بياف.. أسطورة شدت لحب مفقود
جو 24 : "إذا انتزعتك الحياة يوما مني، إذا مت أو كنت بعيدا عني.. ما يحدث لن يهمني طالما أحببتني.. فالمشكلات تختفي في السماء، ففي السماء يجمع الرب الأحباء".
بهذه الكلمات كتبت أسطورة الغناء الفرنسية إديت بياف، التي تمر الخميس 50 عاما على وفاتها، أقوى أغنياتها "نشيد الحب"، وهي تعيش أقوى قصة حب في حياتها مع بطل العالم في الملاكمة مارسيل سيردان، وهو فرنسي أصوله جزائرية.
تحولت الأغنية إلى نبوءة عندما لقى سيردان مصرعه بعد كتابتها بقليل حين تحطمت الطائرة التي استقلها ليلحق بإديت التي كانت تحيي سلسة من الحفلات في نيويورك عام 1949.
عندما أصرت أن تفي بتعهدها وتحيي حفلا في نفس الليلة، وغنت "نشيد الحب"، تفجرت الأحاسيس في صوتها وحملت المعاني كل طاقات حبها للرجل الوحيد الذي شعرت أنه يحميها ويعوضها عن آلام حياتها العديدة.
"ارتجفت القلوب واقشعرت الأبدان لطوفان المشاعر الذي فجره صوتها عند الجمهور"، هكذا وصف أداؤها تلك الليلة.
كان طولها 1.47 مترا، عيناها شبه منغلقتان بسبب قصر النظر، شعرها خفيف وغير ممشط جيدا، أصابعها متيبسة بسبب أوجاع المفاصل، لا ترتدي على المسرح سوى فستان بسيط أسود، ورغم أنها كانت تبدو في السبعين من عمرها، وهي لم تبلغ الأربعين بعد، إلا أنها ما كانت تغني حتى تسحر القلوب، وتفتن الرجال.
على عكس أغنيتها الأشهر "الحياة الوردية"، لم تتسم مسيرة بياف بالسعادة رغم الشهرة، ورغم المال الذي كانت تنفقه بدون حساب، والرجال الذين كانت تعاملهم كالعبيد.
ولدت إديت جيوفانا جاسيون في مستشفى بأحد شوارع باريس الصغيرة في 19 ديسمبر 1915 لأب يقوم بحركات بهلوانية لالتقاط بعض قطع من النقود، وأم كانت تغني في الشوارع، توفيت في مزراب للمجاري إثر تعاطيها جرعة زائدة من المخدرات.
تركها والدها إلى أمه التي كانت تدير بيت سيء السمعة، تربت فيه حتى عاد ليأخذها لتجوب معه البلدات الفرنسية مع سيرك متجول، فكانت قلما تأكل حتى تشبع، أو تنام حتى ترتاح.
وفي عام 1930، تركت والدها وذهبت لتعيش مع صديقة عمرها سيمون برتو التي كانت تصفها بأنها أختها.
كانت إديت تغني في الطرقات مثل والدتها، وتقوم "شقيقتها" بالتقاط قطع النقود التي يلقيها لها المارة. حتى صادفت أول حب لها، لويس دوبون، وهي في السابعة عشرة، لتنجب منه طفلتها الوحيدة مارسيل، التي توفيت جراء الحمى الشوكية وعمرها لم يتجاوز العامين.
عام 1935، اكتشفها لويس دوبليه، مدير أحد الملاهي الباريسية، ليكون أول مسرح تعتليه وغير اسمها إلى "بياف" أو البلبل الصغير.
بدأت تشتهر في خريف عام 1936، وتهافت عليها أصحاب دور المسارح لتغني لديهم.
منذ ذلك التاريخ، لم تنقطع شهرتها بل أخذت تنمو حتى أصبحت بياف مرادفا لفرنسا التي باتت تمثل صوتها الأقوى والأشهر على مر السنوات، حتى أن الفرنسيين يغضون الطرف عن سلوكها أثناء الاحتلال النازي لفرنسا، وعن عدم انقطاعها عن الغناء وقتها، وقيامها بإحياء حفلات يحضرها الغزاة الألمان، بل أنها أحيت حفلات في برلين عام 1943.
