مع انتهاء مهلة إخلائها من منزلها غدًا.. مصير مجهول ينتظر عائلة "صب لبن"
تنتهي غدًا الأحد، المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء عائلة "صب لبن" من منزلها في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، لصالح المستوطنين.
ومع اقتراب انتهاء المهلة، يعيش الزوجان نورا ومصطفى صب لبن حالة من القلق والترقب، بانتظار مصيرهما، وما إذا كان بإمكان شرطة الاحتلال إخلائهما من منزلهما غدًا في البلدة القديمة، وطردهما منه، بعد عقود من المعارك القضائية في المحاكم الإسرائيلية.
وسبق للمستوطنين أن استولوا قبل عدة سنوات على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقي بيت عائلة "صب لبن" يتوسط المبنى الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة.
معنويات عالية
وتقول المسنة نورا صب لبن لوكالة "صفا": "غدًا عند الساعة الثامنة صباحًا، تنتهي المهلة التي حددتها محكمة الاحتلال لإخلائنا من منزلنا، ولم نبلغ حتى الآن بأي قرار جديد حول الإخلاء من عدمه".
وتضيف "ننتظر غدًا بفارغ الصبر، ونأمل أن يُثمر الضغط الشعبي والدولي عن نتائج إيجابية تُؤدي لوقف عملية تهجيري وزوجي من المنزل".
وتتابع "منزلي سيكون أسيرًا بيد المستوطنين، إذا ما تم إخلاؤنا منه بالقوة، لكنه حتمًا سيعود يومًا من الأيام، لأن هذا الاحتلال لن يدوم وإلى زوال".
ورغم إصرار الاحتلال على إخلاء العائلة من منزلها في عقبة الخالدية، إلا أن نورا وزوجها يتسلحان بمعنويات عالية، ويُصران على عدم ترك منزلهما للجمعيات الاستيطانية مهما كان الثمن.
وتؤكد أن زيادة الضغط الدولي والمحلي، وتكثيف التضامن مع العائلة، يزيد من معنوياتنا وصمودنا وثباتنا في مواجهة قرارات التهجير والإخلاء.
وتقول: إن "الله معنا، ولن يتركنا وحدنا، وسنبقى في بيتنا ولن نتخلى عنه، منذ سنوات طويلة وأنا أرابط وأدافع عنه بصمودي وثباتي".
تضامن دولي
وتحظى عائلة "صب لبن" بتعاطف وتضامن دولي ومحلي، إذ زار العشرات من الدبلوماسيين الأجانب والأوروبيين العائلة في منزلها الذي لا يبعد سوى مئات الأمتار عن المسجد الأقصى المبارك.
وتظاهر نشطاء غالبيتهم من اليسار الإسرائيلي الخميس الماضي أمام منزل "صب لبن"، وأعلنوا أنهم سيعودون إليه، صباح غد الأحد للتصدي لأي محاولة من قبل الاحتلال لإخلاء العائلة.
واعتدت قوات الاحتلال على المواطنين والمتضامنين الإسرائيليين والأجانب المشاركين في الوقفة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح ورضوض، كما اعتقلت ثلاثة منهم.
وسبق أن زار وفد من قناصل وممثلي دول الاتحاد الأوروبي وبعثات دبلوماسية أخرى لدى فلسطين بيت عائلة "صب لبن" للتضامن معها.
وعارض دبلوماسيون غربيون قرار سلطات الاحتلال إخلاء العائلة المقدسية من منزلها، معتبرين إياه "غير مقبول سياسيًا وأخلاقيًا".
ومؤخرًا، تلقت العائلة المقدسية إنذارًا إسرائيليًا بإخلاء منزلها حتى تاريخ 11 يونيو/ حزيران الجاري، وتُصر على أن من حقها البقاء فيه وأنها لن تخليه طوعًا.
وكانت العائلة استأجرت المنزل عام 1953 من المملكة الأردنية، وتم منحها حقوق إيجار محمية، لكن بعد احتلال القدس جرى وضعه تحت إدارة ما يسمى "حارس أملاك الغائبين"، بادعاء أن ملكيته تعود لليهود، وهذا ما نفته العائلة بشكل قاطع.
وسبق لمحاكم الاحتلال أن منعت عام ٢٠١٦، أبناء المقدسية "صب لبن" رأفت وأحمد وزوجته وأولاده، وشقيقتهما من العيش داخل المنزل، ما أدى إلى تشتت العائلة.