ماذا بعد إلغاء السعودية عضويتها في مجلس الأمن؟
جو 24 : أثار القرار السعودي بالانسحاب ردود فعل، كانت غالبيتها متفاجئة، بين النخب المهتمة بالشأن السياسي، في حين لم تبرز تحليلات كثيرة ذات شأن معالجة أسباب هذا التحوّل المفاجئ الذي طرأ على موقف السعودية من كرسي مجلس الأمن.
السعودية حصلت على العضوية بعدد أصوات بلغ 176 صوتًا، وإثرها تبارى المحللون السعوديون يعددون ميزات هذه العضوية، حتى جاء البيان، الذي أوضح أسبابًا مباشرة لهذا الانسحاب، لكنه برأي مهتمين ومحللين سياسيين كان ليس كافيًا لقراءة ما بين السطور.
معايير مزدوجة
البيان يأتي متوافقًا مع موقف سابق للمملكة في مطلع أكتوبر/تشرين الأول، إذ أكد بيان الإلغاء أن "أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته"، وأيضًا "الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم، واتساع رقعة مظالم الشعوب، واغتصاب الحقوق، وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم". في حين كان تبرير المملكة من سحب كلمتها آنذاك أنها لا تريد التصفيق على جراحات ودماء السوريين.
ربما يمكن ملاحظة الموقف السعودي، الذي بدأ يتصاعد ببطء ضد مجلس الأمن، منذ أن بدأت الثورة السورية تخرج عن خطها إلى القتل الممنهج والسكوت الدولي عن ذلك وفق رأي المملكة.
العاهل السعودي قال في فبراير/شباط من العام الماضي إن "ما حدث في مجلس الأمن لا يبشّر بالخير، وبسببه فقد اهتزت الثقة العالمية بالأمم المتحدة، العقل والأخلاق والإنصاف من المعتدي هو الذي يجب أن يحكم العالم، ولا يصلح أن تحكمه دول عدة".
استمر الموقف السعودي غير واثق من مجلس الأمن، وفق تصريحات وتسريبات سعودية كثيرة، حتى ألغت المملكة كلمتها في مجلس الأمن، ولم توزّعها أيضًا، في مطلع أكتوبر من هذا العام، بسبب ما قالت إنه حصر للمشكل السوري في الأسلحة الكيميائية.
ويمكن تلخيص ما حدث، في تغريدة جاءت على صفحة الكاتب السعودي والمحلل السياسي جمال خاشقجي في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إذ كتب: "ما كتبته أمس صحيح عن استعدادنا للدخول في مجلس الأمن منذ أكثر من عامين، من تدريب ونقل دبلوماسيين، ما الذي حصل فجر اليوم؟، لا أدري".
ومن المعروف، بحسب أخبار متواترة، أن السعودية فعّلت الكثير من برامج تدريب شباب سعوديين على كل ما من شأنه تطوير قدراتهم ومهارتهم في التعاطي مع الدبلوماسية الدولية ومن ذلك مجلس الأمن.
غير مناسب
الكاتب السعودي صالح الخثلان أبدى شعورًا بالمفاجأة من قرار المملكة، وبيّن "أن القرار غير مناسب، وﻻ يتسق مع السلوك الدبلوماسي المعروف عن المملكة". ويؤكد الخثلان في حديث خاص مع "إيلاف" أن رفض المقعد تصرف متوقع ومقبول من دول هامشية لديها مشكلة مع النظام الدولي، مثل إيران وفنزويلا في عهد تشافيز وكوريا الشمالية، وليس من دولة مهمة مثل المملكة.
ويرى الخثلان، وهو عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الملك سعود، أنه "مهما كانت مبررات الاعتذار مشروعة، إﻻ أن اﻻعتذار عن المقعد ليس الطريقة المناسبة للاحتجاج على ضعف دور الأمم المتحدة".
يسهب الخثلان قائلًا إن "دور الأمم المتحدة ليس سوى انعكاس للواقع الدولي"، وعليه فإنه كان على المملكة أن تحرص على المشاركة في المجلس، وأن تستثمر وجودها فيه لتقديم وجهة نظرها، وأن تشارك في كل منتدى دولي له صلة بقضايا الأمن والسلم الدوليين، بحسب رأيه.
