اقتصاديون: برامج صندوق النقد خلقت خللا بالادارة العامة وضاعفت العجز والمديونية
جو 24 :
مالك عبيدات - اجمع خبراء اقتصاديون على ان برامج اصلاح صندوق النقد الدولي منذ العام 1989 ساهمت بتعميق الازمة الاقتصادية وحشرت الاردن قي زاوية الاستدانة وزيادة الاقتراض لاجل تسديد اقساط القروض وخدمة الدين التي اصبحت تناهز مليار و800 مليون دينار خلال العام 2023 .
واضاف الخبراء ل الاردن 24 ان مديونية الاردن بلغت 3.836 مليار دينار بالعام 1989 واصبحت الان 40 مليار دينار منها 30 مليار دينار خلال العشر سنوات الاخيرة نتيجة عجز الموازنة وارتفاع النفقات الجارية .
وبين الخبراء ان دخول الاردن في اي برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي يعني الرضوخ للشروط التي سيفرضها لاجل تامين اقساط الدين ، منوهين الى ان الصندوق يطلب من الحكومة رفع اسعار الكهرباء والماء وتوسيع الشرائح الضريبة اضافة الى زيادة الرسوم والضرائب على السلع والخدمات .
البشير : برنامج صندوق النقد لم تحسن الاقتصاد الاردني
واتفق المحلل الاقتصادي محمد البشير مع زميليه بان الاردن ليس بحاجة للدخول في برامج جديدة مع صندوق النقد الدولي ، و ما تقوم به الحكومة من اخطاء لا يجب ان يكون مبررا للتعامل مع الصندوق .
واضاف البشير ل الاردن 24 ان برامج الصندوق لم تساهم في تحسين الاقتصاد الاردني منذ العام 1989 حتى اللحظة وهو يعمل بتوريط الدول بالقروض ، مبينا ان المديونية كانت بالعام 1989 نحو 3.836 مليار دينار واصبحت الان 40 مليار دينار 30 مليار دينار منها خلال العشر سنوات الاخيرة .
وبين البشير ان الدول التي خرجت من عباءة الصندوق مثل البرازيل التي اصبحت من دول العشرين وماليزيا التي تعتبر من الاقتصادات الاولى بالعالم وجنوب افريقيا التي تشهد نهضة اقتصادية غير مسبوقة اصبحت الان من الدول الاولى بالعالم .
وتابع البشير ان برامج الصندوق خلقت خللا بالادارة العامة التي اصبحت تعاني بسبب العقود التي فرضتها على موظفي الدولة وساهمت في زيادة المديونية وارتفاع نسب العجز بالموازنة نتيجة الانفاق غير المبرر وخلقت تشوهات بالاقتصاد نتيجة فرض ضريبة المبيعات بالعام 1994 بدلا من ضريبة الدخل وفرض الضريبة التصاعدية ما ساهم في نمو هائل في مداخيل البنوك والشركات الاستخراجية مثل الفوسفات والبوتاس وشركات الاتصالات ، و صعوبات يعاني منها الغالبية العظمى من الاردنيين .
عقل : قروض صندوق النقد في حالتنا تضاعف الازمة
وحول ذلك قال الخبير والمحلل الاقتصادي الدكتور مفلح عقل ان الحكومة تسعى لتوقيع برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي لاجل الحصول على قروض جديدة لتمويل بعض البرامج التي تطرحها بحيث تحصل على نسب فائدة معقولة ولتحسين صورتها امام الدائنين من خلال شهادة الصندوق .
واضاف عقل ل الاردن 24 ان صندوق النقد الدولي ليس له سمعة طيبة مع الدول ، مبينا ان عدد قليل من الدول التي دخلت في برامج مع الصندوق ونجحت اقتصاديا .
وبين عقل ان الاقتصاد العالمي دخل في ازمة نتيجة ارتفاع الفوائد بعد قرارات البنك الفيدرالي الامريكي والتي ستسمر لسنة على الاقل قبل ان يتم السيطرة على التضخم وتخفيضها بشكل تدريجي .
وتابع عقل الدول التي تستدين لاجل اقامة مشاريع انتاجية ضخمة تشغل العمالة وتساهم في رفع نسب النمو هي التي تستفيد من القروض اما الدول التي تستدين لاجل سداد القروض ستبقى تراوح مكانها وسترتفع خدمة الدين والعجز معا .
وختم عقل مداخلته بالقول : الحكومات المتعاقبة كانت تعتقد ان القروض جاءت للانفاق وكانت تتوسع فيه ما ساهم في زيادة نسبة العجز بالموازنة الى 2 مليار دينار وخدمة الدين الى مليار و 800 مليون دينار .
ارشيد: لسنا بحاجة للصندوق و اشتراطاته
من جانبه قال الخبير والمحلل الاقتصادي مازن ارشيد ان الاردن دخل في 4 برامج مع صندوق الدولي منذ العام 1989 وكان البرنامج الاول على وقع الاحتجاجات الشعبية وساهم في اخراج الاردن من الازمة ، لافتا الى انه لا يوجد دولة ترحب بالدخول في برامج صندوق النقد الدولي .
واضاف ارشيد ل الاردن 24 ان الحكومة توسعت بالشرائح الضريبية بالعام 2019 على وقع الاحتجاجات وكانت هناك قرارات تدخل افراد جدد بالشمول , كاشفا عن ان الصندوق يطلب من الحكومة منذ عام رفع اسعار الكهرباء والماء ورفع الدعم عن بعض السلع المدعومة .
وتابع ارشيد صندوق النقد الدولي تم تخصيصة لدول العالم الثالث التي تواجه مشاكل بالديون ، و تمر بازمة خانقة ولذلك تتوجه الى الصندوق لحل ازمتها كما تعتقد و تبدأ بالدخول في برامجه .
واكد ارشيد ان الاردن ليس بحاجة للدخول في برامج جديدة مع الصندوق وليس شرطا ان يكون لدينا حزمة معه نظرا لوجود قيود من قبل الصندوق على الدول لتتمكن من الحصول على قروض .