ميلاد العندليب ووفاة السندريلا.. القدر يجمع العاشقين في تاريخ واحد
جو 24 :
وُلد العندليب فى مثل هذا اليوم 21 يونيو (حزيران) عام 1929، وفي نفس اليوم من عام 2001 سقطت السندريلا من الدور السادس في إحدى بنايات لندن، واستقرّت على الأرض جثة بلا روح.. إنه القدر الذي جمع بين تاريخ ميلاد عبدالحليم حافظ، ومصرع سعاد حسني.
تزوجت سعاد حسني 5 مرات، الأولى من الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، ولم يتم كشف هذه الزيجة إلا بعد وفاتها، وظلت هذه المسألة محل جدال بين التأكيد والنفي، حتى أكدتها شقيقتها جانجاه في لقاء تلفزيوني وفي كتابها "سعاد.. أسرار الجريمة الخفية"، مشيرة إلى أنها لم تكشف عن الأمر إلا بعد مرور سنوات، للرد فقط على الشائعات وكشف الحقيقة.
أما الزيجة الثانية فكانت من المصور والمخرج صلاح كريم، الذي أبدع في إخراج فيلمها "الزواج على الطريقة الحديثة"، لكن لم يستمر زواجهما أكثر من عام، لتنفصل عنه وترتبط بالمخرج علي بدرخان لتكون الزيجة الثالثة في حياة السندريلا، ثم زكي فطين عبد الوهاب، والسيناريست ماهر عواد، ورغم تعدد زيجاتها، فإنها لم تنجب أطفالاً على الإطلاق.
ولدت سعاد حسني في 26 يناير (كانون الثاني) 1943 في بولاق ابو العلا بمحافظة القاهرة، وسط عائلة مكونة من 14 أخ وأخت، وكان ترتيبها بين أخواتها العاشرة وهي شقيقة المطربة نجاة الصغيرة.
ورحلت سعاد تاركة وراءها تاريخاً حافلاً لا يمكن نسيانه، بأعمال أثرت المكتبة الفنية المصرية والعربية، متربعة على عرش المجد، محتلة مكانة كبيرة في قلوب ووجدان المشاهد، تمثلت في 82 فيلماً و8 مسلسلات إذاعية، و20 أغنية، وكان أول أفلامها "حسن ونعيمة" عام 1959، وآخرها فيلم "الراعى والنساء" عام 1991، ولم تظهر سعاد حسني على شاشة التلفزيون إلا في عمل واحد فقط، من خلال مسلسل "هو وهي"، مع الراحل أحمد زكي.
عاش الثنائي العندليب والسندريلا قصة حب عنيفة، لكن لم يُكتب خروجها إلى النور، وظلّ الزواج سراً، ومرّت العلاقة بمطبات كثيرة، حيث سيطرت الحيرة عليهما ما بين الزواج أو الاكتفاء بالحب، الاقتراب أو الابتعاد تحت وطأة الغيرة، وفي تلك الأجواء المشحونة، رشحها حليم لبطولة فيلم "الخطايا" ثم استبعدها، لتلعب هذا الدور الراحلة شادية، وخرجت سعاد محطمة القلب من علاقتها المنكسرة مع حليم.
ورغم خفة الدم والابتسامة التي لم تفارقها، عاشت السندريلا رحلة طويلة من الشقاء والمعاناة والألم، بسبب انحدارها من أسرة مفككة، وترعرعها في ظروف قاسية، لكنها صعدت برج المجد والشهرة، ولكنها عانت في آخر سنواتها من الاكتئاب، بالإضافة إلى آلام الظهر والعمود الفقرى، واحتمالية إصابتها بالشلل، حيث كانت تعانى من تآكل فقرتين من العمود الفقري.
ويشاء القدر أن تلقى السندريلا حتفها في لندن، في نفس المدينة التي سافر إليها حليم دون فائدة للبحث عن الشفاء من مرض البلهارسيا، إلا أن الظروف المأساوية والغامضة حول وفاة السندريلا لا تزال تثير الجدل والشكوك حتى يومنا هذا