بعد الإشادة.. انتقادات لضعف حلقات "النار بالنار" الأخيرة

وتفاعل مؤلف العمل الكاتب السوري رامي كوسا مع هذه الانتقادات، ليبرئ نفسه من ضعف وترهل النص والأحداث، وكتب منشوراً طويلاً عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيه انسحابه التام من الجزء الثالث من العمل، مشيراً إلى أن الأحداث بعد الحلقة الـ20 شهدت ضعفاً، مقارنة بالحلقات التي قبلها، نظراً لأن المؤلف هو من حاك خيوطها.

وأثارت الأحداث الأخيرة في المسلسل، لاسيما قصة الحب التي تجمع بين "عزيز" الذي يجسده جورج خباز و"مريم"، التي تجسدها كاريس بشار، والتغيرات الجذرية التي طرأت على شخصية مريم المحافظة والمتدينة التي تقبل بالانتقال للعيش في منزل "عزيز" من دون زواج، وتوجه العديد من الجمهور لانتقاد عدم منطقية وتسلسل الأحداث.

ورد المؤلف كوسا أن أغلب تعليقات الجمهور تثبت ذكاء الجمهور وقدرته على ملاحظة ترهل العمل واختلاف مستوى وبنية الحلقات من بعد الحلقات الـ18 والـ20، وكتب إن الأسئلة التي يتم طرحها عن غياب المبررات المنطقية للأفعال وسلوكيات الشخصيات وظهور واختفاء شخصيات، ما هو إلا نتاج "فوضى" على مستوى النص، حدثت بسبب انسحابه الكلي من العمل وتوقفه تماماً عن كتابة الثلث الأخير من العمل.

وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها المؤلف كوسا عن صمته وينتقد تدخل المخرج في النص الأدبي للمسلسل، فسبق وانتقد التعديل في الأحداث، واضطر للتوضيح أكثر من مرة عبر السوشيال ميديا للرد على الانتقادات والاتهامات، منذ عرض المسلسل بداية شهر رمضان، والنقاط الجدلية التي تحوم حول العمل، منوهاً إلى أنه قبل عملية التعديل والتطوير من قبل المخرج حتى للحلقات الـ20 الأولى، كانت الأحداث مترابطة بشكل أكبر مما هو يُعرض حالياً على الشاشة.
ووجه كوسا رسالة شكر لجمهوره الذين انتبهوا إلى "اختلاف النفس والصنعة بصورة واضحة وجلية بين أول ثلثين من العمل وبين الثلث الأخير"، ويعدهم بعمل أفضل في المرات المقبلة.

ومسلسل "النار بالنار" من إنتاج شركة الصباح إخوان، ومن إخراج محمد عبد العزيز، بطولة عابد فهد، وكاريس بشار، وجورج خباز، وزينة مكي، وطارق تميم، وطوني عيسى، وساشا دحدود، وغيرهم.
ويحاكي المسلسل معاناة لاجئين سوريين تضطرهم الظروف للنزوح إلى لبنان، وقصص اجتماعية وعاطفية مليئة بالتشويق والإثارة تنتقل بين الجريمة والحب والصراع على البقاء. كما يتحارب رجلان للفوز بقلب مريم اللاجئة والباحثة عن الأمان، أحدهما تاجر عملة ومرابٍ يبيح لنفسه فعل كل شيء لتحقيق أهدافه، والثاني موسيقي ومدرس بيانو يحمل في قلبه حقداً بسبب خطف السوريين لوالده منذ صغره، ما جعله يحقد على اللاجئين.