مذيعة مصرية تثير الجدل.. وتساؤلات حول "النساء الذكوريات"
تاريخ النشر : Friday - am 09:37 | 2023-01-13
جو 24 :
أثارت تعليقاتُ إعلاميةٍ موجة واسعة من الجدل في مصر بالأخص بعد أن تقدم المجلس القومي للمرأة بشكوى لدى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عبّر فيه عن "رفضه وعميق استيائه من المحتوى المسيء الذي يقدم من خلال برنامج كلام الناس'" الذي تقدمه المذيعة، ياسمين عز.
وتداول مستخدمون العديد من التعليقات بين من أيد توجيهات عز في برنامجها، ومن عارضها.
ومن أبرز التعليقات التي تداولها المستخدمون كانت نصيحة المذيعة، ياسمين عز، خلال ظهورها ببرنامج "كلام الناس" بمناداة الزوجة لزوجها "أستاذ" قبل اسمه، وأن صوتها يجب أن يختلف بحدته بين فصلي الشتاء والصيف.
وقالت: "فكروني نعمل حلقة عن موضوع 'تفخيم الزوج' ليه بتنادي عزوجك يا محمد كدة حاف؟ قولي لزوجك يا أستاذ محمد، يا أستاذ محمد بتحب تشرب إيه؟ اسمعي مني تكسبي".
وفي "نصائح" أخرى دعت النساء إلى تأييد أزواجهن إن طلبوا منهن التوقف عن الحديث مع جارة أو صديقة دعتهن إلى القول: "'عُلِم وينفّذ بانتباه'، إجابة من غير سؤال وإجابة من غير كلام، هو أكيد أدرى منك وأعلم منك وأدرى بمصلحتك".
كما تطرقت المذيعة في حلقات أخرى إلى موضوع الإعلاء من مكانة الرجل لأنه صاحب الدخل، وقالت: "
وتعددت آراء مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بين من أيد تعليقات عز في برنامجها، وبين من عارضها.
بينما قارن البعض بين آراء عز المناقضة لمواقف الإعلامية المصرية، رضوى الشربيني:
"احترام متبادل"
ترى الصحفية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، تغريد الرشق، أن "النساء الذكوريات أو أي نساء يقفن مع الرجال لهذه الدرجة لسن سويات نفسيا".
وأكدت الرشق في حديثها مع موقع "الحرة" أنها لا تتفق مع منح نصائح بمثل هذا الأسلوب في سبيل "الحفاظ على كيان الأسرة"، موضحة "أرى أن مثل هذا الكلام قد يفعل العكس تماما، فهو يمكنه أن يؤثر على الأسرة بصورة سلبية".
وفي رسالة للآباء قالت الرشق: "يجب أن تعلم ابنتك أن تكون شخصيتها قوية، أن تحترم الرجل عندما يحترمها، أما أن ترى ابنتك أن والدتها تحترم الأب أكثر من احترامه للأم فإنها ستعتقد أن هذا أمر طبييعي، وهذا خاطئ".
وذكرت الرشق أن "هذه الفتاة عندما تتزوج ستتعامل مع زوجها أيضا بهذه الطريقة"، مشيرة إلى أن "الحياة تغيرت الآن"، وأن مثل هذه التصرفات التي كانت تطبق في الماضي لم تعد صالحة اليوم "الآن السيدات يعملن ولديهن شهادات ويتبوأن مناصب قد تكون أعلى شأنا من الرجال".
وأكدت الرشق أن الفتيات اليوم منخرطات في التعليم والأعمال، وأن الظروف الاقتصادية لم تعد كالسابق ما قد يتطلب عملها لزيادة دخل الأسرة "وفي بعض الأحيان قد تساهم بالإنفاق أكثر من الرجل، ويعد تناقضا أن نطلب من المرأة أن تعامل زوجها مثل 'سي السيد' إذا كيف يمكنها أن تجد الوقت لتعمل وتساهم في دخل المنزل؟".
وأضافت أن "العقل الطبيعي لا يقبل أن تكون امرأة عبدا لرجل أو أن تكتفي بتنفيذ أوامره".
واستدركت أنه "لا يجب الضرورة أن يكونا متساويين تاما بكل شيء، لكن يجدر أن يتوفر احترام كامل للمرأة، بنفس الصورة التي تحترم فيها الرجل، احترام متبادل، ولا يكمن ذلك بأن تطبخ له وتدلك قدميه وأن يعاملها في المقابل وكأنها عبدة لديه".
وأعادت التأكيد على أنه "من الطبيعي أن يتشارك الرجال والنساء في أدوار البيت سواء في إعداد الطعام أو التنظيف، هذا هو نموذج الأسرة في العصر الحديث الذي نعيشه".
واستدركت أنه "حتى لو كانت السيدة لا تعمل، فهذا لا يعني أن ليس لديها ما تفعله، فهي تربي الأولاد ولديها مسؤوليات أخرى في حياتها، وهذا لا يعني أن تصبح خادمة لدى زوجها، أو أن تهين نفسها لإسعاده".