لكنها كانت تقوم أيضا، بحماية الفنانين اليهود المطاردين من قبل النازيين.
في عام 1941، أثناء قيامها ببطولة أول فيلم سينمائي لها، تعرفت على مارغريت مونو التي أصبحت أهم كاتبة لأغانيها.
حضورها على المسرح وحركاتها البسيطة القوية كانت تعزز الإحساس الذي ينقله صوتها الذي كان يجمع بين القوة والدفء والحنان والشجن في آن واحد.
طغى صوتها على كل مواهبها الأخرى، حتى أن قليل من الناس يعرفون أنها كتبت كلمات أشهر أغانيها "الحياة الوردية"، وأغان أخرى مثل "نشيد الحب".
بعد وفاة سيردان، تدهورت صحتها العليلة أصلا، وبدأت تكثر من المسكنات القوية مثل المورفين لتهدئة الآلام التي كان يسببها لها التهاب المفاصل.
وفي عام 1958، عاشت قصة حب مع المطرب الفرنسي المولود بالإسكندرية، جورج موستاكي، وكانت برفقته عندما تحطمت سيارته في حادث تسبب في زيادة آلام إديت واعتمادها على المورفين.
وفي العام التالي، انهارت بياف على خشبة أحد مسارح نيويورك بسبب مرضها. لكنها استمرت في الغناء وكانت كل أغنية لها تصادف نجاحا جماهيريا كبيرا رغم تدهور صحتها.
في 9 أكتوبر 1962، كان عمرها 46 عاما، لكنها كانت منهكة وتبدو أكبر من عمرها بأكثر من 30 عاما، يومها، تزوجت من مطرب شاب عمره 26 عاما، مغمور لكنه وسيم يدعى تيو سارابو، وأديا سويا أغنية شهيرة "بماذا يفيد الحب"؟
في 10 أكتوبر 1963 توفيت بياف، وعمرها 47 عاما، جراء نزيف داخلي بسبب فشل وظائف جسدها المنهك.
وبسبب شهرتها وعشق الفرنسيين لها، تم نقل جثمانها في سرية تامة إلى باريس ولم تعلن وفاتها سوى في اليوم التالي بعد أن وضعت السلطات خطة محكمة لتأمين جنازتها التي شارك فيها الملايين.
بهذه الكلمات كتبت أسطورة الغناء الفرنسية إديت بياف، التي تمر الخميس 50 عاما على وفاتها، أقوى أغنياتها "نشيد الحب"، وهي تعيش أقوى قصة حب في حياتها مع بطل العالم في الملاكمة مارسيل سيردان، وهو فرنسي أصوله جزائرية.
تحولت الأغنية إلى نبوءة عندما لقى سيردان مصرعه بعد كتابتها بقليل حين تحطمت الطائرة التي استقلها ليلحق بإديت التي كانت تحيي سلسة من الحفلات في نيويورك عام 1949.
عندما أصرت أن تفي بتعهدها وتحيي حفلا في نفس الليلة، وغنت "نشيد الحب"، تفجرت الأحاسيس في صوتها وحملت المعاني كل طاقات حبها للرجل الوحيد الذي شعرت أنه يحميها ويعوضها عن آلام حياتها العديدة.
"ارتجفت القلوب واقشعرت الأبدان لطوفان المشاعر الذي فجره صوتها عند الجمهور"، هكذا وصف أداؤها تلك الليلة.
كان طولها 1.47 مترا، عيناها شبه منغلقتان بسبب قصر النظر، شعرها خفيف وغير ممشط جيدا، أصابعها متيبسة بسبب أوجاع المفاصل، لا ترتدي على المسرح سوى فستان بسيط أسود، ورغم أنها كانت تبدو في السبعين من عمرها، وهي لم تبلغ الأربعين بعد، إلا أنها ما كانت تغني حتى تسحر القلوب، وتفتن الرجال.
على عكس أغنيتها الأشهر "الحياة الوردية"، لم تتسم مسيرة بياف بالسعادة رغم الشهرة، ورغم المال الذي كانت تنفقه بدون حساب، والرجال الذين كانت تعاملهم كالعبيد.
