تيك توك يصيب الملايين بحمى كرة القدم
جو 24 :
بدءا من كيفية نطق اسم بوكايو ساكا، لاعب المنتخب الانجليزي لكرة القدم، حتى التحليل الدقيق للمباريات، ونتائجها، تقوم وسائل التواصل الاجتماعي، بتقديم الكثير من المضمون لنا عن نهائيات كأس العالم المقامة في قطر.
لقد حظيت مقاطع الفيديو ضمن هاشتاغ "كأس العالم فيفا قطر"، بأكثر من 12 مليار مشاهدة، منذ بداية البطولة، وذلك حسب إحصاءات تيك توك.
كما حصلت مباراة فرنسا وانجلترا ضمن مباريات ربع النهائي، على مليون متابعة بمفردها.
فبن بلاك، يتابع كل مباراة من الملعب، بعدما فاز بمسابقة نظمتها الجهة المستضيفة، على تيك توك، ويقوم بتوثيق ما يراه حوله على حسابه على منصة التواصل الاجتماعي.
وبعيدا عن الملاعب، وعن قطر بأسرها، تقوم أليس أبراهامز بمتابعة تطورات البطولة، وتقديم تحليل للمباريات عبر مقاطع فيديو تعدها من منزلها في بريطانيا.
وتقول الفتاة البالغة من العمر 22 عاما، "إنه مناخ إيجابي، وجيد، لقد استمتعت بالبطولة أكثر من بطولة روسيا".
"نحترم بعضنا البعض"
أما جونيور بيريرا، البالغ من العمر 19 عاما فحظيت مقاطعة بأكثر من مليوني متابع، بفضل أسلوب المقاطع الموسيقية الراقصة، لكنه يؤكد أنه لا يبحث عن المشاهدات بشكل مكثف.
ويقول "هناك نوع من المنافسة، حول من يقوم بالأمر بشكل أفضل، ومن يحصل على مشاهدات ومتابعين أكثر، لكن في نهاية الأمر نحن أيضا نحاول أن نفعل الأمر بشكل يظهر احترامنا لبعضنا البعض".
ويضيف "نتحدث عن المضمون والأفكار الممكنة، ونهنيء بعضنا البعض أيضا".
لكن ومثل ما يحدث في كرة القدم، لا يخضع كل شيء في تيك توك للتخطيط.
تقول أليس، "لقد كانت هناك احتمالية في دور المجموعات أن تتمكن اليابان، وكوستاريكا من إخراج إسبانيا وألمانيا، وكنت أستعد لتصوير مقطع في حال حدوث ذلك، وكنت متحمسة له، لكن إسبانيا تمكنت من الصعود".
ويضيف بيريرا، "أظن أن جميع صانعي المحتوى، شعروا مثلنا خلال هذه الدقائق".
وكانت هناك لحظات كثيرة أيضا بالنسبة لبن بلاك، في الدوحة، فقد تابع مباراة البرازيل، والكاميرون في الملعب، وهو يرتدي قميص البرازيل.
ويقول "كل ما رأيته حولي كان مشجعي الكاميرون، وكنت أنا الوحيد بقميص البرازيل، لكنهم كانوا يحتضنوني، وانتهى بنا المطاف إلى الاحتفال معا لمدة 90 دقيقة".
وكان المقطع الذي أعده بلاك، يبدو غير متصل بالمباراة على الإطلاق، بل كان يبدو "كلحظات عشوائبة"، من مشاهداته.
ويبدو إظهار الجوانب الإيجابية للبطولة في قطر، أمرا يتعارض مع اثير بشأن قضايا حقوق الإنسان، التي سبقتها.
وتعترف أليس أنها بدأت تغطيتها للبطولة، ولديها "انطباع سلبي".
وتعرضت قطر لانتقادات بخصوص، منع المثليين، ومعاملتها للعمال المهاجرين.
وتضيف أليس، "لكن لاحقا تابعت أشخاصا مثل بن، يبث من قطر، ويصور مقاطع من الملاعب، وما يجري من أحداث".
لم تكن بطولة كأس العالم هذه المرة، أقل من غيرها من ناحية التوقعات، والجدل، على الإطلاق، بداية من الادعاءات الكاذبة بأن قطر دفعت اموالا لمشجعين ليدعموا المنتخب الانجليزي، إضافة لعدد من الأمور الأخرى.
لقد حددت وتتبعت عددا من الأشخاص الذين ظهروا في هذه المقاطع، "وقيل إنهم مشجعون مزيفون"، وتمكنت من التحدث إليهم، ووجدتهم من الهند، وسريلانكا، ويعيشون في الدوحة، ويعملون هناك، وقالوا لي، إنهم يحبون تشجيع الفرق المفضلة لديهم، ويحضرون المباريات، وتؤيد حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأقوال.
وليس هناك دليل واحد يؤيد الشائعات، بأنهم حصلوا على الأموال لتشجيع المنتخب الانجليزي، وهو الاتهام الذي رفضته الجهات المنظمة أيضا، ورغم ذلك لاتزال الشائعة منتشرة، خاصة على تيك توك.
ولعل ذلك الزخم، يدفعنا إلى أن نكون حريصين، ولا نصدق أي ادعاء من دون دليل، ونتقصى هوية الشخص الذي ينشر المضمون، ووقت تصوير المقطع، وجميع الأمور المحيطة به، قبل أن نقوم بإعادة نشر أي مضمون.
الأمر يتعلق بتمييز الحقيقة عن الشائعات، وفهم ما يحدث، وأسباب حدوثه، وأن نتعاون جميعا لتوضيح الحقائق، حول هذه البطولة المعقدة.بي بي سي