ما قصة "مغدور جدة" الذي اهتز له الشارع السعودي بعد أن أحرقه رفيق طفولته حيا؟
جو 24 :
اهتز الشارع السعودي بعدما تداول مغردون عبر مواقع التواصل أنباء جريمة قتل بشعة وقعت مساء الثلاثاء في مدينة جدة، راح ضحيتها الشاب السعودي بندر القرهدي.
ونشرت العديد من حسابات مواقع التواصل خبر وفاة بندر القرهدي، ومقطعا مصورا يوثق اللحظات الأخيرة قبل وفاته.
وتداول مغردون مقطع فيديو للشاب عقب تعرضه للحرق، يظهر فيه وهو يسير على قدميه ويصرخ بصوت عال من الألم ويردد عبارة "أنا شو سويت؟" (ماذا فعلت؟)، ليفارق الحياة على إثرها.
تفاصيل الحادثة
وفي تفاصيل الحادثة، أشارت مصادر أمنية سعودية إلى أن بندر القرهدي تعرض للغدر من قبل صديق له استوقفه عند طريق في مدينة جدة لحل مشاكل عالقة بينهما.
لكن سرعان ما ساءت الأمور بين بندر القرهدي وصديقه الذي كبل بندر في سيارته ثم سكب البنزين عليه وأضرم النار في جسده.
ومن جهته، أصدر الأمن العام السعودي بيانًا رسميًّا أشار فيه إلى الحادثة، وأكد "القبض على الجاني، وهو مواطن سعودي، وإيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وإحالته إلى النيابة العامة".
والد القرهدي
وقد أكد والد بندر قرهدي أنه "لن يتنازل عن حق ابنه الشرعي"، وطالب "بالقصاص"، وأكد أنه "لا يتمنى أن يفقد أب أو أم أبناءهم بالطريقة التي فقد بها ابنه".
وفي مقطع فيديو، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال والد بندر: "أنا والد المغدور بندر، شهيد حريق الإسكان الجنوبي ... ظهرت بعض المقاطع المؤلمة لولدي وهو يسأل "أنا إيش سويت"، أحيل هذا السؤال إلى القتلة لعلهم يجيبون".
وأردف: "وأحيل أمري وأمر ابني وأمر أسرتي إلى ولي العهد وأمير منطقة مكة ومحافظ جدة، إن هذا السلوك دخيل على مجتمعنا وقيمنا وعاداتنا تقاليدنا، ولا شك أنه سلوك مشين ومعيب، لا ترضون به، ولن نرضاه".
كما طالب والد بندر ناشري المقطع بحذفه رأفة بأسرته، وأشار إلى أن تلك المقاطع "أدت إلى دخول والدة بندر في صدمة نفسية حادة" وأنه "سيقاضي من ينشر هذا المقطع بعد هذا الإعلان".
#بندر_القرهدي
وقد أشعلت هذه الحادثة، غضبا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية وفي دول عربية أخرى.
وتصدر وسم #بندر_القرهدي مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، وطالب كثيرون من خلاله بـ"القصاص العادل من الجناة".
فتقول نشوة الرويني: "حسبي الله ونعم الوكيل. اللهم إنا نحتسب #بندر_القرهدي عندك من الشهداء. آه من غدر الأصحاب. يا الله كيف ماتت ضمائرهم وقتلوه بهذه الوحشية. يصرخ و يقول (أنا إيش سويت. أنا أخوك) ولم يرحموه. اللهم اربط على قلب أهله. اللهم صبرهم. إنا لله وإنا إليه راجعون".
كما طالب كثيرون بحذف المقطع المنشور، الذي يظهر فيه بندر بعد إحراقه، رأفة بذويه.
فقال خالد جاسم: "لابد أن تكون هناك حملة مجتمعية يشارك فيها الكل، وهي حذف الفيديو الخاص ببندر القرهدي ... هذا طلب والده، ولابد أن يعرف من يجلس وينشر الفيديوهات بقصد أو بدون قصد أن المغدور به له أهل وأم، هذا الفيديو يقطع القلب ولا يصلح لمن قلوبهم ضعيفة فكيف بأبيه وبأمه، ساعدوهم بالحذف".
كلمات بندر الأخيرة
وتوقف كثيرون عند كلمات بندر الأخيرة قبل أن يفارق الحياة.
فقال السويق: "الكلمات الأخيرة من بندر القرهدي مؤلمة، (يا عيال قولوا أنا إيش سويت)، وصل الحال إلى أن الشخص يعاقب ولا يدري لماذا عوقب ويأتي زمان يكثر فيه الهرج (القتل) لا يدري المقتول لماذا قتل .. (بأي ذنبٍ قتلت) رحمك الله يا بندر. نسأل الله أن يجعلك في منزلة الشهداء".
وتحدث آخرون عن الصداقة وغدر الأصدقاء، وعن كيفية اختيارهم.
فقال يوسف فيصل العتيبي: "من قبل 7 سنوات.. أصبحت أختار بعناية من يدخل حياتي، أيقنت أن الصحبة ليست بكثرتهم لكنها بأخيرهم .. وأن البقاء وحيدًا خير من مصاحب فاجر وسيء، وأن 98 بالمئة من هلاك الإنسان أو نجاحه بأصحابه".
ومن جهة أخرى اعتبر مغردون أن المجتمع شريك في هذه الجريمة البشعة.
فقال أبو وليد: "المجتمع شريك في هذه الجريمة، فالمجرم منا وفينا ونحتضنه ونأويه بيننا ... من الواجب علينا جميعا الحرص واليقظة والاهتمام بأبنائنا وتقديم العون والمساعدة لرجال الأمن في القضاء على المخدرات ومروجيها ومتعاطيها والإبلاغ عن كل مجرم".
بينما آثر أخرون مشاركة نص تغريدة قديمة لبندر دعا فيها إلى أن يذكره الناس بدعائهم.
(بي بي سي)