الضمور: الشعب الاردني ادرك عبثية المشهد.. والحكومة استسلمت للسطوة الامنية
جو 24 :
قال النائب سالم الضمور إن مشروع قانون الموازنة لسنة 2023 والتي قدمتها حكومة الدكتور بشر الخصاونة عنوانها الاعتماد على الجباية والمنح والقروض، كما أنها تدير الوطن بمنطق عمال المياومة وترحيل الأزمات.
وأضاف الضمور في كلمته خلال جلسة النواب الصباحية المخصصة لمناقشة مشروع قانون الموازنة، الاثنين، أن "الشعب الأردني المكلوم لا يتابع ولا يهتم لما نقول، لأنه أدرك عبثية ما نقوم به، وأدرك أن مؤسسات الوطن أُفرغت من مضمونها نتيجة الشللية والاقصاء وسوء الادارة التي نتج عنها التضخم والكساد بكل أشكاله".
واستحضر الضمور قول الشاعر:
كأننا والماء من حولنا .. قوم جلوس حولهم ماء
الأرض أرض والسماء سماء .. والماء ماء و الهواء هواء
والبحر بحر والجبال رواسخ .. والنور نور والظلام عماء
والحر ضد البرد قول صادق .. وجميع اشياء الوري أشياء
والماء قيل بأنه يروي الظما.. والخبز واللحم السمين غذاء
ويقال أن النـاس تنطق مثلنا .. أما الخراف فقولها مأماء
كل الرجال على العموم مذكر .. أما النساء فكلهن نساء
مالي أرى الثُقَلاء تُكرهُ دائماً .. لا شـك عنـدي أنهم ثقلاء
وأشار الضمور إلى أن "تلك الأبيات هي من أتفه ما قالت العرب من الناحية الأدبية، لكنها صُنفت لاحقا على أنها من أعمق ما قيل في عبثية الواقع وهزلية المشهد وفلسفة الدفاع عن المضامين السامية في عصر الانحطاط"، لافتا إلى أن "الشعب الأردني اليوم قوم وقوف حول صوبة فوجيكا لا يملكون ثمن كاز لإشعالها".
وتابع الضمور: "اليوم ونحن نجلس تحت القبة المكيفة، يعيش أكثر من نصف الشعب الأردني في مواجهة البرد والصقيع، ومواجهة ارتفاع كبير في الأسعار وضعف كبير في مستوى الدخل وارتفاع الفقر، فأصبح الوطن مرهونا خارجيا لقرارات واملاءات دول الاستعمار المانحة، وداخليا للبنوك التجارية ومزاجية رفع أسعار الفائدة".
وقال الضمور إن "كل هذا المأتم الجماعي يحدث على مرأى الحكومات التي استسلمت لخيار السطوة الأمنية وترحيل الأزمات وارتكاب ذات الأخطاء دون أن تكلف نفسها عناء البحث عن الحلول للأزمات".
وأضاف الضمور في حديث وجهه إلى رئيس الوزراء الخصاونة: أنت المسؤول اليوم عن قيمة ومعنى الأردن العظيم وخيراته المعطلة والمؤجلة والمؤجرة في الوقت الذي نواجه فيه أرخص حالات الابتزاز من دول مجاورة نتيجة مواقفنا من القضية الفلسطينية".
وأكد الضمور أن "بوابة الخلاص الوطني تكمن في تغيير النهج السياسي والاقتصادي، وتعزيز الانتاج واستغلال ثروات الوطن الطبيعية والبشرية والتخلص من التبعية".