مع قرب العيد.. القهوة صديق ودود أم عدو لدود؟
مع بدء تكبيرات العيد ترتفع حرارة المواقد ويعمل أصحاب القهوة على تحميصها ومن ثم طحنها والتفنن فيما يضيفون لها من مطيبات، مما يطرح تساؤلا عن الكافيين الذي طالما ارتبط بالقهوة والشاي وغيرهما من المنبهات، وهل هو مفيد للجسم أم قد يحمل لشاربه أضرارا ومخاطر.
وتشكل أيام العيد خاصة، والمناسبات الاجتماعية عامة، وقتا نشرب خلاله في مجتمعاتنا العربية كمية كبيرة من الكافيين، ومع أن القهوة تختلف طريقة تحضيرها بين جزيرة العرب التي تكون عندهم شقراء وغنية بالبهارات المطيبة وبين أهل الشام الذين تكون قهوتهم سوداء حامضة، إلا أنها جميعا تحتوي الكافيين الذي قد يختلف تركيزه تبعا لطريقة التحضير. ولا يقتصر وجود الكافيين على القهوة والشاي، بل نجده أيضا في الكولا والشوكلاتة والكاكاو ومشروب الشوكلاتة الساخنة.
ويتم امتصاص الكافيين من الغذاء بسرعة ويصل الدماغ، ولا يتم تخزينه في الجسم ويطرح مع البول. والكافيين ليس عنصرا أساسيا في الغذاء ولذلك يمكن الاستغناء عنه. وهو يحفّز الدماغ والجهاز العصبي، وقد يساعد البعض في إزالة النعاس من أعينهم وتنشيطهم.
ولعل هذا التأثير للكافيين، أي التنشيط، وفق ما أورد الدكتور أسامة ابو الرب لموقع "الجزيرة.نت"، هو سر اكتشافه، إذ تحكي القصة -التي تحتمل الصواب والخطأ- أن راعيا فوجئ بأغنامه تقفز في حيوية ونشاط بعد أن أكلت الثمار الحمر لنبتة لم تكن سوى نبتة القهوة، حتى إنها ما عادت تطيعه وأخذت تركض في المرعى، مما حفزه على تجربة هذه الثمار التي وجد تأثيرها في نفسه وجسمه.
جو شرب القهوة
والقهوة بطبيعتها مشروب مرّ، ولكن قد يكون حب الناس لها راجعا إلى اعتيادهم لطعمها والتأثير الذي يتركه الكافيين في الجسم، بالإضافة للجو الذي يرتبط بها كلقاء الأهل والأصدقاء وتبادل الحديث، أو الجلوس في عزلة والتأمل والكتابة مع فنجان من القهوة عبقه يملأ الغرفة.
وتختلف كمية الكافيين في المشروب بحسب نوعه وطريقة تحضيره، فمثلا قد يحتوي الفنجان (30 ملليلتر) من القهوة المركزة مثل القهوة المغلية، كالقهوة التركية وقهوة الإسبريسو، على ما بين 40 و75 مليغراما أو أكثر من الكافيين، بينما يحتوي كوب الشاي الأسود (240 ملليلترا) قرابة 60 مليغراما من الكافيين. وللتأكد من المحتوى ارجع للمعلومات المكتوبة على عبوة المنتج واستشر طبيبك.
ويوصي كثير من الأطباء بأن لا يتجاوز مأخوذ الشخص اليومي من الكافيين 100 إلى 200 مليغرام، وقد يختلف تأثير الكافيين بحسب الشخص وطبيعة جسمه ودرجة تعوده عليه، وتشمل آثاره الجانبية:
-تسارع نبضات القلب.
-القلق.
-الاكتئاب.
-الغثيان.
-صعوبة في النوم.
-القيء.
-كثرة التبول.
-التهيج.
كما يوجد تأثيران لافتان للكافيين، إذ وفقا للمكتبة الوطنية للصحة في الولايات المتحد، فإن الكافيين يرتبط بانخفاض كثافة العظام، إذ قد يؤثر على قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم مما قد يقود للإصابة بترقق العظام. أما التأثير الثاني فهو زيادة الألم وعدم الراحة لدى النساء اللواتي يعانين من التهاب الثدي الكيسي (fibrocystic disease).
أما إذا كان الشخص مصابا بأحد الاضطرابات التالية فقد ينصحه الطبيب بالإقلاع عن الكافيين تماما أو شرب كمية قليلة للغاية منه، وهذا يعتمد على وضع الشخص ويجب أن يكون وفقا لتوصية الطبيب. ويشمل:
-الأشخاص المعرضون أو المصابون بالقلق أو التوتر أو مشاكل النوم.
-مرضى الحرقة الهضمية.
-القرحة الهضمية.
-النساء اللواتي يعانين من كتل أو عقد مؤلمة في الثدي.
-ارتفاع ضغط الدم.
-الحوامل.
-عدم انتظام دقات القلب.
-الصداع المزمن.
ولذلك فعلى الأرجح أنه لو واظبت خراف الراعي على أكل ثمار البن لعانت من بعض المشاكل التي ربما كانت ستجعل الراعي يقتلع شجرة البن من جذورها! ولذلك فإننا ننصحك بأن تعامل الكافيين كصديق، أحببه هونا عسى أن يكون بغيضك يوما ما، أما إذا أحببته كثيرا فسوف يصبح عدوك وينقلب على صحتك. ودائما اسأل الطبيب واجعله مستشارك في اختيار أصدقائك المقربين أو أعدائك المريبين!