“يا رايحين للنبي الغالي” و”إلى عرفات الله”.. إليك أبرز أغنيات الحج وهكذا قدّمته السينما (فيديو)
تسابق عشرات المطربين من مختلف الأجيال، خاصة منذ بدء بث الإذاعة المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي، في تقديم أغنيات تعبر عن فريضة الحج وحال الحجاج ومشاعرهم، وأمنيات من يحلمون وتهفو قلوبهم إلى زيارة بيت الله الحرام.
إلى عرفات الله
غنّت كوكب الشرق أم كلثوم قصيدة "إلي عرفات الله يا خير زائر” لأمير الشعراء أحمد شوقي بعدما سمعتها من المطربة نجاة علي واستئذنتها في غنائها فواقفت الأخيرة وتم تغيير بعض كلماتها.
كما أدت أم كلثوم الأغنية الأكثر شهرة (القلب يعشق كل جميل) لبيرم التونسي، لكنها تعتبر صاحبة الرصيد الأكبر من أشهر الأغاني الدينية والمدائح النبوية، كان أشهرها (نهج البردة)، (الثلاثية المقدسة).
يا رايحين للنبي الغالي
تبقى الفنانة ليلى مراد صاحبة أغنية الحج الأشهر في السينما العربية حينما غنت (يا رايحين للنبي الغالي)، ويقال إنها أصرت على إضافة موقف الحج في فيلم "بنت الأكابر” لتقدم تلك الأغنية بالذات، بعدما شكك البعض في صحة إسلامها الذي أشهرته عام 1947 وكان آنذات متزوجة من الممثل والمخرج والمنتج الأهم في تاريخ السينما المصرية أنور وجدي.
ياللي انت زرت البيت ومن زمزم اتوضيت
قدم محمد فوزي أول أغنية عن الحج في السينما وتقول (ياللي زرت البيت وللحرم حجيت ومن زمزم اتوضيت وعلي النبي صليت.. نادى الهوا لبيت من فوق جبل عرفات وبالسلامة جيت وعدت بالبركات).
مبروك يا حج وعقبالنا
موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب غنّى أيضًا (لبيك اللهم لبيك)، فيما غنت صاحبة الحنجرة الذهبية فايزة أحمد واحدة من أعذب أنشودات الحج وهى (الله أكبر كبيرا).
وقدمت نجاة الصغيرة نشيد (طوفوا ببيت الله يا معشر الحجاج)، وغنّت نور الهدى (مبروك يا حج وعقبالنا، نحجها ويرتاح بالنا) في فيلم أفراح.
صلاة الله وسلامه
كما غنت المطربة السورية أسمهان أيضًا (صلاة الله وسلامه) من ألحان شقيقها فريد الأطرش وهي من الأغاني المميزة للحج، وأيضًا المصري محمد الكحلاوي صاحب المدائح النبوية والذي لقب بشيخ المداحين أدى أغنيته الشهيرة (اشتياق الحجيج) من تأليفه وتلحينه.
أيضًا كارم محمود الذي غنى (يا مسعد الحجاج) وسيد إسماعيل الذي غنّى (بشاير من الحبيب) وغيرهم ممن تغنوا بهذه المناسبة العظيمة.
حج حجيج
والغناء للحج لم يكن حكرًا على نجوم الطرب القديم، فالمطرب المصري إيمان البحر درويش قدم أغنية للحج باللهجة الخليجية ولكنها لم تحظ بانتشار، كما غنت المصرية فاطمة عيد عدة أغاني للحجاج، فضلاً عن موال العربي البلبيسي.
وقدم النجم اللبناني وائل جسار أغنية (حج حجيج) وقدم الفنان محمد فؤاد نسخة عصرية من التكبيرات المرافقة لشعائر الحج، كما توجد أنشودة في شهر ذي الحجة للمنشد المصري زين العابدين الكحكي.
يا لابس الإحرام
وفي الخليج، يعد الموسيقار والفنان السعودي طلال مداح أشهر من تغنى بالحج فقدم (يا حج يا مبرور) و(يا لابس الإحرام) إضافة إلى عدد من الابتهالات.
وأيضًا سراج عمر الذي غنّى بصوته ست أغنيات منها (من كل فج عميق) و(جينا لك يا رب البيت)، وقدم الملحن عبد الله السلوم أغنية (حجاج بيت الله)، وغازي علي (حجينا وجينا).
فريضة الحج في السينما
وتعاملت السينما المصرية مع الحج كثيرًا، باعتباره فريضة "مخلّصة” تغير وتبدل حياة الإنسان وتحجب ذنوب وآثام حياته السابقة،ولعل صعوبة تصوير مناسك الحج وقت أداء الفريضة ذاتها وتصوير الأبطال الذين يفترض أداؤهم هذه الفريضة، قد دفعت المخرجين إلى التعامل مع الحج بأكثر من طريقة.
فمنهم من تعامل مع الحاج الذاهب باحتفال، فيقدمون ذهابه من خلال احتفالية تليق بجلال المناسبة كما في فيلم "بنت الأكابر” عام 1953 الذي غنت فيه ليلى مراد "يا رايحين للنبي الغالي”.
وهناك مخرجون حاولوا الربط بين مناسك الحج الحقيقية والمواقف التمثيلية لأبطاله وإظهارهم بمظاهر الإحرام وكأنهم يؤدون الفريضة،وعن طريق القص والمونتاج يتم تضمين لقطات أرشيفية لبيت الله الحرام مع مشاهد تمثيلية للأبطال وكأنهم يؤدون مناسك الحج في الحقيقة.
وهناك نوع ثالث، يعطينا تأثير الحج على الإنسان العائد من أداء الفريضة كما في فيلم "دهب” عام 1953 حيث تظهر الراقصة السابقة وقد تغيَّرت أحوالها بعد أداء الفريضة وتبدّلت تصرفاتها ومواقفها وتعاملها مع الناس وملابسها ونظرتها للحياة بعدما اقتنعت أن الدنيا فانية ولم تعد تطلب سوى حُسن الختام.
