jo24 تلتقي القيادية في حزب الوسط الإسلامي المصري نيفين ملك
أسعد العزوني - قالت القيادية في حزب الوسط الإسلامي بمصر/عضو جبهة الضمير وجبهة الدفاع عن المعتقلين في الحراكات منذ 30 يونيو المحامية نيفين ملك،أن الإنقلاب أحدث شرخا عميقا في المجتمع المصري ولن تتوقف الأمور في مصر عند الجانب السياسي فقط.
وأضافت في حوار مع jo24،أن الدولة مقصرة في إرساء مبادىء القانون وتوفير الحماية لدور العبادة وخاصة الكنائس التي تشهد عدوانا متكررا من هدم وقتل للرهبان ،دون ان نجد من يتحرك لنجدتها.مشيرة إلى أن الأجهزة المختصة لم تقدم أحدا للمحاكمات العادلة بتهمة تفجير وإحراق الكنائس.
وتابعت المحامية ملك أنه تم إقتراح ترشيح وزير الدفاع السيسي رئيسا للوزراء في عهد الرئيس محمد مرسي لكن السيسي رفض ذلك فحدث الإنقلاب،مؤكدة أن ما جرى هو إنقضاض على الثورة ،وان الشعب المصري يتخوف من إستنساخ نظام مبارك.
وبسؤالها عن إحتمال ترشيح الفريق السيسي لرئاسة مصر أجابت المحامية ملك أن هناك تسريبات ودعوات بهذا الشأن،بيد أنها أوضحت أن أي رئيس لمصر يأتي في هذه الأجواء سيهان وسيعامل بطريقة غير لائقة.
وتاليا نص الحوار:
**كيف تقرئين المشهد السياسي في مصر هذه الأيام؟
-ما حصل في مصر أن المجتمع بات يعاني ليس من الإنقسام السياسي فقط،بل أصبح يعاني من إنقسام أصبح أكثر عمقا ليمتد إلى المجتمع ذاته ،وبتنا نرى العديد من الآراء المختلفة داخل الأسرة الواحدة ،،وتم إدارة المرحلة ما بعد 25 يناير حتى يومنا هذا بآلة إعلامية رهيبة تكرس الكراهية والعداء وتعمق جذور الإقصاء وشيطنة الآخر،وليس سرا القول ان غالبية مكونات هذه الآلية الإعلامية كانت تمثل الرئيس المخلوع مبارك ورجال الأعمال المرتبطين به ،وجميعنا ندرك ذلك.
لقد تم التعاطي مع الموقف لمحاولة الإنقضاض على مسار الثورة وتفريق المجتمع وتشتته وإنقسامه ،وكذلك تفتيت الحركات الثورية لتشتيت الجميع وفقدان الرؤية الثابتة على المسار الديمقراطي ويكون من السهل الإنقضاض على كل فصيل بمفرده لإسترجاع القبضة الأمنية وعودة النظام القديم.وهناك إتجاه لإقرار الإنتخابات حسب النظام الفردي،وإستنساخ نفس نظام مبارك حيث تكتل المصالح ورجال العمال القادرين على الترشيح لإقصاء أي فصيل له ظهر مجتمعي حقيقي وتفريق المجتمع من الكيانات المعارضة الحقيقية.
** ما هو موقف المصريين المسيحيين من الثورة المصرية؟
-بعد ثورة 25 يناير تم التعاطي إعلاميا بخطاب كراهية يعتمد التخوف من الإسلاميين عندما وصلوا إلى الحكم وفازوا بالأغلبية،وقد تم تصدير الوجوه الأكثر تشددا وجرى تعميق خطاب الإسلام فوبيا والترهيب ،وكان المسيحيون والمسلمون ضحايا لأفكار وتخوفات يتم بثها في المجتمع ،ولدينا ما يبرر هذه التخوفات خاصة في غياب التطمينات من الإسلاميين وأصبح الخطاب الإعلامي يمينيا وضرب بعرض الحائط بالوسطية ليتم تصوير المشهد في حال صعود التيارات الإسلامية إلى دول دينية ، بالعصف بحقوق المسيحيين وإضطهادهم.
وما استطيع قوله في هذا المجال انه لو تم إنفتاح العملية الديمقراطية والتوافق والحوار والوصول إلى نقاط الإتفاق لوجدنا حلولا لكافة الإشكاليات التي تواجهنا.فأيام مبارك كان مفهوم الأقلية ينطبق على المسيحي والمسلم،وتم إستخدام الصراع السياسي بأوجه متعددة منها الصبغة الطائفية والدينية للعب بتلك الورقة لصالح من يعادون التغيير.
**لماذا يتم الإعتداء على الكنائس ومن يقوم بذلك ؟
-الإعتداءات المتكررة على الكنائس تمت بالتوازي مع الحراك السياسي في الشارع،ونحن لا نستطيع إنكار الإحتقانات الطائفية بين الطرفين،علما ان مسؤولية حماية دور العبادة تقع على عاتق الدولة أصلا،وبالتالي فإن غياب هذه المسؤولية أدى إلى حرق الكنائس الذي مثل هذه الصورة ،وقد أثار ذلك العديد من التساؤلات وأيقن الجميع ان هناك تقصير.
