المسلمة المصرية الأصل رانا عبد الحميد : النجاح في رفع الأذان بنيويورك أشعرني بالفخر
بعد أكثر من 30 عامًا من إقامتها في الولايات المتحدة سمعت منى البغدادي الأذان عبر مكبرات الصوت للمرة الأولى في مساجد حي أستوريا غرب منطقة كوينز بمدينة نيويورك.
ونجحت منى مع ابنتها رانا عبد الحميد في انتزاع تصريح رسمي يسمح برفع الأذان واضحًا ومسموعًا، مع دخول شهر رمضان المبارك.
وقالت الناشطة الأمريكية المصرية الأصل رانا عبد الحميد، إنه جرى استصدار قرار رفع الأذان في هذا الشهر الفضيل في 4 مساجد في المنطقة.
ورأت رانا في حديثها لبرنامج (هاشتاغ) على الجزيرة مباشر، أن لحظة رفع الأذان كانت مهمة واعتبرتها بمثابة "التفاخر بالإسلام”، مشيرة إلى أنها كانت نتيجة رحلة طويلة خاضها المسلمون في مقاطعة كوينز.
وعملت رانا ضمن منظمة "مسلمو نيويورك” على مدار عام ونصف لمعرفة التحديات التي يواجهها المسلمون في المدينة ومحاولة معالجتها، وكان منها رفع الأذان.
تقول الناشطة إن مسلمي نيويورك أرادوا أن يشعروا بأنهم مسلمون وأنهم في وطنهم، خصوصا بعد أن أصبحوا يواجهون التمييز والاستهداف.
وبدأ العمل على استصدار القرار، وفق رانا، قبل 4 أشهر ونصف إذ أجرت الشابة وعدد من ناشطي المنظمة لقاءات مع المسؤولين عن المنطقة لمعرفة الإجراءات اللازمة، ومع أئمة المساجد كذلك.
ومضت رانا إلى أن حي أستوريا، حيث بدأ رفع الأذان، هو منطقة مهمة في مقاطعة كوينز ويتميز بتجمع كبير لجالية مسلمة من مختلف الدول.
وقد عرفت المنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 "تمييزا وعنصرية شديدين” زادا -وفق المتحدثة- مع قرارات الرئيس السابق دونالد ترمب ضد المسلمين وانتشار الإسلاموفوبيا، مما جعل الجالية تشعر بعدم الأمان.
واعتبرت رانا أن رفع الأذان هو لحظة احتفاء ببناء المساجد في الحي وهو رسالة تفيد بأن المسلمين هم ركيزة أساسية في المجتمع الأمريكي.
وأوضحت الناشطة لهاشتاغ أن السلطات سمحت برفع أذان 4 صلوات، واستثنت صلاة الفجر لأن بعض سكان المنطقة غير مسلمين.
وأفادت أن المسلمين في أحياء ومناطق أخرى شرعوا في الاهتمام بالأمر أيضا بعد رفع الأذان في أستوريا، وقالت إن ذلك سيسهل عليهم استصدار تصاريح برفعه هناك.
وعن شعورها لحظة رفع الأذان بعد كل هذا الجهد، قالت رانا إنها كانت تبكي من الفرح، وإن التجربة كانت مبهرة لها بوصفها مسلمة أمريكية وُلدت وترعرعت في نيويورك.
واعتبرت رانا أن حرص المهاجرين الأوائل كان على بناء المساجد، وأن دور الجيل الثاني هو جعل المسلمين يشعرون بالفخر.
وقالت رانا إن غير المسلمين أيضا تفاعلوا مع رفع الأذان للمرة الأولى في أستوريا، إذ عبّروا عن دعم كبير وإعجاب بهذا النداء وشرعوا في التساؤل عنه.
وتحدثت رانا عن ذكريات طفولتها مع مسجد الحي، قائلة إن والديها كانا من المهاجرين العاملين وأنهما كانا يأخذانها كل سبت وأحد إلى المسجد لتعلم اللغة العربية والقرآن الكريم وتكوين صداقات والتعرف على هويّتها المصرية والإسلامية والعربية.
وقالت رانا إن ترعرعها وسط مجتمع مسلم في الولايات المتحدة جعلها تشعر بالفخر رغم الاختلاف، وأن الفضل في ذلك يعود إلى والديها وإلى المهاجرين الأوائل الذين غرسوا في نفسها هذه المشاعر.
وعبّرت الناشطة لهاشتاغ عن سعادتها بالعمل مع المجتمع المسلم؛ إذ تقوم هي وعدد من الناشطين في رمضان بتوزيع 150 وجبة من الطعام الحلال كل اثنين وأربعاء على المحتاجين من مسلمي أستوريا، كما تعمل الشابة على تمكين النساء المسلمات من العيش بكرامة.
وتقود رانا أيضا مبادرة باسم "الحجاب” تشجع فيها النساء على ارتداء الحجاب، وينصب معظم عملها على تعزيز الحس المجتمعي والهوية الإسلامية ثم خدمة المنطقة والمجتمع بشكل عام، وقالت إنها تهدف إلى إثبات أن الجميع يمكنهم خدمة نيويورك رغم اختلاف خلفياتهم.
وكانت الشابة المصرية مرشحة لعضوية مجلس النواب الأمريكي عن منطقتها، وقالت لهاشتاغ إن عدم فوزها لا يعني توقفها عن تحقيق ما وعدت به سكان منطقتها في حملتها الانتخابية؛ من نهوض بالمنطقة ومساواة وتمكين الأسر الهشة من سكن جيد وعمل يضمن لها الكرامة.