تلفريك عجلون.. يا فرحة ما تمّت!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - أربع سنوات أو تزيد انتظرها الأردنيون حتى رأى مشروع "تلفريك عجلون" النور أخيرا، وقد جاء المنتج على قدر الانتظار، عملٌ مميّز يليق بالأردن والدولة الأردنية، والحقيقة أن النجاح في انجاز المشروع قد جعلنا نطمح بتوسعة المشروع ليشمل مناطق جديدة أو تكرار المشروع في مواقع مختلفة، صحيح أن الانجاز تأخر كثيرا، لكنه في النهاية تحقق وبصورة مميزة..
رغم نجاح المشروع الذي نفّذته شركة نمساوية، إلا أن إعلان مديرة المناطق التنموية المهندسة أروى الحياري بالأمس عن اغلاق "تلفريك عجلون" في وجه الزوّار شكّل صدمة للمواطنين الذين كانوا قد خططوا لزيارة هذه المنشأة السياحية، سيّما وأن (6) آلاف مواطن زاروا التلفريك خلال أول يومين من أيام عيد الأضحى المبارك، ما يعني أننا كنّا بانتظار (3) آلاف مواطن على الأقل في يوم الجمعة الذي يشهد عادة أعداد أكبر من الزوّار، والمشكلة أن الإعلان جاء مفاجئا ودون سابق إنذار!
الحياري أطلّت عبر وسائل الإعلام الرسميّة في محاولة لتبرير الإغلاق المفاجئ لموقع تلفريك عجلون، فقالت إن الأسباب تتعلّق بسلوكيات وممارسات خاطئة لبعض الزوّار؛ التدخين داخل الكبائن، ومحاولة خدش زجاج كبائن التلفريك، والوقوف في الكبائن، والتردد في الدخول إلى الكبائن، وعدم الالتزام بتعليمات طاقم التشغيل والتعليمات الموجودة على التذكرة. لكن المشكلة أن تبرير الحياري لم يكن مقنعا على الإطلاق؛ هذه سلوكيات خاطئة لكنّها لا تستدعي الإغلاق واجراء صيانة عاجلة ومفاجئة!
كان الأجدر بالحياري لدى ظهورها عبر وسائل الإعلام أن تحدد المشكلة المباشرة التي دفعت ادارة المشروع لإغلاقه بشكل مفاجئ في وجه المواطنين، وتشرح حيثيات هذه المشكلة، أو أن تشير إلى وجود خلل خارج عن ارادة ادارة المشروع يجري العمل على حلّه، ولا بأس من الإشارة إلى الممارسات والسلوكيات السلبية كنوع من التوعية والتحذير والتنبيه، أما القول إن "محاولة خدش زجاج الكبائن والتدخين والتردد في الدخول إلى الكبائن" يستدعي الإغلاق المفاجئ لإجراء الصيانة فهذا غير مقبول بل ويضرّ بسمعة المشروع.
الأصل بإدارة المشروع، وفي حال كان هناك ممارسات خاطئة من الزوّار، أن تجد آلية لمعالجة تلك الممارسات؛ يمكن التنبيه على الزوّار ووضع تحذيرات مكتوبة، يمكن تزويد الكبائن بكاميرات مراقبة وفرض غرامات مرتفعة على المخالفين، أما أن نغلق المشروع في وجه المواطنين خلال فترة أعياد تبحث فيها العائلات عن أماكن ترفيه لائقة فهذا أمر غير معقول..
من غير المقبول أيضا أن يظلّ المسؤولون في بلادنا يستمرئون الحديث عبر وسائل الإعلام بتصريحات غير منطقية لا تحترم عقل المواطن، ولا أن يستمرئوا إلقاء اللائمة على المواطن في كلّ مشكلة، فإذا كان هناك خلل فنيّ طارئ فليعترف به ويشرحه للناس، وإذا كان هناك سلوكيات خاطئة فليتخذ اجراءات لردعها وتصويبها، وإذا كان المسؤول غير قادر على إدارة منشأة فليتنحّ جانبا..