وذكرت أنه "من الممكن أن تسعد زوجها بأن تظهر بشكل حسن لدى وصوله البيت وأن تعد له الطعام، لكن لا يجب أن تهين نفسها حتى ترحب به"، مشيرة إلى أن العلاقة يمكنها أن تكون قائمة على الرضا والاحتمال المتبادلين دون "أن يكون همّ المرأة الوحيد في الحياة إرضاء الرجل".
من جهتها، ترى الإعلامية والناشطة النسوية، عروب صبح، أن "هذه الشخصيات، سواء كانت ياسمين عز أو رضوى الشربيني، تؤدي أدوارا، لا يمكننا القول إن النسوية المتطرفة يقابلها الذكورية المتطرفة، لأن النسوية بشكل عام هي طيف كبير من الفكر وليس واحدا جزء منه هو النسوية المتطرفة".
وأوضحت في حديثها مع موقع الحرة أن "كل فكر في الحياة فيه تطرف، الفكر الأيديولوجي، سواء ديني أم أيديولوجي، فهؤلاء الأشخاص موجودون، لكن لا أعتقد أن ما نراه حاليا هي ظاهرة، لكنها للأسف الشديد هو شيء يستخدمه الناس أو الآلات الإعلامية لخلق ترند وأيضا كي يكون هناك إلهاء للناس عن المشاكل الأساسية والحقيقية التي يعيشونها والكوارث الاقتصادية التي تحل بنا".
ونوهت إلى أن "المشكلة لدينا لا تكمن بين الرجل والمرأة، بل مشكلة حقيقية طبقية واقتصادية حولتنا إلى عبيد، رجالا ونساء".
وأضافت "أنا لا أرى في الرجل عدوا أو منافسا بل شريكا، المفروض الإنسان فينا، رجلا كان أم امرأة، أن يحظى بفرصة بناء على كفاءته بصرف النظر عن جنسه".
وشددت على أن "الأصوات التي تصدر من الطرفين (أي النسوية المتطرفة والذكورية المتطرفة)، في معظمها ومع جنون الترند والسوشال ميديا، تركض وراء اللايكات والمشاهدات وأن يكون لديهم جدل، والجدل يخلق المزيد من الدخل لهؤلاء الناس.. فكلما أصبحوا مشهورين أكثر حتى لو كانت تلك الشهرة مبنية على الابتذال والسوقية والتفاهة وتداول الآخرون الفيديوهات لشتمهم، لن يكترثوا لأنهم يتقاضون شيكا كبيرا في نهاية الشهر وهذا ما يبقيهم على الشاشة".
وأوضحت "ترتدي ملابس كالدمى وتجلس أمام الكاميرا لتتحدث بكلام فارغ.. للأسف كل شيء تحول إلى صناعة وتجارة بغض النظر عن المتلقين الحزانى الذين تختلف ظروفهم".
وذكرت أن "الجميع لن يتفاعلوا بالشكل ذاته، فالبعض قد يستهزئ ويتندر وآخرون قد يشتمون".
لكنها استدركت أن "المشكلة في هذا الخطاب هو أننا، إن عدنا لأساسه، هي مشكلة عويصة في مجتمعاتنا ألا وهي العنف ضد المرأة، وهذا الكلام يعزز من العنف الأسري، ويعزز أن المرأة هي الطرف الأضعف".
وأكدت صبح أن توجيه رسالة عبر وسيلة إعلامية بهذا الشكل "يغذي فكرا يشجع على الانتقاص من المرأة كإنسان ويشجع على العنف الأسري، وهنا تكمن الخطورة".
بيانات وردود
وأتت شكوى المجلس القومي للمرأة بعد انتقاد وجهته رئيسته، مايا مرسي، في منشور عبر حسابها بفيسبوك، بعد إحدى حلقات البرنامج المثيرة للجدل، قالت فيه: "رسالة إلى إحدى الإعلاميات على إحدى المحطات غير المصرية، أرجو أن تتذكري أن تاريخك.. سيراه أولادك وأحفادك ولن يكونوا فخورين، فالمحتوى على الفضاء الإلكتروني بصمة شخصية موجودة مدى الحياة".
وأضافت "إذا كان مجال دراستك هو الإعلام، فأرجو أن تراجعي الكتب والمواثيق الاعلامية التي من الواضح أنك لم تسمعي بها من قبل ..لأن ما تقدميه ليس له أي صلة بالإعلام الحقيقي".
واستدركت بالقول: "عيب عليكي بجد وكفاية.. إعملي حساب أن الذي يشاهد البرنامج الذي تقدميه جيل بنات وأولاد..إنتي حرفيا بتهدي فكرة الاحترام بين الطرفين والشراكة.. لازم تعرفي وتتعلمي قبل ما تتطلعي تدينا دروس وتوجهي رسالتك للسيدة المصرية".
