ميسرة ملص ينعى ليث الاردن بكلمات مؤثرة: لم يكن يُبطن غير ما يُعلن
جو 24 :
نعى الناشط السياسي والنقابي، المهندس ميسرة ملص، رفيقه وصديقه الأبرز المعارض الكبير المهندس ليث الشبيلات بكلمات مؤثرة استذكر فيها مناقب فقيد الوطن والأمة.
وتاليا ما كتبه ملص:
لم يأتني النوم الليلة الماضية، فقد فقدت بالأمس الأخ الكببر والحبيب والصديق الذي كنت ملاصقا له لسنوات طويلة. عرفته عن قُرب وأجمل ما فيه رحمه الله بأنه كان كل ما يدعو له من على المنابر من مثل و قيم ومبادئ يلتزم بها في حياته حتى لو كان على حساب مصلحته الخاصة.
لم أجد شخصا في الأردن له القدرة على التنبؤ بمستقبل البلد مثله، عندما أتذكر ما كان يقوله لي قبل عشرات السنوات عن أحوال الأردن وأرى ما يحصل الآن أشعر وكأنه كان يقرأ من كتاب مفتوح كزرقاء اليمامة.
لم أجد شخصا بجرأته في الحق ومجابهة الباطل، كان شجاعا مقداما، فعلا كان ليث الأردن.
لم يكن ليث الشبيلات أبدا يُبطن غير ما يُعلن، وعندما كان يقول إن استقرار الأردن ببقاء نظامه شريطة اصلاح رأس النظام كان صادقا بهذا الموقف، ولا يطرحه لأجل التكتيك العابر.
على رغم من شجاعته وقوته، كان رحمه الله شديد العاطفة و دمعته سيّالة على خدّه، وكم كان يتأثر عندما يشاهد مواطنا يمدّ يده سائلا له، خاصه إذا كبيرا أو سيدة أو طفلا.
ماذا أكتب عن ليث شبيلات والذكريات تزدحم بذهني وأنا المؤمن بقضاء الله وقدره وأن الموت حقيقة وحق، ولكنني قد غفلت بأن هذا الرجل الثمانيني والذي أكرمه الله بصحه ونشاط وهمّة وعزيمة الشباب حتى آخر لحظة من حياته، سيأتي يوم أنعاه وقلبي يعتصر ألما وحزنا إن لم ينعني هو.
ما يخفف عنّي أنه قام بواجبه على أتمّ وجه، وانتقل إلى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا، وكان هذا ما يحرص عليه دوما ويقول لي "ماذا سأقول لربّي إن سكت عن ظلم هذا أو ذاك؟". والحمد الله فقد ترك إرثا كبيرا في مقارعة الطغاة والظلمة. والحمد الله مات عزيزا كبيرا في وطنه ومجتمعه، وبقيت صحته تخدم حركته، ولم أجد شخصا يحظي بمحبّة الناس بمثله على الرغم من قسوته في بعض الاحيان عليهم وهذا ما لمسته من خلال صحبتي معه داخل وخارج المملكة.
سيفقدك يا اعز الرجال الاردن ورجاله وابنائه و مناضليه..
وستفتقدك فلسطين ومقاومتها واسودها ومجاهدوها..
سيفقدك العالمين العربي والاسلامي ومنابريهما..
سيفتقدك الفقراء والارامل واليتامى الذين لم تردهم خائبين في يوما من الايام..
سافتقدك انا شخصيا وقد تعلمت منك الكثير وارجو ان تسامحني وانت في دار الحق على نقاشاتي الحادة معك في بعض الاحيان عندما نختلف على بعض المسائل خاصة فيما يتعلق بقسوتك في خطاباتك الموجهة إلى المعارضة. ربنا يصبرني على فراقك.
وداعا يا اعز الر جال ولانقول الا ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم ان العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا ابو فرحان لمحزونون.
وفي الختام اقدم احر التعازي الى ابنائك وبناتك و زوجتك واهلك ومحبيك