قبل أن ترفع يدك وتضرب طفلك.. إليك هذه الرسالة لتفهم منهاج النبي ﷺ (فيديو)
وضع الدين الحنيف ضوابط واضحة للتعامل مع الأطفال، ويظهر جليًا في سُنة النبي ﷺ ومنهاجه في التعامل مع الأطفال، إما لنصحهم أو توجيههم أو حتى زجرهم.
ففي حديث عن عائشة -رضي الله عنها- قالت "ما ضرَبَ رسولُ الله ﷺ شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أن يجاهِدَ في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيءٌ قط فينتقم من صاحبه، إلا أن يُنتهَكَ شيءٌ من محارم الله تعالى، فينتقمَ لله تعالى”، رواه مسلم.
يفسّر الداعية الإسلامي أحمد حسني الشنقيطي، عبر برنامج (أيام الله) على الجزيرة مباشر، الحديث قائلًا إن كلمة "شيئًا” المذكورة، تشمل كل شيء، حتى الدابة التي كان يركبها الرسول الكريم، ما كان يضربها.
ويستدل الشنقيطي بالرواية التي شُكي فيها إلى النبي ﷺ، أن بعض الأنصار يضربون زوجاتهم، وكان رده ﷺ "ما أولئك بخياركم”.
ويتابع الشنقيطي، أن النبي ما كان يضرب زوجة، أو ولدًا، وإنما كان له من الهيبة، وله من الرحمة ومن طرائق المعاملة التي تجعل أولاده يطبقون ما يريده ﷺ، دون تعنيفهم أو ضربهم، رغم أن الضرب مشروع شرعًا بحدود معروفة.
وثبت عن النبي ﷺ، في مواقف عدة توجيه الصغار أو زجرهم بالقول والحجة، لا بالضرب والإهانة، فعن عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- قال "كنت في حجر رسول الله ﷺ، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي: يا غلام، سمّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك”.
وفي الصحيحين أيضًا أن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- أخذ تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه "فقال له رسول الله ﷺ: كخ، كخ، ارمِ بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة”.
المعاملة الأفضل
لكن الشنقيطي يقول إن هناك في أدب المعاملات، ما يعرف بـ”المعاملة الأفضل”، وهناك "المعاملة المشروعة” التي تشمل ما هو أفضل، وتشمل ما هو أدون.
ولفت إلى ضرورة الانتباه إلى الفرق بينهما، حيث وجّه النصيحة للآباء باللجوء في معاملة أولادهم أولًا إلى "المعاملة الأفضل” عن طريق التشجيع والمحبة والاستشارة والإكرام، وإذا لم تنجح تلك الطريقة فيكون الضرب هو الخيار الأخير، كمثل الكي الذي هو آخر العلاج.
وأشار الشنقيطي إلى أنه إذا لجأ الوالدان إلى الضرب، فليكن في الأطر والحدود المشروعة، بحيث يُتجنب الضرب "في حالة الغضب، ولا يتجاوز عشر ضربات، ولا يرفع يده، ولا يكون ضربًا مبرحًا، ولا يضرب وجهًا ولا مقتل، ولا غير ذلك”.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت أواخر العام الماضي، من أن العنف يُضعف النمو العقلي للأطفال، ونمو جهازهم العصبي.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن التعرّض للعنف في مرحلة عمريّة مبكرة، يمكن أن يضرّ بأجزاء من الجهاز العصبي، فضلًا عن الغدد الصم، والدورة الدموية، والنسيج العضلي الهيكلي، والأجهزة التناسلية والتنفّسية والمناعيّة.
وقالت المنظمة إن العنف ضد الأطفال يمكن أن يؤثّر سلبًا في تطور إدراكهم، وأن يؤدي إلى ضعف مستوى تحصيلهم الدراسي وإنجازهم المهني مستقبلًا.