ولدت إديت جيوفانا جاسيون في مستشفى بأحد شوارع باريس الصغيرة في 19 ديسمبر 1915 لأب يقوم بحركات بهلوانية لالتقاط بعض قطع من النقود، وأم كانت تغني في الشوارع، توفيت في مزراب للمجاري إثر تعاطيها جرعة زائدة من المخدرات.
تركها والدها إلى أمه التي كانت تدير بيت سيء السمعة، تربت فيه حتى عاد ليأخذها لتجوب معه البلدات الفرنسية مع سيرك متجول، فكانت قلما تأكل حتى تشبع، أو تنام حتى ترتاح.
وفي عام 1930، تركت والدها وذهبت لتعيش مع صديقة عمرها سيمون برتو التي كانت تصفها بأنها أختها.
كانت إديت تغني في الطرقات مثل والدتها، وتقوم "شقيقتها" بالتقاط قطع النقود التي يلقيها لها المارة. حتى صادفت أول حب لها، لويس دوبون، وهي في السابعة عشرة، لتنجب منه طفلتها الوحيدة مارسيل، التي توفيت جراء الحمى الشوكية وعمرها لم يتجاوز العامين.
عام 1935، اكتشفها لويس دوبليه، مدير أحد الملاهي الباريسية، ليكون أول مسرح تعتليه وغير اسمها إلى "بياف" أو البلبل الصغير.
بدأت تشتهر في خريف عام 1936، وتهافت عليها أصحاب دور المسارح لتغني لديهم.
منذ ذلك التاريخ، لم تنقطع شهرتها بل أخذت تنمو حتى أصبحت بياف مرادفا لفرنسا التي باتت تمثل صوتها الأقوى والأشهر على مر السنوات، حتى أن الفرنسيين يغضون الطرف عن سلوكها أثناء الاحتلال النازي لفرنسا، وعن عدم انقطاعها عن الغناء وقتها، وقيامها بإحياء حفلات يحضرها الغزاة الألمان، بل أنها أحيت حفلات في برلين عام 1943.
لكنها كانت تقوم أيضا، بحماية الفنانين اليهود المطاردين من قبل النازيين.
في عام 1941، أثناء قيامها ببطولة أول فيلم سينمائي لها، تعرفت على مارغريت مونو التي أصبحت أهم كاتبة لأغانيها.
حضورها على المسرح وحركاتها البسيطة القوية كانت تعزز الإحساس الذي ينقله صوتها الذي كان يجمع بين القوة والدفء والحنان والشجن في آن واحد.
طغى صوتها على كل مواهبها الأخرى، حتى أن قليل من الناس يعرفون أنها كتبت كلمات أشهر أغانيها "الحياة الوردية"، وأغان أخرى مثل "نشيد الحب".
بعد وفاة سيردان، تدهورت صحتها العليلة أصلا، وبدأت تكثر من المسكنات القوية مثل المورفين لتهدئة الآلام التي كان يسببها لها التهاب المفاصل.
وفي عام 1958، عاشت قصة حب مع المطرب الفرنسي المولود بالإسكندرية، جورج موستاكي، وكانت برفقته عندما تحطمت سيارته في حادث تسبب في زيادة آلام إديت واعتمادها على المورفين.
وفي العام التالي، انهارت بياف على خشبة أحد مسارح نيويورك بسبب مرضها. لكنها استمرت في الغناء وكانت كل أغنية لها تصادف نجاحا جماهيريا كبيرا رغم تدهور صحتها.
في 9 أكتوبر 1962، كان عمرها 46 عاما، لكنها كانت منهكة وتبدو أكبر من عمرها بأكثر من 30 عاما، يومها، تزوجت من مطرب شاب عمره 26 عاما، مغمور لكنه وسيم يدعى تيو سارابو، وأديا سويا أغنية شهيرة "بماذا يفيد الحب"؟
في 10 أكتوبر 1963 توفيت بياف، وعمرها 47 عاما، جراء نزيف داخلي بسبب فشل وظائف جسدها المنهك.
وبسبب شهرتها وعشق الفرنسيين لها، تم نقل جثمانها في سرية تامة إلى باريس ولم تعلن وفاتها سوى في اليوم التالي بعد أن وضعت السلطات خطة محكمة لتأمين جنازتها التي شارك فيها الملايين.
تابعو الأردن 24 على 
