مصر.. عيد حزين وغضب إثر وفاة مدير مدرسة أثناء عمله الإضافي في البناء لتحسين دخله (فيديو)
هزّت وفاة مدير مدرسة في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، منصات التواصل الاجتماعي المصرية خلال الساعات الماضية، إذ أُصيب بأزمة قلبية حادة بسبب الإجهاد خلال عمله الإضافي.
وفارق سليمان محمد عبد الحميد -في عقده الخامس- الحياة أثناء اشتغاله عامل بناء لتحسين دخله، في حين كان يعمل مديرًا لمدرسة صفط الشرقية بمحافظة المنيا (جنوبي مصر) ومعلمًا لمادة العلوم.
وكان الرجل الخمسيني يعمل مديرًا لمدرسة ابتدائية حكومية منذ سنة 2020 في مواعيد العمل الرسمية، وعامل بناء في أيام العطل لسد حاجة أسرته، بحسب وسائل إعلام محلية.
"شهيد لقمة العيش”
وأثارت قصة الرجل الذي كان يعمل في البناء قبل أن يلتحق بالتدريس واستمر يعمل في مهنته القديمة في أوقات فراغه، حزن المصريين بعد اضطراره إلى ممارسة أعمال إضافية نتيجة ضعف راتبه وسوء الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها بلاده.
وخصص أهالي المنطقة جنازة مهيبة للمعلم سليمان، إذ نقل المئات جثمانه ليوارى الثرى، واصفين إياه بأنه "شهيد لقمة العيش”، في الوقت الذي عبّر فيه ناشطون عن استيائهم من عدم تقدير الدولة لدور المعلم.
وسلّط عدد من المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على معاناة رجال ونساء التعليم في مصر، في حين لم تصدر وزارة التربية والتعليم أي بيان عبر صفحتها الرسمية.
وكتب مدون "موته جريمة قتل نفسي قبل أن تكون قتلا جسديا، هذا الرجل مات ألف مرة قبل أن تخرج روحه إلى بارئها ولا رحمة للمعلمين الأحياء الأموات”.
وتابع "لا عزاء قبل أن يعود المعلم لمكانته ويعود التعليم والتربية كما كانا يوم أن كنا نعلم العالم أجمع، وإذا كنتم تريدون لهذا البلد أن ينهض أوقفوا نزيف المعلمين”.
وكتب وجيه الصقار "استغل فرصة إجازة عيد الأضحى فترك الراحة والجلوس لقضاء العيد مع أبنائه وزيارة أقاربه، ليبحث عن رزق أولاده أجيرًا باليومية لدى البعض”.
وزاد "رحل عن عالمنا تاركا أولاده للمجهول مع وزارة لم ترحم سنّه وخبرته وعطاءه لأكثر من 25 عاما، فالوزارة حرمته من أقل حقوقه معلما للأجيال، ليبحث عن عمل مهين لوظيفته، فهل لدى الوزير القدرة على إنصافه وأولاده بعده؟!”.
وغرد الكاتب عمار علي حسن "رحم الله هذا المعلم المحترم. موته، أثناء عمله في البناء ليكفي أسرته مع أنه مدير مدرسة، شهادة فخر ونبل ورجولة له، ودليل إدانة لهذا العهد، الذي لا تعطي السلطة فيه للمعلمين ما يستحقونه من مكانة وكسب مادي، فانفتح الباب أمام دروس خصوصية، ومن يرفضها من المدرسين عليه أن يتضور جوعًا”.
وقال الصحفي أحمد عطوان "الشغل مش عيب ولا حرام لكن لما مدير مدرسة ومرب فاضل على مشارف الستين يموت لأن مرتبه لا يكفي معيشته فيضطر يشتغل بعد المدرسة "عامل” مبان يشيل طوب وإسمنت وهو في هذه المكانة وهذا السن ثم يموت من التعب والإرهاق أثناء حمل الطوب أكيد هنا يبقى عيب على الدولة وحرام مما فعله هذا النظام بكل طبقات الشعب المطحون بطاحونة الفقر والجوع”.
وكتب الدكتور يحيى غنيم "إذا رأيت أمة تكرم علماءها ومعلميها فهى أمة حية ناهضة، وإذا رأيتها تهين العالم والمعلم فكبِّر عليها أربعا”.
وغرد صاحب حساب باسم قاسم قائلًا "خبر وفاة مدير المدرسة ده واجع قلبي أوي، أصل المفروض توصل لايه أكتر من مدير عشان ما تبقاش مضطر تشتغل شغلانة تانية؟”.
وكتب محمد أبو زكري "تلاقي مرتبه وهو مقرب على الـ60 ومدير مدرسة قد الدنيا، ما يكملش 6 آلاف جنيه، لو عنده عيل في ثانوي، وعيلة في الكلية يادوب يكفوهم مصاريف الدراسة والمواصلات!”.