الطفلة زكارنة.. قتلت بـ”رصاص إسرائيلي” وهي تبحث عن قطتها
بعد منتصف الليل، وبينما كانت الطفلة الفلسطينية جنى زكارنة تبحث عن قطتها على سطح المنزل لتقيها برد الشتاء، أصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي ما أودى بحياتها في الحي الشرقي من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
ومساء الأحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان "استشهاد جنى مجدي عصام زكارنة (16 عاما) بعد إصابتها برصاصة في الرأس أطلقها عليها جنود الاحتلال خلال اقتحام مدينة جنين”.
أما الجيش الإسرائيلي فقال، عبر بيان بموقعه الإلكتروني الرسمي، إن قواته اعتقلت 18 مطلوبا منهم ثلاثة في جنين، بدعوى التورط في "أنشطة إرهابية”، على حد قوله.
وأضاف أنه "خلال العملية ألقى مشتبه بهم عبوات ناسفة وأطلقوا أعيرة نارية كثيفة على الجنود وزجاجات حارقة من مناطق مختلفة بما في ذلك من أسطح المنازل.. وأطلق الجنود النار على مسلحين تم رصدهم في المنطقة دون وقوع خسائر في صفوف قواتنا”.
وبينما ندد مسؤولون فلسطينيون، وفصائل في بيانات منفصلة بمقتل زكارنة مطالبين بتحقيق دولي، أعلن الجيش الإسرائيلي أن هناك "احتمالا كبيرا” بأن أحد جنوده هو من قتل الطفلة عن طريق الخطأ.
** البحث عن القطة
تقول العائلة المكلومة، إن "جنى شعرت بالخوف على قطتها فذهبت لكي تتفقدها وتقدم لها الطعام على سطح المنزل لكنها لم تعد”.
وأوضح ماجد عم الطفلة زكارنة، أنها "قتلت بدم بارد فالرصاص الذي أطلق كان بقصد القتل، حيث أصيبت بأربع رصاصات اثنتان منها في الرأس والوجه”.
وبنبرة غاضبة، قال العم للأناضول، إن "التحقيقات تشير إلى أن الرصاص خرج من بنادق الجيش الإسرائيلي، ولو كان بالخطأ لما أصابها بأربع رصاصات”.
وطالب بمساءلة ومعاقبة السلطات الإسرائيلية على مقتل طفلتهم، مؤكدا أن "شعبنا الفلسطيني بحاجة لحماية دولية، ففي كل عملية اقتحام يقتل الأبرياء”.
ولا تزال آثار مقتل الطفلة واضحة على سطح منزل العائلة، حيث تناثرت دماؤها في المكان، بينما بقيت القطة البيضاء "لولو” وحيدة، تدور في مكانها بحثا عن صديقتها.
** وصية الرحيل
وفي باحة منزل الفقيدة، تذرف جنى أبو الذهب صديقة الطفلة زكارنة دموعها، وتقول إن الأخيرة "كانت كأي طفلة تحلم بالحياة سعيدة، لديها كثير من الطموحات، لكن الاحتلال الإسرائيلي سرق كل شيء”.
وتتحدث أبو الذهب عن صديقتها قائلة: "كانت أفضل الناس، تحب الجميع وتلبي كل من يطلب المساعدة منها”.
وبذكريات طفولة لا تنسى في الحي والمدرسة، تضيف أبو الذهب: "كانت جنى تفرغ همومها لي، وأمس زارتني وضمتني وقال لي سلمي على صديقاتي”.
تتنهد صديقة جنى وتقول: "كأنها كانت تعلم أنها سوف ترحل عنا”.
** تحقيق إسرائيلي
وبعد مقتل زكارنة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن هناك "احتمالا كبيرا” بأن أحد جنوده هو مَن قتل الطفلة عن طريق الخطأ.
وفي نهاية تحقيق أولي الاثنين، وفق بيان الجيش، "وُجد أن هناك بالفعل احتمال كبير أن الفتاة المقتولة أصيبت برصاصة عن طريق الخطأ أُطلقت على مسلحين على سطح في المنطقة التي أُطلق منها النار على القوة (الإسرائيلية)”.
وتابع: "الظاهر أن الفتاة المقتولة كانت على سطح أحد المنازل القريبة من المسلحين”، و”الادعاء بأن قوات الأمن (الإسرائيلية) أطلقت النار عمدا على أشخاص غير متورطين لا أساس له”.
ومشددا على "مواصلة التحقيق لتوضيح ملابسات الحادث”، قال الجيش إنه يأسف هو وقادته "على أي ضرر يلحق بأشخاص غير متورطين حتى أولئك الذين هم في بيئة قتالية وفي (مجال) تبادل إطلاق النار بالقرب من المسلحين”.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد عن تعازيه لأسرة الطفلة زكارنة.
وأضاف لابيد في تغريدات بحسابه على تويتر: "التحقيق المنشور أولي فقط، وتواصل القوات الأمنية التحقيق لتوضيح ملابسات الحادث”.
وتابع: "أنا على ثقة أن جنود الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن خلال عملهم، حتى الأكثر تعقيدا، يبذلون قصارى جهدهم، وسيواصلون، لمنع الإضرار بغير المتورطين”.
ومنذ مارس/ آذار الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في الضفة الغربية تحت اسم "كاسر الأمواج”، في ظل تصاعد التوتر على خلفية اشتباكات متجددة بين الجيش ومستوطنين من جهة، وفلسطينيين من جهة أخرى.-(الاناضول)