فنانون إلى مواقع التواصل و"بلوجرز" أمام الكاميرا.. سر اكتفاء ممثلين بـ"السوشيال ميديا"
باتت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياة كثيرين حول العالم، من منطلق التقدم الذي شهدته مناحي الحياة كافة.
ومع الحضور القوي لمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، توجه مشاهير الوسط الفني في العالم العربي إلى هذه المواقع والتطبيقات، ليوطدوا علاقتهم بجمهورهم ومحبيهم عبر عالم افتراضي أصبح لا غنى عنه.
لكن في المقابل، تحولت هذه المنصات إلى مساحة أساسية يطل منها عدد من الفنانين، الذين قلت أعمالهم الدرامية والسينمائية في السنوات الأخيرة، فبدلًا من الوقوف أمام الكاميرات باتت أغلب إطلالاتهم أمام كاميرا الهواتف المحمولة، فأصبحت أنشطة الممثلين مثل مها أحمد، وراندا البحيري، وياسمين جمال، وسامح حسين، ملحوظة خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا على سبيل المثال لا حصر.
وعلى النقيض، يشارك عدد من مشاهير "السوشيال ميديا" في بعض الأعمال الدرامية، ففي أعمال سابقة أتيحت الفرصة لمجموعة من المؤثرين للوقوف أمام الكاميرا، وهو ما حظي به على سبيل المثال أحمد رمزي، ومحمود السيسي، وطه الدسوقي، وغيرهم.
هذه الحالة باتت ملحوظة في السنوات الأخيرة بالنسبة للمهتمين بالشأن الفني في مصر، ومن ثم، حاولت "العين الإخبارية" الوقوف عليها عن قرب، والتعرف على أسبابها خلال السطور التالية.
"السوشيال ميديا" بديل
قالت الناقدة المصرية ماجدة موريس، إن مواقع التواصل الاجتماعي باتت نافذة بديلةً للفنانين، الذين بدورهم يسعون إلى إثبات تواجدهم للجمهور عبرها، خاصةً مع عدم وجود أي عروض جديدة للعمل.
أرجعت "موريس"، في تصريحها لـ"العين الإخبارية"، لجوء بعض الممثلين لهذه الخطوة، إلى أن "كرامتهم تمنعهم من طرق أبواب الشركات لطلب العمل"، منوهةً بأن غيرهم، من غير المتفاعلين عبر "السوشيال ميديا"، يجلسون في بيوتهم ولا يجدون عملًا ولا طريقة للإنفاق على أسرهم.
أضافت: "هذا الأمر أصبح واضحًا لكثيرين في الوسط الفني، ممن لا يعملون حاليا سواءً كانوا ممثلين أو كتاب أو مخرجين، سبق لهم وأن قدموا أعمالًا جميلة في سنوات سابقة، لكن الشركات المنتجة تختار مجموعات أخرى مختلفة".
فيما رأت الناقدة المصرية خيرية البشلاوي، أن مواقع التواصل هي أحد أهم مصادر الشهرة والتواجد وسط الناس، خاصةً أنها "قوية ومفتوحة لجميع الأطياف".
أشارت "البشلاوي"، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الفنانين بموجب عدم انشغال بعضهم بتصوير أعمال فنية، يجدون في منصات التواصل الاجتماعي عوضًا، فهي هي منافذ للظهور ومكان للتواجد وفرصة بديلة للشهرة و"عمل ترندات".
من جانبها، ذكرت ماجدة خير الله، أن تركيز الممثلين على المنصات لا يحقق لهم مكسبًا ماديًا أكبر مما يحققونه نتيجة مشاركتهم في الأعمال الفنية، خاصةً وأن بعضهم "لا يحظى بعامل جذب حتى يتوجه إليهم الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي" بحسب قولها.
أوضحت "خير الله"، لـ"العين الإخبارية"، أن مشاهير "السوشيال ميديا" نجحوا بسبب المحتوى المختلف الذي يقدمونه، مستدركة: " الممثلون لا يملكون مادة مختلفة يقدمونها لمتابعيهم".
تبادل الممثلين و"البلوجرز" لمواقعهم
اعتبرت الناقدة ماجدة موريس أن وسائل التواصل الاجتماعي هي وسيلة للفت النظر، وهو ما يستعمله "البلوجرز" لجذب اهتمام المنتجين والمخرجين، خاصةً أنهم يدركون بأن دخول الوسط الفني "سيعملون بشكل أكبر وسيتواجدون في موقع أفضل".
أردفت: "الأمر في هذه الحالة لا يتعلق بحب الشخص، الأمر يرتبط بالعمل ولفت الانتباه".
فيما أشارت الناقدة ماجدة خير الله أن المنتجين والمخرجين يتصورون أنه بإمكانهم الاستفادة من متابعي "البلوجرز" عن طريق الاستعانة بهم في الأعمال الفنية، لكن النتائج لا تكون جيدة في بعض الأحيان وفق قولها.
شرحت: "بعضهم لم يثر الاهتمام، فالتمثيل مختلفًا وكثيرون لم ينجحوا، لكن آخرين قد يفهمون الفارق بين تقديم المحتوى عبر السوشيال ميديا وتقمص شخصية مكتوبة تتفاعل مع بقية الشخصيات داخل عمل فني".