jo24_banner
jo24_banner

مالك ابن الريب .. ايقونة النضال والتضحية و الدفاع عن الجياع

مالك ابن الريب .. ايقونة النضال والتضحية و الدفاع عن الجياع
جو 24 :
 


كتب محرر الشؤون الثقافية - تابعت المسلسل التاريخي مالك ابن الريب الذي انتجه بمنتهى الابداع والحرفية المركز العربي الذي سبق عصره في انتاج المسلسلات التاريخية الخالدة ، وشارك به جيل الكبار من الممثلين الاردنيين ايقونات الابداع الذين عرفهم العرب من المحيط الى الخليج .. 
 في الحقيقة رغم انه انتاج قديم نسبيا ٢٠١٧ ، ورغم مواظبتي على متابعة احدث  الاعمال العربية و التركية التاريخية ، الا انني وجدت نفسي منبهرا  و منجذبا لمتابعة المسلسل من الفه الى ياه .. 

عن الفارس والشاعر مالك ابن الريب  سنكتب ، هذا العربي،  المختلف،  الصعلوك  الذي قطع الطريق ليطعم الفقراء ، هذا المقاوم المعارض الذي ارهق سلاطين عصره واتعبهم و قوض  طمأنينتهم ، الفارس الهمام الذي مات وحيدا في ذات القفار التي جابها شاهرا سيفه لاطعام الجياع في اطراف المدن التي كلما ازدادت ازدهارا و ثروة ، أزداد شقاء ومعاناة قاطني الحواضر الطرفية .  ما اشبه الامس باليوم ..

بطل المسلسل المرحوم ياسر المصري نجح نجاحا استثنائيا في تجسيد  شخصية مالك ابن الريب ، وكاني به قد اعاد لنا مالكا واستحضر مكنونات شخصيته الآسرة .

ابن الريب تبنى مقولة الامام علي بن ابي طالب كرم الله جهه :عجبت لمن لم يجد قوت يومه كيف لا يخرج للناس  شاهرا سيفه ، واعتمدها مرجعا فكريا   في نشاطه ضد قوافل كبار التجار ، ليس طمعا بثروة او جاه و سلطان  و انما سعيا لاطعام الجياع .. 

ابن الريب الذي استحضر تجربة الصعاليك وشبّه ب عروة ابن الورد ، ظل في صراع دائم مع نفسه ، وبقي قلقا مترددا خائفا من ان يوصم بانه فتاك و قاطع طريق ، ورغم هذا الصراع الذي لازمه و اتعبه و ارهقه ،  الا ان انين الجياع و صرخات الاطفال و النساء ، كانت بالنسبة له اولى بالاستجابة  .. اختار ان يضحي بنفسه وطمأنينته وسلامه الشخصي  و يصطدم مع سلطة الخليفة معاوية ابن ابي سفيان و امرائه ، ويمضي حياته شريدا طريدا  من اجل اطعام الفقراء و المحتاجين.. 

البطولة التي اظهرها ابن الريب والشجاعة منقطعة النظير التي واجه بها ما اعترضه من تحديات   وعقبات جسام ، خلقت منه حالة خلدها التاريخ وتناقلها الناس جيلا تلو اخر ، مشاركته في الفتوحات الاسلامية ايضا وما اظهره فيها من اقدام و حنكة جعلت منه ايقونة نضال عز نظيرها . 

ويبقى ان نسأل : كم مالكا نحتاج اليوم ، و كم مدافعا عن الفقراء والمحتاجين نريد ، وقد اتسعت الفجوة بين الاغنياء والفقراء وتركزت الثروة والسلطة بايدي قلقة قليلة ترفل بالعز والجاه ، واغلبية مطلقة من الذي يصارعون الجوع والمرض والقهر والجهل … رحم الله مالكا  و غفر له …

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير