طيران يحلق بالخرطوم.. والجيش يؤكد السيطرة التامة
جو 24 :
وسط توتر لم يهدأ بعد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الرغم من تأكيد الطرفين تمسكهما بالتهدئة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين في الخرطوم، استعملت خلالها أسلحة خفيفة وثقيلة، فيما زعم كل طرف سيطرته على مطار العاصمة والقصر الرئاسي.
فقد نفى الجيش السوداني مزاعم الدعم السريع بشأن سيطرتها على المطار والقصر الرئاسي ومنزل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، معلناً تنفيذ ضربة جوية عليها.
وشدد على أن قواته تسيطر بشكل تام على مقرات الرئاسة والقيادة العامة وسط العاصمة، وعلى جميع القواعد العسكرية والمطارات في البلاد.
جاء ذلك بعد إعلان الدعم السيطرة على المطار وعلى القصر، ومنزل قائد الجيش ، وفق ما نقلت رويترز.
كما زعمت السيطرة على القاعدة العسكرية في مروي بالولاية الشمالية، التي شهدت اشتباكات عنيفة داخلها وفي محيطها، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة، وسط حالة من الهلع والخوف بين سكان المنطقة.
اشتباكات عنيفة
أتت هذه التطورات بعدما أفاد مراسل العربية/الحدث، اليوم السبت، بأن هذا الصراع المسلح بدأ بسماع إطلاق نار كثيف بداية بالقرب من مقر للدعم السريع في محيط المدينة الرياضية جنوب العاصمة، ليتحول لاحقاً إلى اشتباكات عسكرية عنيفة في شمال الخرطوم ووسطها، وسط انتشار أمني غير مسبوق في محيط القصر الرئاسي والمطار.
كما أوضح أن الاشتباكات امتدت إلى جسر النيل الأبيض الواصل بين الخرطوم وأم درمان. وأشار إلى انتشار قوات الجيش والأمن بشكل مكثف في كافة الشوارع، والدفع بمدرعات ودبابات.
وأكد توقف الحركة في مطار العاصمة إثر اشتباكات قوية اندلعت بين عناصر من الطرفين، وسط هلع المسافرين.
عمل جبان!
في حين اتهمت قوات الدعم السريع في بيان، الجيش بمداهمة مقر لها في منطقة سوبا بالخرطوم، مستعملاً كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، واصفة هذا العمل بالجبان. ولفتت إلى أنها "تواصلت مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة ممثلة بمالك عقار ومني اركو مناوي وجبريل ابراهيم وأطلعتهم على هذا الاعتداء الغاشم"، وفق وصفها.
كما دعت "أبناء الشعب السوداني في القوات المسلحة إلى الوقوف إلى جانب الحق"، وحثت "الرأي العام الدولي والإقليمي إلى إدانة هذا المسلك الجبان"،وفق وصفها
حرص على التهدئة!
أتت تلك الاشتباكات اليوم على الرغم من تأكيد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع أيضا محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، أمس، حرصهما على التهدئة وعدم إدخال البلاد في أتون الصراع.
وكانت الخلافات بين القوتين العسكريتين تفجرت منذ الأربعاء الماضي في منطقة مروي، بعد أن دفعت الدعم السريع بنحو 100 آلية عسكرية إلى موقع قريب من القاعدة الجوية العسكرية هناك، ما استفز الجيش الذي وصف هذا التحرك بغير القانوني، مشددا على وجوب انسحاب تلك القوات وهو ما لم يحصل حتى الآن.
يذكر أن خلافات سابقة بين الطرفين كانت طفت إلى السطح أيضا خلال ورشة الإصلاح الأمني التي عقدت في مارس الماضي (2023) حول دمج عناصر الدعم السريع في الجيش، وأدت إلى تأجيل الإعلان عن الاتفاق السياسي النهائي الذي كان مقرراً مطلع أبريل من أجل العودة بالبلاد إلى المسار الديمقراطي وتشكيل حكومة مدنية.
العربية نت