ماجدة الصباحي.. ناظرة مدرسة "الفن الهادف"
على مدار 45 عامًا، امتدت مسيرة الفنانة المصرية ماجدة الصباحي، رافعة شعار "الفن الهادف" في جميع أدوارها وإنتاجها السينمائي.
كانت ماجدة شديدة الحرص على انتقاء أدوارها، فلم تقبل عملًا دون قراءته بالكامل واستيعاب رسالته، ولم تتردد في رفض الأعمال كانت تراها بعيدة عن شخصيتها.
وأبدت ماجدة اعتزازها الشديد بفيلم "جميلة" التي لعبت فيه شخصية المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وتقول: "جميلة بوحيرد من أهم أفلامي، ومشاهد الثورة الجزائرية استغرقت منا تحضيرات كبيرة".
وأضافت "عذراء الشاشة": "أفلامي كان لها تأثير كبير، وأتذكر الضجة التي أعقبت فيلم (المراهقات) في فترة الستينيات، وحقق نجاحًا كبيرًا، واستمر في دور العرض 20 أسبوعًا في حدث غير مسبوق".
ماجدة والفن الهادف
اسمها الحقيقي عفاف على كامل الصباحي، مواليد مدينة طنطا بمحافظة الغربية عام 1931، وحصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية، وكان والدها موظفًا في وزارة المواصلات، وبدأت حياتها الفنية وعمرها 15 سنة.
اقتحمت عفاف الصباحي عالم الفن من وراء أهلها، وغيرت اسمها إلى ماجدة، وكانت انطلاقتها الحقيقية عام 1949 حين ظهرت في فيلم "الناصح" مع إسماعيل يس، وقدمت العديد من الأفلام كما أسست شركة إنتاج.
وفي لقاء تلفزيوني سابق، تقول ماجدة عن بدايتها الفنية: "كنت أحلم بالفن، لكن دخولي إلى عالمه لم يكن مرتبا له، وكانت عائلتي ترفض هذا الوسط وتعتبره أمرًا كبيرًا، لكن والدتي دعمتني واضطررت إلى تغيير اسمي".
تجربة الإنتاج
حققت ماجدة نجاحا كبيرا بعد ظهورها الأول وتحمس لها المنتجون، وقدمت عددا كبيرا من الأفلام المهمة في فترة الخمسينيات منها "أنا بنت ناس" - 1951، "بائعة الخبز" - 1953، "الجريمة والعقاب" - 1957، "جميلة بوحيرد" - 1958.
اقتحمت ماجدة الصباحي عالم الإنتاج وكوّنت شركة أفلام ماجدة، ومن الأعمال التي أنتجتها "هجرة الرسول"، ومثّلت مصر في العديد من المهرجانات العالمية وأسابيع الأفلام الدولية، واختيرت عضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة.
وحصدت ماجدة في حياتها العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وفينيسيا الدولي وبرلين، وحصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد، وكان لها دور بارز في جمعية السينيمائيات، وكانت من أبرز الممثلات العربيات قدرة على تقمص الشخصية.
ماجدة الصباحي.. "عذراء الشاشة"
تزوجت ماجدة عام 1963 من الفنان إيهاب نافع، ورزقت منه بابنتها غادة، ولم يصمد هذا الزواج طويلًا، ووقع الطلاق بين الثنائي بعد 4 سنوات فقط، وهي تجربة الزواج الوحيدة في حياتها.
في مشوارها الفني، قدمت ماجدة عددًا من الأغنيات، وأهدت ابنتها غادة أغنية، ولكنها لم تقبل بتصنيف نفسها كمغنية، وتقول في هذا الصدد: "أفلامي الغنائية ليست كثيرة، وأنا لست مطربة بل مؤدية"،
تراجع نشاط ماجدة في فترة الثمانينيات، وكان آخر أفلامها "ونسيت أني امرأة" عام 1994، وفضّلت الابتعاد عن الأضواء بعد تقدمها في السن، وتلقت أكثر من تكريم ومُنحت جائزة النيل عام 2016.
كثيرة هي الألقاب التي حققتها ماجدة في مشوارها الفني، ومنها "كوكب السينما العربية" و"المناضلة" و"عذراء الشاشة"، وتضم مكتبتها 84 فيلمًا و5 مسلسلات إذاعية، ورحلت في 16 يناير/ كانون الثاني 2020.