التساؤل المطروح في الشارع هذه الأيام هو :لماذا لم يتم القبض على متهم واحد في هذه الحداث وتقديمه إلى محاكمات عادلة بدلا من إطلاق الأحكام بالمجمل دون تقديم متهم حقيقي للعدالة ،ولا بد من الإدراك أننا أمام صراع سياسي ينحى فاعليه إلى منحى جنائي.ونعد ذلك ضمن سياق قصور الدولة في إرساء مباديء القانون وحمايتها لدور العبادة.
الأمر لا يتعلق بالكنائس المسيحية بل وصل الإعتداء والحرق والحصار إلى مساجد أيضا في مقدمتها مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية،فهناك بلطجية يعيثون فسادا في طول البلاد وعرضها ويتربصون بالمعارضين والمتظاهرين والغريب أن الدولة تعجز عن حماية المواطنين في حين تحكم قبضتها على المعارضة.
** يلاحظ أن الفريق السيسي هو الذي يتحكم في شؤون البلاد والعباد مع انه وزير الداخلية لماذا؟
-أدركنا منذ 25 يناير أن المؤسسة الأقوى التي تستطيع قيادة الدولة هي المؤسسة العسكرية ،عكس المؤسسات الأخرى ،وهذا ما سهل عليه تصدر الموقف .
** ما هو التفسير المنطقي للدعم الذي تقدمه إسرائيل للسيسي؟
-لا نستطيع القول ان إسرائيل تدعم الفريق السياسي وان امريكا تدعم الإخوان المسلمين ،فالمطلوب هو التعقل والحكمة لأننا في مرحلة إنتقالية وعلينا الإلتفاف حول المسار الديمقراطي وإيجاد حل سياسي،فنحن مع وحدة الجيش المصري والمحافظة عليه وعدم توريطه في قضايا جانبية حتى يحافظ على كيان الدولة من خطر الإنقسام والضعف فهو ركيزة هامة لتقوية الدولة.
بناء على ما تقدم يجب على الجيش المصري أن يترك المشهد السياسي ونقول ذلك إنطلاقا من منطق وطني خالص لأنه سند البلاد والشعب المصري كافة،وهو الحامي من المخاطر الخارجية والداخلية.
نحن المصريين نريد إرساء الدولة الديمقراطية التي تتحدد فيها سلطات الدولة بموازاة بعضها وتكون كافة المؤسسات فيها تحت الرقابة.
**كحزب وسط كيف تنظرون إلى الإنقلاب؟
-نحن في حزب الوسط وأتحدث الآن بصفتي الشخصية كمحامية ،نرى أن هناك مرحلة متعثرة شهدت سوء إدارة قبل الإنقلاب لإستعانة الرئيس مرسي بعناصر ليست كفؤة في إدارة المرحلة ،وقد إقترحنا ترشيح الفريق السيسي لرئاسة الوزراء لكن رفض فحدث الإنقلاب في اليوم التالي.
نتمنى الوصول إلى حل سياسي يجمع الجميع وان يتم إستكمال الطريق الديمقراطي ،فنحن لا نراها بإشكالية الأشخاص بل الطريق الديمقراطي في التحول.
** هناك من يدعو لترشيح السيسي رئيسا ما جدية ذلك؟
-هناك تسريبات ودعوات نسمعها بين الحين والاخر بهذا الشان ،ولكن أي رئيس يأتي في هذه الجواء سيهان ويتعامل معه بطريقة غير لا ئقة وربما ينآى السيسي بنفسه عن ذلك.
** ما الذي يجري في سيناء؟
-هناك أبعاد وإشكالية في سيناء ،وهناك بعد رئيسي كبير ومشكلة كبيرة جدا تكمن في سلطة الدولة ومد يدها على سيناء مع تكبيلها بكامب ديفيد والربيع العربي وإنفتاح الحدود وعدم وجود قبضة أمنية ضد التهريب وإدخال الأسلحة.
تواجه الدولة مشاكل جمة في سيناء والمطلوب إعتماد الحكمة والتعقل وفرض التنمية كحل وليس اللجوء للحل الأمني لسيناء المهملة منذ عقود طويلة.
تمثل سيناء مشكلة لمواثيق تم تكبيل الدولة بها وهي كامب ديفيد،وعلينا الإقرار أن الطريق الأمني هو التنمية والإعمار والحفاظ على سيناء حق طبيعي لمصر.
** كيف تنظرون إلى الموقف الأمريكي من الإنقلاب في مصر؟
-لا يتم التعاطي معه يوى في السياق ،أي أن كل الحكومات تعمل وفق مصالحها ،وهناك إزدواجية في المعايير ونحن ندرك ذلك.
هناك غوانتنامو والمعتقلات وإنتهاك حقوق الإنسان وهذه كلها غربية النزعة ،ومع ذلك فإننا نفرق بين الشعوب وحكامها ولانعول على المواقف الدولية بل نهدف إلى الوصول للشعوب.
** هناك تقارير تضخم من هجرة المصريين المسيحيين ما وجه الدقة في ذلك؟
-الهجرة يقوم بها المسيحي والمسلم في مصر وليست حكرا على المسيحي ،ويأتي ذلك في ظل التعثر الإقتصادي وفقدان الأمن والمعاناة ولا ننكر ان المرحلة الحالية هي الأشد قسوة على المواطن العربي بشكل عام .
نعاني من الغلاء والإنفلات الأمني وغياب الدولة والخوف من المستقبل ،ومع ذلك لا نقول ان الأقباط هم وحدهم الذين يهاجرون بأعداد كبيرة كما كان يدعي نظام مبارك.