ويذهب الخثلان إلى أن اﻻعتذار عن المقعد في هذا الوقت غير مناسب، بالنظر إلى الانتقادات التي تتعرّض لها الدبلوماسية السعودية هذه الأيام، وخاصة بشأن الانفتاح الأميركي على إيران والإدعاءات بأن المملكة مستاءة من ذلك.
(ايلاف)
السعودية حصلت على العضوية بعدد أصوات بلغ 176 صوتًا، وإثرها تبارى المحللون السعوديون يعددون ميزات هذه العضوية، حتى جاء البيان، الذي أوضح أسبابًا مباشرة لهذا الانسحاب، لكنه برأي مهتمين ومحللين سياسيين كان ليس كافيًا لقراءة ما بين السطور.
معايير مزدوجة
البيان يأتي متوافقًا مع موقف سابق للمملكة في مطلع أكتوبر/تشرين الأول، إذ أكد بيان الإلغاء أن "أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته"، وأيضًا "الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم، واتساع رقعة مظالم الشعوب، واغتصاب الحقوق، وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم". في حين كان تبرير المملكة من سحب كلمتها آنذاك أنها لا تريد التصفيق على جراحات ودماء السوريين.
ربما يمكن ملاحظة الموقف السعودي، الذي بدأ يتصاعد ببطء ضد مجلس الأمن، منذ أن بدأت الثورة السورية تخرج عن خطها إلى القتل الممنهج والسكوت الدولي عن ذلك وفق رأي المملكة.
العاهل السعودي قال في فبراير/شباط من العام الماضي إن "ما حدث في مجلس الأمن لا يبشّر بالخير، وبسببه فقد اهتزت الثقة العالمية بالأمم المتحدة، العقل والأخلاق والإنصاف من المعتدي هو الذي يجب أن يحكم العالم، ولا يصلح أن تحكمه دول عدة".
استمر الموقف السعودي غير واثق من مجلس الأمن، وفق تصريحات وتسريبات سعودية كثيرة، حتى ألغت المملكة كلمتها في مجلس الأمن، ولم توزّعها أيضًا، في مطلع أكتوبر من هذا العام، بسبب ما قالت إنه حصر للمشكل السوري في الأسلحة الكيميائية.
ويمكن تلخيص ما حدث، في تغريدة جاءت على صفحة الكاتب السعودي والمحلل السياسي جمال خاشقجي في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إذ كتب: "ما كتبته أمس صحيح عن استعدادنا للدخول في مجلس الأمن منذ أكثر من عامين، من تدريب ونقل دبلوماسيين، ما الذي حصل فجر اليوم؟، لا أدري".
ومن المعروف، بحسب أخبار متواترة، أن السعودية فعّلت الكثير من برامج تدريب شباب سعوديين على كل ما من شأنه تطوير قدراتهم ومهارتهم في التعاطي مع الدبلوماسية الدولية ومن ذلك مجلس الأمن.
غير مناسب
الكاتب السعودي صالح الخثلان أبدى شعورًا بالمفاجأة من قرار المملكة، وبيّن "أن القرار غير مناسب، وﻻ يتسق مع السلوك الدبلوماسي المعروف عن المملكة". ويؤكد الخثلان في حديث خاص مع "إيلاف" أن رفض المقعد تصرف متوقع ومقبول من دول هامشية لديها مشكلة مع النظام الدولي، مثل إيران وفنزويلا في عهد تشافيز وكوريا الشمالية، وليس من دولة مهمة مثل المملكة.
ويرى الخثلان، وهو عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الملك سعود، أنه "مهما كانت مبررات الاعتذار مشروعة، إﻻ أن اﻻعتذار عن المقعد ليس الطريقة المناسبة للاحتجاج على ضعف دور الأمم المتحدة".
يسهب الخثلان قائلًا إن "دور الأمم المتحدة ليس سوى انعكاس للواقع الدولي"، وعليه فإنه كان على المملكة أن تحرص على المشاركة في المجلس، وأن تستثمر وجودها فيه لتقديم وجهة نظرها، وأن تشارك في كل منتدى دولي له صلة بقضايا الأمن والسلم الدوليين، بحسب رأيه.
ويذهب الخثلان إلى أن اﻻعتذار عن المقعد في هذا الوقت غير مناسب، بالنظر إلى الانتقادات التي تتعرّض لها الدبلوماسية السعودية هذه الأيام، وخاصة بشأن الانفتاح الأميركي على إيران والإدعاءات بأن المملكة مستاءة من ذلك.
(ايلاف)