jo24_banner
jo24_banner

هربت لمصر بحثا عن الأمان.. أسرة سودانية تروي تفاصيل الرحلة الشاقة

هربت لمصر بحثا عن الأمان.. أسرة سودانية تروي تفاصيل الرحلة الشاقة
جو 24 :
تروي أسرة نزحت من السودان إلى مصر بعد الاقتتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تفاصيل رحلتها الشاقة، وكيفية عبورها الحدود بين البلدين، في شهادات توثق الأحداث التي تشهدها بلادهم منذ منتصف أبريل الماضي، حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

لم ننعم بطعم النوم
تتحدث مواهب محمد، السيدة البالغة من العمر 47 عاما، عن فرارها رفقة عائلتها نحو مصر، بعد اندلاع الاشتباكات في بلادها، في رحلة شاقة استغرقت قرابة الأسبوع، لم تنعم خلالها الأسرة بطعم النوم.

وعادت مواهب مع أسرتها إلى العاصمة السودانية الخرطوم من دبي قبل أربع سنوات، وكانت وقتتها تتخيل أن بلادها تتجه نحو الديمقراطية.

وأكدت أنها عادت لوطنها للمساعدة في بناء مجتمع حديث وديمقراطي بعد ثورة أطاحت بالرئيس السوداني السابق، عمر البشير، عام 2019.

وبدلا من ذلك، وجدت نفسها وعائلتها هاربين من الخرطوم وهي تتجه نحو حرب أهلية، وقالت "كان لدي أمل في السودان، لم أعتقد أنني سأغادر مرة أخرى".

عاشت مواهب رفقة أسرتها المكونة من زوجها محمد هاشم صاحب الـ 48 عاما، وأولادهم الثلاثة فراس (14 عاما) وهاشم (11 عاما) وعبد الله ( 6 أعوام )، لحظات عصيبة وكانوا شهود عيان على حدة الاشتباكات التي اندلعت بالخرطوم.

رصاصات القناصة
كان زوجها هاشم الذي يعمل في دبي بالمنزل لقضاء شهر رمضان، مع اقتراب عطلة العيد، استولى القناصة على الحي الذي يعيشون فيه، وسقطت رصاصة عند أقدامهم عندما غامر أفراد الأسرة بالخروج لرؤية ما يجري، وفقا لـ"نيويورك تايمز".

وكانت الأسرة تتشارك ما لديها من طعام مع جيرانهم، وعانوا من انقطاع المياه والكهرباء.

أحاطت بالأسرة أصوات إطلاق النار والانفجارات المدوية، والتي أثرت على مواهب وجعلتها "لا تسمع كما ينبغي"، رغم مرور أسبوع على مغادرتها الخرطوم.

وبقيت الأسرة في المنزل لعدم رغبة مواهب في ترك والدها المصاب بالشلل الجزئي والبالغ من العمر 80 عاما، ورفض زوجها المغادرة دون والديه وشقيقه المعاق.

ولكن عندما جرت عملية نهب بنك قريب من منزلهم، قرروا أن الوقت قد حان للمغادرة.

رحلة شاقة
كانت محطات الوقود وشركات الحافلات تتلاعب بالأسعار، ولم تكن بطاقات الائتمان "مجدية"، فلجأت الأسرة لاقتراض الأموال من الأصدقاء لشراء ما يكفي من البنزين للقيادة إلى المحطة الحافلات، وشراء تذاكر حافلة تقلهم إلى مصر.

قافلة تقل الركاب الفارين من السودان تصل إلى محطة حافلات وادي كركر قرب مدينة أسوان في 25 أبريل 2023
"فرقتنا الحدود".. مأساة أسرة سودانية نزحت لمصر ومطالب بتفعيل "اتفاقية معطلة"
تسبب الاقتتال الدائر في السودان بين الجيش السوداني، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، في نزوح آلاف السكان من العاصمة إلى دول مجاورة وعلى رأسها مصر التي تستقبل بالفعل ملايين السودانيين، بينما تسرد أسرة سودانية كيف فرقت الحدود شملهم، مطالبين بتفعيل "اتفاقية معطلة" تم توقيعها سابقا بين البلدين.
وفي رحلة مدتها 18 ساعة وصلت الحافلة التي تقل الأسرة إلى مدينة وادي حلف القريبة من الحدود مع مصر، وهناك بقوا لمدة خمسة أيام في انتظار حافلة تقلهم إلى أسوان.

ونام زوجها وأبناؤها في الشارع مع حقائبهم لمدة يومين، بينما كانت مواهب تنام في الحافلة، في النهاية وجدوا غرفة في فندق لمشاركتها مع ما يقرب من 30 شخصا آخرين.

وبعد ستة أيام من مغادرة الخرطوم، عبرت الأسرة أخيرا الحدود المصرية، واتجهت الحافلة نحو مدينة أسوان.

ووصلت الأسرة أخيرا لأسوان، وهناك انتظرت مرة أخرى لاستقلال القطار نحول العاصمة المصرية القاهرة، في رحلة تستغرق 13 ساعة.

وقبل أن تستقل الأسرة القطار بقليل، تلقت مواهب مكالمة من أحد أقاربها، يخبرونها أن شقتها تم نهبها، والتي تركت بها وثائق هامة ومجوهرات.

وغرق السودان في الفوضى منذ اندلع في منتصف أبريل صراع دام على السلطة بين قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".

وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصا في دارفور (غرب)، عن 550 قتيلا على الأقل و4926 جريحا، بحسب بيانات رسمية لوزارة الصحة يُعتقد أنها أقل بكثير من الواقع، وفقا لـ"فرانس برس".

وأجبرت المعارك أكثر من 335 ألف شخص على النزوح ودفعت 115 ألفا آخرين الى اللجوء لدول مجاورة، وفق الأمم المتحدة التي تخشى بلوغ ثمانية أضعاف هذا العدد من اللاجئين.

وأكدت الأمم المتحدة عبور 50 ألف شخص إلى الأراضي المصرية عبر الحدود السودانية بينهم 47 ألف سوداني.

الحرة 

تابعو الأردن 24 على google news