حرب شعواء على حزب الشراكة والإنقاذ..!
فريق ركن متقاعد موسى العدوان
جو 24 :
طلبت "الهيئة المستقلة للانتخاب" من الأحزاب في وقت سابق تصويب وضعها القانوني، حتى وإن كانت مرخّصة سابقا من قبل الحكومة، وذلك بعد أن أدخلت على شروطها تعديلات جديدة، وحددت تاريخ 14/ 5/ 2023 كآخر موعد لذلك التصويب. امتثل حزب الشراكة والإنقاذ لهذا الطلب وقدم أسماء منتسبيه بما يفوق العدد المطلوب.
ولكن الأيدي الخفية راحت تمارس ألاعيبها وضغوطاتها، بمختلف الأشكال والأنواع، مستهدفة المنتسبين الجدد والقدامى، للانفصال عن هذا الحزب، الذي يؤمل منه تمثيلا حقيقيا لأبناء وبنات الأردنيين، اعتمادا على ضمانة جلالة الملك في حرية الانتساب للأحزاب بشكل عام. وكلما أضاء المنتسبون شمعة في طريق هذا الحزب، أراد أعداء الوطن إطفائها بأفواههم وأفعالهم، ولكن الله متم نوره ولو كره الحاقدون.
وبعد أن قدم القائمون على الحزب أسماء منتسبيه، فوجئوا قبل يوم من العطلة الرسمية والموعد النهائي لتقديم الأسماء للهيئة، برفض ما يزيد على 130 اسما من الأسماء المقدمة إليهم وعدم الموافقة على انضمامهم للحزب، بغرض عدم اكتمال شروط ترخيصه. كان من بين تلك الأسماء إسمي شخصيا، علما بأنني منتسب للحزب وموافق عليّ منذ خمس سنوات.
حاولت أن أفهم سبب عدم الموافقة على انتسابي للحزب، علما بأن الدولة تشجع على الانتساب للأحزاب بشكل عام، وتملأ الشوارع ووسائل الإعلام بيافطات الدعاية لها، فرجعت إلى قانون الأحزاب للتأكد من شروط الانتساب إليها. وجدت فيه ثمانية شروط، سبعة منها منطبقة عليّ ولا جدال فيها، أما الشرط الثامن فيمكن الجدال به واستخدامه، وهذه المادة تنص على ما يلي: "أن لا يكون محكوما بخيانة أو جنحة مخلة بالشرف أو الأخلاق والآداب العامة باستثناء الجرائم ذات الصفة السياسية ما لم يكن قد أعيد اعتباره".
وعلى افتراض أن الهيئة المستقلة للانتخاب، اعتمدت على هذه المادة، في رفض انتسابي لحزب الشراكة والإنقاذ، فما هو الحكم الذي انطبق علي بنص القانون، في جناية أو جنحة مخلة بالشرف والأخلاق والآداب العامة أو جريمة سياسية ؟
من يوجه لي مثل هذه التهمة الكاذبة، يفترض ان يحاسب ويساءل و ساحرص على ذلك قانونيا وسياسيا ، كيف يمكن ان يسمح موظف لنفسه ان يطعن بسجل وتاريخ وتضحيات وخدمة فريق في الجيش العربي شارك بحروب الشرف جميعا ؟!
أذكّر أنني عندما كنت أدافع عن الوطن والنظام ضد العدو الإسرائيلي، وضد من أعلنوا الجمهورية في منطقة اربد شمالا قبل 53 عاما، وحملت جرحين بجسدي في ميادين الشرف، وتعرضت للموت مرات عديدة، كان الأبطال اليساريون الذين يتولون ناصية الأمور في بلدنا هذه الأيام، يحملون مشروعا راديكاليا يستهدف بنية الدولة والنظام، وكنا حينها مستعدون للموت دفاعا عن الوطن ونظامه السياسي..
ختاما أقول: قليلا من الخجل والحياء والتقوى ومخافة الله، لن تجرح اجراءاتكم المتعسفة صورتنا واعتبارنا ومكانتنا وتاريخنا ومنجزاتنا. وأحب أن أواكد لكم أن حزب الشراكة والإنقاذ، ساكن في قلوب الأردنيين رغم حربكم الشعواء عليه، وسواء وافقتم على ترخيصه أو تنكرتم له، سيبقى منارة للشرفاء في الوطن، لأنه منتج وطني يحمل مبادئ نبيلة، ويجري تمويله من جيوب منتسبيه الشرفاء بعيدا عن الشبهات..!