإنسانية والدينية، التي بدورها تساعد الأبناء على أن يُكّونوا صدقات قريبة من تربيتهم وخُلُقهم.
وتضيف "من المهم أيضاً التركيز على عدم ترك الأطفال على الأجهزة الذكية من دون رقابة، ولمدة طويلة، لما له من أثر على التغيير في سلوك الأبناء، وتقليدهم الأعمى لما يشاهدونه على أجهزتهم".
وتوضح أنه في حال عدم رضى الأهل عن صديق معين لطفلهم، يُنصح بالتحدث مع الطفل عن سبب انزعاجهم من هذا الصديق، وحضّ ابنهم على التعامل مع أصدقاء آخرين، وتشجيعه على ذلك من خلال مصادقة أهل الطفل أو أهالي الأصدقاء وتنظيم نشاطات جماعية معهم (…) ومع الوقت يزداد وعي الأبناء ونضجهم، وتتبلور شخصيتهم بحسب تربيتهم.
لماذا تحب صديق طفلك؟
نشر موقع "فري ويل فاميلي" (verywellfamily) موضوعا يعالج فيه كيفية تعاطي الأهل مع مسألة عدم رضاهم عن صديق طفلهم.
تقول كارلا نومورغ، متخصصة اجتماعية عيادية، "قبل أن تحلل سبب عدم إعجابك بصديق معين لطفلك، اعترف بمشاعرك وتقبلها. فلا حرج على الإطلاق من الشعور بالتعاسة تجاه أصدقاء طفلك، وقد تكون المشاعر مزعجة، لكنها ليست خاطئة أبدا في حد ذاتها".
وتضيف "بمجرد القيام بذلك، يمكنك الانتقال إلى تحديد ما الذي أزعجك، وما المشاعر التي تثيرك؟ هل تشعر بالخوف أو القلق أو الإحباط أو الغضب ربما؟ ألق نظرة أعمق على انزعاجك، لفهم سبب غضبك من اختيار طفلك لأصدقائه".
تقترح نومورغ على الأهل اتباع بضع خطوات لمعالجة هذه المشكلة، وهي:
اسأل أسئلة:
تعرف على المزيد عن علاقة طفلك بصديقه من دون إصدار حكم، ويمكن للوالدين طرح الأسئلة التالية على الطفل: "أخبرني عن صديقك، ما الذي يعجبك فيه؟"، فقد يتعلم الآباء شيئا يغير رأيهم بشأن الصديق أثناء فتح خطوط التواصل مع ابنهم.
تجنب قول كلمات سلبية عن الصديق:
نعم، من المغري أن تقول شيئا، مثل: "أنا لا أحب ذلك الفتى.."، حاول مقاومة هذا الإلحاح، إذ ليس مناسباً قول أشياء سلبية عن الصديق أو عائلته، فمن المحتمل أن يحدث ذلك صدعاً بينك وبين طفلك، ومن المرجح أن يولّد مزيداً من الصعوبات عندما يعود الأمر إلى والدي الصديق.
تسليط الضوء على النقاط الصعبة:
إذا لاحظت شيئاً يثير قلقك، أو تعتقد أن طفلك ليس على دراية به كمشكلة، اطرح أسئلة حول هذا السلوك. قد تقول له: "كيف شعرت عندما قال لك فلان هذا في وقت سابق؟" أو "يبدو أن فلانا يتصل بك فقط عندما يحتاج إلى شيء منك".
حل المشكلات معا:
بعد مشاركة هذه الملاحظات، امنح طفلك فرصة للتعبير عن وجهة نظره أيضا، ربما كان يتساءل عن كيفية التعامل مع الموقف وينتظر الفرصة الملائمة لإيجاد طرق لتغيير الديناميكية.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية