بالشيخ جراح.. وحدة إسرائيلية جديدة تُمهد لحملة اعتقالات واسعة
جو 24 :
شكلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي "وحدة خاصة" جديدة في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة، مهمتها تنفيذ مزيد من الاعتقالات والاستدعاءات بالمدينة، خلال الأيام المقبلة، مما يشكل خطوة خطيرة تستهدف التنكيل والضغط أكثر على المقدسيين.
والوحدة الجديدة تأتي على غرار الوحدات الإسرائيلية التي شُكلت خلال نيسان/أبريل، وكانون الأول/ ديسمبر الماضي، حينما صعدت قوات الاحتلال من وتيرة الاعتقالات بحق المقدسيين في المدينة، وشهدت زيادة ملحوظة.
ومنذ بداية العام 2023، كثفت قوات الاحتلال من حملة استهدافها وملاحقتها للشبان والفتية المقدسيين، وشنت حملات اعتقال وإبعاد، بالإضافة إلى إصدار قرارات بالاعتقال الإداري والحبس المنزلي، وأحكام بالسجن الفعلي.
وبلغت حصيلة الاعتقالات في المدينة المقدسة، خلال كانون الثاني/يناير الماضي، 255 مقدسيًا، من بينهما 71 قاصرًا، تركزت أغلبها في بلدة سلوان بواقع 86 معتقلًا.
مؤشر خطير
رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب يقول: إن" سلطات الاحتلال حينما تُقرر تنفيذ حملة اعتقالات كبيرة وواسعة في القدس تعمل على استحداث وحدة جديدة خاصة للتحقيق، وتجلب عددًا كبيرًا من المحققين الناطقين باللغة العربية للتعامل مع المعتقلين".
ويوضح في حديث لوكالة "صفا" أن شرطة الاحتلال اختارت هذه المرة أن يكون مقرها بحي الشيخ جراح وسط المدينة، حتى يسهل على عناصر الشرطة تحويل المعتقلين إليها، وهذا مؤشر خطير.
ودائمًا ما يكون موقع الوحدة الخاصة إما في معتقل "المسكوبية" أو محطة شرطة "عوز" أو "جبل أبو غنيم"، لكن هذه المرة اختاروا الشطر الشرقي من المدينة المقدسة، وفق أبو عصب.
ويضيف "هذا دليل على أن مثل هذه الوحدات الإسرائيلية المقتحمة لمنازل المقدسيين والمنفذة للاعتقالات، ستُحول الأسرى على وجه السرعة لمركز التحقيق في الشيخ جراح، تمهيدًا لتنفيذ المزيد من الاعتقالات، والتي تطال في غالبيتها الأطفال".
ويتابع "نحن نراقب ما يجري في هذه الوحدة من ناحية أعداد الأطفال المعتقلين، والذين يتم التحقيق معهم، على أمل المتابعة مع المحامين لتغطية الاستشارات القانونية والمتابعات في المحاكم الإسرائيلية".
ويحذر أبو عصب من خطورة وتداعيات تشكيل هذه الوحدة الخاصة على المقدسيين، بما يؤشر لارتكاب شرطة الاحتلال مزيدًا من الاعتقالات بحقهم، وخاصة فئة الأطفال.
ويقول رئيس لجنة أهالي الأسرى: "نحن مقبلون على حملات اعتقال كبيرة في المدينة المحتلة خلال الأيام القادمة".
ويشير إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 100 مقدسي، منذ العملية الفدائية التي نفذها الشهيد خيري علقم في مستوطنة "النبي يعقوب" شمالي القدس، وأجرت تحقيقًا مع عدد كبير منهم، وبعدها أفرجت عنهم، بشرط الحبس المنزلي أو الإبعاد عن أماكن سكناهم.
ردع المقدسيين
وهددت سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة، عددًا من الشبان المقدسيين، بفرض عقوبات عليهم أو هدم منازلهم، بعد اقتحام منازلهم في المدينة المقدسة.
وبهذا الصدد، يؤكد أبو عصب أن الاحتلال يريد زيادة وتيرة استهداف أبناء الشعب الفلسطيني في المدينة، كونه يعيش حالة من الصدمة والإحباط، خاصة بعد عملية القدس.
ويوضح أنه "بعد تنفيذ مجزرة جنين، صرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي ومفتش شرطة الاحتلال بأن الوحدات الخاصة نفذت في جنين عمليات معقدة دون إصابة أحد من عناصرها، إلا أن عملية القدس جاءت كرد سريع على ما جرى".
ويضيف أن "هذا الرد تسبب بإحباط حكومة الاحتلال، التي وجدت نفسها أمام خيارات صعبة، لكنها لا تستطيع أن تتنازل للشعب الفلسطيني، لذلك تستعمل مزيدًا من القوة والبطش وسياسة القبضة الحديدية، في محاولة لردعهم وإدخال الخوف في قلوبهم، وإبعادهم عن حالة الدفاع والتمسك في الأرض، وتحديدًا بالقدس".
انتهاك صارخ
ويوضح المحامي المقدسي مدحت ديبة أن تشكيل الوحدة الخاصة يهدف للتضييق أكثر على المقدسيين، وتحديدًا في الأماكن الأكثر احتكاكًا مع قوات الاحتلال، مثل الشيخ جراح، وإقامة مركز ثابت للشرطة من أجل تقييد حرية السكان، والسماح للمستوطنين للتنكيل أكثر بحقهم.
ويعتبر ديبة في حديث لوكالة "صفا"، أن تشكيل هذه الوحدة مخالفًا وانتهاكًا صارخًا لقواعد حقوق الإنسان الدولي، وتعد تغييرًا في الأمر الواقع، وبمثابة تضييق ودفع للتهجير القسري للمقدسيين.
وهذه الوحدة- كما يقول المحامي المقدسي- تشكل خطرًا على أهل القدس، لأنها هدفها الرئيس المواجهة المباشرة معهم، وملاحقتهم ومعاقبتهم، وتنفيذ مزيد من الاعتقالات بحقهم، وليس معاقبة أي مستوطن أو يهودي في الشيخ جراح.