جرش: تفاعل شعبي لإقامة صلاة العيد بساحة الأعمدة الأثرية

جو 24 : حددت مديرية اوقاف جرش اماكن مصليات العيد في المحافظة من خلال ساحات المدارس او الميادين العامة ، الا ان اللافت هذه المرة هو اختيار ساحة الأعمدة الأثرية كمصلى جامع للجرشيين لإقامة صلاة العيد فيها.

فلأول مرة في تاريخ مدينة جرش الاثرية تقام صلاة العيد في الساحة الاثرية المعمدة في قلب مدينة الاثار، حيث سيشعر الجرشيون بترديد تسابيح العيد وانطلاق كلمات "الله اكبر ، الله اكبر ، لا اله الا الله وحده ، صدق وعده ، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده" مدوية مجلجلة من حناجر الجرشيين بين الأعمدة الاثرية في كرنفالية واحتفالية عظيمة.

ولأول مرة ينكسر الحاجز النفسي بين الاثار و شريحة واسعة من ابناء المدينة وبناتها واصبح بالإمكان لابن مدينة جرش الحضرية ان يصل اليها ويمارس الشعائر الدينية فيها كأي مكان اخر، حيث جاءت الفكرة من مديرية اوقاف جرش وكانت الاستجابة كبيرة وعظيمة واكبر، والدليل، ذلك التفاعل الهائل الذي لمسناه مع ليالي جرش وتحلو الحياة واحد.

واذا كان من الانصاف ان نعطي شهادة او براءة لمن اوجد هذه الحالة التفاعلية مع هذه المدينة وابنائها واطرافها، فعلينا ان نمنحها لمديرية اوقاف جرش، وتحديدا لمديرها الواعد بالخير د. مراد الرفاعي الذي انتج حالة فريدة وغير مسبوقة في المدينة من هذا التفاعل ، بدءا بمحاضرة د. محمد راتب النابلسي مرورا بليالي جرش لتعزيز القيم وتحلو الحياة واحد ، ووصولا الى اقامة صلاة العيد لأبناء المدينة في ساحتها البيضاوية والافكار حبلى بالخير ان شاء الله .

واذا اردنا ان نختصر المشهد برمته لغاية الآن بين الاثار وابناء جرش فاإنا نقول ان الساكن في مدينة الآثار قد توهج بحركة حيوية منحت المدينة روحا بثت فيها الحياة وشكلت تفاعلا عز نظيره من قبل ، من هنا نقول ايضا للذين ما يزالون يعيشون في أتون الغيرة والحسد والخوف من نجاحات الآخرين: على رسلكم لاتخافوا على مقاعدكم وانظروا الى مقاعد من بنوا جرش ما زالت ماثلة امام اعينكم أما هم فقد رحلوا ، فكل ما يعنينا هو ان يبقى هذا النبض الأصيل في قلب مدينة التاريخ والحضارة لتبقى كذلك ونحن نعيش جميعا تحت ظل راية هاشمية حكيمة آمنت بقدسية الإنسان وقدرته على ولوج العصر بكل انفتاح وثقة ووعي ، لا تفاضل بين واحد وآخر إلا بقدر ما يعطي من فكره وجهده لرفعة هذا الوطن وإعلاء شأنه.


(الدستور)