ليبيا: كان من الممكن تقليل عدد الوفيات.. توقع وصول عدد ضحايا العاصفة دانيال الى (20) الف
جو 24 :
قال عضو البعثة الليبية الدائمة لدى الأمم المتحدة، أيمن بدر، وهو من مدينة درنة إن عدد الوفيات في درنة بلغ أكثر من 7 آلاف حتى الآن ولا تزال الأعداد في تزايد في كل ساعة.
جاء ذلك بعد أيام من ضرب العاصفة "دانيال" منطقة شرق ليبيا، التي نجم عنها أمطار غزيرة جدا تسببت بانهيار سدّين قريبين من مدينة درنة، فاجتاحت المياه المدينة جارفة الأبنية بمن فيها.
وأوضح مسؤول في وزارة الصحة الليبية الجهود الجارية حاليا لعمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين وانتشال الجثث، والعوائق التي تواجه هذه العمليات.
وتوقعت السلطات المحلية في درنة أن تتخطى أعدادُ قتلى الفيضانات 20 ألفا، فيما اتجه الجيش الليبي إلى إخلاء المدينة لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ.
جهود الإنقاذ
ويقول مالك مرسيط، الناطق الرسمي باسم مركز الطوارئ والدعم في وزارة الصحة الليبية، إن فرق الإنقاذ تمكنت من إنقاذ الشاب العشريني عبد العزيز سرقيوه، الذي بقي تحت الأنقاض لمدة 96 ساعة في مدينة درنة.
وأضاف أن مركز الطب والطوارئ والدعم بالوزارة أنشأ أكثر من 6 مستشفيات ميدانية لتوفير الخدمات الطبية للمصابين.
ولفت إلى أن المركز تواصل مع فريق إسباني متخصص في الإنقاذ، ووصل إلى درنة ويباشر حاليا عمله في عمليات الإنقاذ.
وتحدث عن انتشار لعدة فرق طبية وإغاثية في العديد من المناطق لتوفير الخدمات والإسعافات، قوام كل مجموعة من مجموعات الإنقاذ يصل إلى أكثر من 150 مسعفا وطبيبا.
وشدد على انتشار فرق بالزوارق مطاطية للبحث عن المصابين وانتشال الجثث.
أما أبرز المناطق التي تغطيها فرق الإنقاذ هي درنة وسوسة وشحات.
وقال إن الاحتياجات والمستلزمات الطبية اللازمة لإسعاف المصابين متوفرة، لكن العائق في عمليات الإنقاذ يتمثل في عدم توفر المعدات اللوجيستية المتطورة في البحث عن المفقودين.
الإخلاء كان سيقلل عدد الضحايا
وأعلنت منظمة تابعة للأمم المتحدة اليوم الخميس أنه كان من الممكن تقليل الخسائر في ليبيا جراء الفيضانات التي ضربت شرق البلاد وخلفت حتى الآن 5300 قتيل وآلاف المفقودين، في حين أقر مجلس النواب الليبي ميزانية بملياري دولار لمواجهة آثار السيول.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إنه كان من الممكن تجنب سقوط هذا العدد من الضحايا إذا كان لدى الدولة هيئة أرصاد جوية قادرة على إصدار التحذيرات.
وأوضح تالاس أن "الفيضانات وقعت ولم تتم عملية إخلاء نتيجة عدم وجود أنظمة إنذار مبكر مناسبة"، مشيرا إلى أن الإخلاء كان سيحد كثيرا من عدد الضحايا.
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا تحذيرات مبكرة بشأن أحوال الطقس قبل 72 ساعة من وصول الإعصار، وأخطر السلطات الحكومية عبر البريد الإلكتروني، داعيا لاتخاذ تدابير وقائية، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قالت إنه "ليس من الواضح ما إذا كانت (التحذيرات) قد تم تعميمها بشكل فعال".
من جهته، قال مسؤول بالاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر للجزيرة إن فرق الهلال الأحمر الليبي وصلت إلى جميع المناطق المنكوبة، مشيرا إلى سعي هذه الفرق للوصول إلى كل ناج ونقله بأقصى سرعة لمناطق آمنة. كما شدد على ضرورة توفير المياه لضمان عدم انتشار الأمراض.
آخر الإحصائيات
وفي آخر التطورات، أعلنت السلطات الليبية أن فرق الإنقاذ تمكنت من إنقاذ أكثر من 500 شخص على الأقل من تحت أنقاض أبنية منهارة جراء السيول التي مسحت من الخارطة أحياء وجسورا وسببت دمارا واسعا في شبكة الطرق في مدينة درنة وجوارها، في حين تكثف فرق الإنقاذ المحلية والأجنبية جهودها بحثا عن ناجين وانتشال ودفن الجثث المتناثرة في المدينة.
وأعلن وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل أن فرق الإنقاذ المحلية والدولية تمكنت من إنقاذ 510 أشخاص من تحت الأنقاض في مدينة درنة، مشيرا إلى أن عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث لا تزال مستمرة وتحتاج إلى بعض الوقت نظرا لوجود آلاف المفقودين.
ولفت عبد الوكيل إلى أن هناك العديد من المناطق، بينها سوسة والمخيلي والوردية (شرق)، تحتاج لتدخل عاجل، لذا سيكون التركيز عليها في الساعات القادمة بإرسال الفرق الطبية والمساعدات وعناصر الإنقاذ.
من جانبه، قال وزير الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي عصام بوزريبة للجزيرة إنه تم انتشال 2958 جثة من ضحايا الفيضانات حتى الآن، وإنه تم تشكيل لجنة عليا للطوارئ لتنفيذ قرارات مجلس النواب.
مليارا دولار
وقال المتحدث باسم مجلس النواب الليبي إنه تم إقرار ميزانية بقيمة ملياري دولار لمواجهة آثار السيول، وأضاف في مؤتمر صحفي أن هناك تنسيقا مع المصرف المركزي لتوفير المبالغ المخصصة لمواجهة تبعات الكارثة.
من جهته، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة إن وضع السدود في البلاد أمر تم إهماله ولم يحظ بالاهتمام الكافي من قبل السلطات إلا بعد حدوث السيول.
وأكد الدبيبة أن حكومته ستعمل على إنشاء إدارة خاصة بالسدود لمراقبتها في ليبيا وتنبه المواطنين في حالات الكوارث.
وقال الدبيبة إن السدود التي انهارت في درنة بنيت وفق معايير قديمة وإنه يجب العمل على استيعاب التغييرات المناخية التي زادت من وتيرة الأزمات على مستوى العالم.
وأكد أنه خاطب المستشار النائب العام بفتح تحقيق عاجل في ملابسات الواقعة ووجه الأجهزة المعنية بالتعاون الكامل في ذلك.
(سكاي نيوز + الجزيرة نت)