ورغم أن مرسي امتنعت عن ذكر اسم الإعلامية في منشورها، إلا أن المذيعة التي تظهر عبر شاشة "إم بي سي مصر"، ياسمين عز، ردت على تصريحاتها بمنشور عبر فيسبوك، الثلاثاء، قالت فيه: "قرأت الرسالة مرارا وتكرارا، يمكن ألاقي (لكي أجد) فيها طرحا موضوعيا أتفق معه أو أختلف معه، ولكني للأسف الشديد، لم أجد".
وأضافت "عندما أطرح في هذا البرنامج آراء وموضوعات.. أنا أعلم جيدا أن هناك من يتفق معها ومن يختلف، وهذه تماما هي حرية الرأي المكفولة للجميع .. خصوصا وأن البرنامج هدفه الأساسي هو الحفاظ على كيان الأسرة".
وأكدت "فأنا نشأت في أسرة ولله الحمد مستقرة تقوم على مبادئ وأخلاقيات، وعاهدت نفسي منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه المجال الإعلامي، الذي هو أساس دراستي، أن أحافظ عليها وأن أمارس شرف المهنة بعيدا عن الإسفاف، وكلي فخر بكوني مصرية رباني مجتمعي على هذه الأخلاقيات وحافظت عليها، وكلي فخر بأن أترك بصمة يتوراثها أبنائي ومجتمعي، فالأسرة هي أساس المجتمع".
وفي بيان، الأربعاء، أعلن المجلس القومي للمرأة أنه "تقدم صباح اليوم بشكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضد البرنامج، حيث تلقى المجلس العديد من الشكاوى من نساء مصر عبر منصات التواصل الاجتماعي يعبرن عن رفضهن لهذا المحتوى المسيء ويطالبن بوقفه".
وأشار المجلس إلى أن المحتوى "يمثل إهانة وتحقيرا وتقليلا من شأن المرأة المصرية، ويضر بها"، وأنه موجه لتغييب الوعي المجتمعي بما يتم إنجازه على أرض الواقع من جهود حثيثة لتمكين المرأة المصرية".
وأكد المجلس "رفضه القاطع لأي محتوى من شأنه تحقير وإهانة المرأة المصرية، حيث أن المحتوى الذي يقدمه البرنامج عن المرأة المصرية مهين ورجعي، ويتضمن خطابا تحريضيا لممارسة العنف ضد المرأة المصرية، وتطبيع إهانة وضرب الأزواج للزوجات، وأنه على النساء تقبل العنف والإهانة".
وأضاف "كما يتضمن محتوى البرنامج أيضا السخرية والتنمر على حال الأسرة المصرية، مما يؤدى إلى تدمير البنية الاجتماعية وخلق نزاعات داخل الأسرة، دون اعتبار لأحكام الدستور المصري الذي تضمن أكثر من 20 مادة تنظم موضوعات المواطنة والمساواة وتجريم العنف والتمييز واحترام المرأة وصون كرامتها".
وأشار المجلس إلى أن "الكود الإعلامي للمرأة ينص على تقديم المرأة كنموذج واع ومثقف وملتزم، مؤكدا "أيضا خطورة تأثير الرسائل غير المنضبطة التي تسهم بشكل كبير في تقليل احترام المرأة وبالتالي تزايد معدلات العنف ضدها".
الحرة / خاص - واشنطن
وفي">بيان، الأربعاء، أعلن المجلس القومي للمرأة أنه "تقدم صباح اليوم بشكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضد البرنامج، حيث تلقى المجلس العديد من الشكاوى من نساء مصر عبر منصات التواصل الاجتماعي يعبرن عن رفضهن لهذا المحتوى المسيء ويطالبن بوقفه".
وأشار المجلس إلى أن المحتوى "يمثل إهانة وتحقيرا وتقليلا من شأن المرأة المصرية، ويضر بها"، وأنه موجه لتغييب الوعي المجتمعي بما يتم إنجازه على أرض الواقع من جهود حثيثة لتمكين المرأة المصرية".
وأكد المجلس "رفضه القاطع لأي محتوى من شأنه تحقير وإهانة المرأة المصرية، حيث أن المحتوى الذي يقدمه البرنامج عن المرأة المصرية مهين ورجعي، ويتضمن خطابا تحريضيا لممارسة العنف ضد المرأة المصرية، وتطبيع إهانة وضرب الأزواج للزوجات، وأنه على النساء تقبل العنف والإهانة".
وأضاف "كما يتضمن محتوى البرنامج أيضا السخرية والتنمر على حال الأسرة المصرية، مما يؤدى إلى تدمير البنية الاجتماعية وخلق نزاعات داخل الأسرة، دون اعتبار لأحكام الدستور المصري الذي تضمن أكثر من 20 مادة تنظم موضوعات المواطنة والمساواة وتجريم العنف والتمييز واحترام المرأة وصون كرامتها".
وأشار المجلس إلى أن "الكود الإعلامي للمرأة ينص على تقديم المرأة كنموذج واع ومثقف وملتزم، مؤكدا "أيضا خطورة تأثير الرسائل غير المنضبطة التي تسهم بشكل كبير في تقليل احترام المرأة وبالتالي تزايد معدلات العنف ضدها".