لجنة السينما في "شومان" تعرض الفيلم الأسترالي "حلم أوبال" للمخرج بيتر كاتانيو
جو 24 :
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان يوم غد الثلاثاء الموافق 24 كانون الثاني في تمام الساعة 6:30 مساءً في فرع المؤسسة بجبل عمّان، الفيلم الأسترالي " حلم أوبال " للمخرج بيتر كاتانيو.
فيلم "حلم أوبال" هو رابع أفلام المخرج البريطاني بيتر كاتانيو، الذي اشترك في كتابة سيناريو الفيلم مع الكاتبين فيل تريل وبن رايس. ويستند السيناريو إلى رواية قصيرة رائجة بعنوان "بوبي ودنجان" للكاتب بن رايس المشارك في كتابة سيناريو الفيلم.
تقع أحداث الفيلم في بلدة مناجم نائية في جنوبي أستراليا للتنقيب عن الأوبال تعرف بعاصمة الأوبال الأسترالية. وقد استمد الفيلم عنوانه – كما يتضح - من هذه الأحجار النفيسة التي تستعمل للزينة. وتدور قصة الفيلم حول أسرة مكافحة من الطبقة العاملة، تتألف من الأب ريكس (الممثل فينس كولوسيمو) الذي يعمل كعامل منجم، والأم أني التي تعمل في سوبرماركت (الممثلة جاكويلين ماكينزي) والابن أشمول (الممثل كريستيان بايرز)، ابن الحادية عشرة، والابنة كيلي آن (الممثلة سافاير بويس) ابنة التاسعة.
تواجه هذه الأسرة مشكلة تكمن في سلوك الابنة، وهي طفلة خجولة ومنطوية على نفسها تواجه صعوبة في التعرف على أصدقاء. وللتعويض عن ذلك تختلق صديقين خياليين، هما بوبي، وهو ذكر، ودينجان، وهي أنثى.
يبدأ فيلم " حلم أوبال " بظهور الطفلة كيلي آن وهي تتظاهر باللعب مع صديقيها الخياليين، وهي عادة تعرّضها وتعرّض شقيقها إلى سخرية اقرانهما في المدرسة. ويحاول الوالدان أن يخلصا ابنتهما من هذه المشكلة، ويتظاهر الأب ذات يوم بأخذ الصديقين الخياليين معه إلى المنجم، وعند عودته يخبر ابنته بأن صديقيها الخياليين قد اختفيا، فتعود معه ومع شقيقها إلى المنجم للبحث عنهما. وهناك يدخل الأب إلى منطقة مجاورة ويتهمه صاحبها تحت تهديد السلاح بالسرقة ويستدعي رجال الشرطة، ما يؤدي إلى معاملة أفراد الأسرة كمنبوذين من قبل المجتمع المحلي.
يؤدي فقدان الصديقين الوهميين إلى مرض الطفلة، مع أن الأطباء لا يجدون أعراضا لديها لذلك. ويزداد تفاقم الوضع بتخلي الأب عن حقه في التعدين وخسارة الأم لوظيفتها. ومع أن الشقيق يعتقد بأن شقيقته تدّعي المرض، فإنه لا يتردد في مساعدتها، ويقوم بتعليق ملصقات في شوارع البلدة بحثا عن الصديقين الخياليين. وبعد تفاقم الحالة الصحية للطفلة يقوم شقيقها بترتيب جنازة لصديقيها الخياليين تشترك فيها مع عدد من سكان البلدة.
تستخدم القصة جنازة الصديقين الخياليين كتعبير رمزي عن الحالة المرضية للطفلة كيلي آن التي توافيها المنية بعد فترة قصيرة متأثرة بمرضها المتخيل، وتوارى الثرى بين صديقيها الخياليين. وفي النهاية تبرىء المحكمة الأب من تهمة السرقة، ما يغير موقف السكان المحليين من الأسرة، ويستعيد الأب حقه في المنجم.
وقد دار جدل حول موت الطفلة أو بقائها على قيد الحياة في نهاية الفيلم. ومما قاله المخرج بيتر كاتانيو "إن أحد الأسباب الرئيسة التي شجعتني على إخراج الفيلم هو وفاة الطفلة في نهاية الفيلم، لاعتقادنا بأن هذه نهاية أقوى للفيلم. إلا أن ممولي الفيلم أصروا على أن الفيلم سيحقق نجاحا أكبر على شباك التذاكر بعدم وفاة الطفلة. وهذا مثال جيد على محاولة إقحام العامل التجاري على الطموح الفني للفيلم السينمائي. ولهذا السبب لم يحقق الفيلم أي أرباح".
ينجح المخرج بيتر كاتانيو في التعامل مع سلوك الطفلة كنتيجة مباشرة لخيالها الخصب. وتنجح الطفلة في معظم الأحيان في التأثير على من حولها لمشاركتها في عالمها الخيالي. ورغم رغبة الأسرة في حل مشكلة الطفلة فإنها تنقاد وراء رغباتها وتجاري مشاعرها. ويقدّم فيلم " حلم أوبال " على مستوى معين توازيا بين آمال الأب الذي يسعى لتحقيق الثروة بالتنقيب عن الأحجار الكريمة، ولكن دون أن يحالفه الحظ، وبين علاقة الابنة بصديقيها المتخيلين.
يتميز فيلم " حلم أوبال " بسلاسة السرد السينمائي للمخرج بيتر كاتانيو وبحساسيته في عرض القصة وقدرته على توجيه الممثلين الذين يؤدون أدوارهم ببراعة، خاصة الطفلين سافاير بويس وكريستيان بايرز الذي رشح لجائزة الممثل الصغير من معهد الأفلام الأسترالي.
تم عرض فيلم " حلم أوبال " في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، ومنها مهرجانا برلين السينمائي الدولي وملبورن السينمائي الدولي.