بعد إصابة طلبة بـ "الكبد الوبائي".. قلق العدوى يعطل دوام مدرستي "جرمة الكرك"
جو 24 :
يمتنع أولياء أمور طلبة مدرستي بلدة الجرمة في محافظة الكرك ومنذ أسبوعين عن إرسال أبنائهم للدوام المدرسي، بعد تسجيل 10 إصابات بداء الكبد الوبائي بين طلبة المدرستين.
وفيما أرجع أولياء أمور تصرفهم هذا إلى خوفهم من انتشار العدوى بين الطلبة، تؤكد "صحة الكرك" أن الفحص الشامل لطلبة المدرستين بالبلدة أظهر إصابة 10 طلاب بداء الكبد الوبائي من نوع ( A )، وهو غير معد وبسيط، ويتم الشفاء منه خلال مدة أسبوعين فقط.
تأكيدات الصحة حول عدم خطورة المرض، لم تقنع أولياء أمور في ظل ما تعانيه الغرف الصفية في المدرستين المستأجرتين من اكتظاظ، والذي يعني من وجهة نظرهم، "وسطا قويا لنقل العدوى وانتشار المرض".
وكانت مديرية صحة الكرك قد رصدت عددا من الإصابات بالكبد الوبائي بين طلبة مدرستي البلدة للذكور والإناث، ما حدا بوزارة الصحة إلى إجراء فحص شامل للطلبة وتسجيل 10 حالات إصابة 9 منها لطالبات بمدرسة الإناث وإصابة واحدة لطالب بمدرسة الذكور.
يذكر أن بلدة الجرمة الحديثة ويقطنها زهاء 1500 نسمة تعاني من غياب أبسط الخدمات الأساسية، إذ تفتقد البلدة لأبنية مدرسية حديثة، ويتم تعويضها بمبان مستأجرة عبارة عن بيوت جرى تعديلها إلا أنها بلا ساحات أو مرافق خدمية ولا تتسع للأعداد المتزايدة من الطلبة.
بدوره، قال مدير صحة الكرك الدكتور أيمن الطراونة، إن المديرية تبلغت بداية الشهر الحالي بوجود حالات مرضية بالمدرستين وبعد الفحص الطبي تم حصر إصابات بمرض الكبد الوبائي بين طالبات بمدرسة الإناث وإصابة بمدرسة الذكور.
ولفت أن الحالات التي تم رصدها مصابة بالكبد الوبائي (A)، قائلا، "هو نوع غير معدي وبسيط وينتهي بمدة أسبوعين فقط".
وبين أن هذا النوع ينتشر عن طريق المياه والغذاء، مشيرا إلى أن المديرية قامت بتنفيذ برنامج لتطعيم الطلبة، إلا أن الأهالي رفضوا السماح لأبنائهم بأخذ المطاعيم.
وأضاف، أنه تم إجراء فحص لمياه المدرستين وجائت النتائج سليمة، فيما تبين أن مصدر الإصابات بدأ بين ثلاثة أشقاء بالمدرستين يقطنون بيت شعر وهناك بدأت الإصابات، مؤكدا أنه لا يوجد ما يمنع من دوام الطلبة سوى خوف الأهالي.
في المقابل، يقول سليمان أحمد من سكان البلدة إن جميع سكان البلدة يرفضون إرسال أبنائهم الطلبة إلى مدارسهم، بسبب تسجيل الإصابات والخوف على الأطفال من العدوى، خاصة وأن المدرستين تشهدان اكتظاظا بالغرف الصفية.
وبين أن الأهالي منذ سنوات عدة وهم يطالبون ببناء مدرستين واحدة للإناث وأخرى للذكور بسبب الاكتظاظ الكبير في الغرف الصفية، وهو الذي تسبب -من وجهة نظره- بانتشار الإصابات.
وبين سلامة أبو سمرة، أن الأهالي يرفضون تطعيم الطلبة لخوفهم من الإصابة بالمرض، مشيرا إلى أن البلدة التي تضم عددا كبيرا من الطلبة لا يوجد فيها سوى مدرستين متواضعتين بأبنية مستأجرة، في وقت يطالب سكان البلدة منذ سنوات ببناء مدارس حديثة لأبنائهم.
وقال إن البلدة التي توسعت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة ما تزال على خدماتها البسيطة والضعيفة وغير المكتملة وخصوصا المدارس المستأجرة وهي غير صالحة لتكون مدارس، مشيرا إلى أن إحدى الغرف الصفية بمساحة لا تزيد على 20 مترا مربعا تضم زهاء 50 طالبا وهو الأمر غير المقبول نهائيا.
وأشار إلى أنه يرفض إرسال أطفاله إلى المدرسة، خاصة وأن إحدى بناته في الصف الثالث الابتدائي أصيبت بالمرض نتيجة عدوى من طالبة أخرى، مطالبا الجهات الرسمية بإنهاء مشكلة بلدة الجرمة وخصوصا موضوع المدارس.
ولفت إلى أن هناك مخاوفا حقيقية لدى الأهالي بالبلدة على سلامة الأطفال وتخوف من سلامة مياه المدارس وغيرها من الأسباب التي قد تؤدي للعدوى بالمرض، وخصوصا وأن غالبية الطلبة من صغار السن ولا يتحملون الإصابة بالمرض.
وقال إن أهالي البلدة يطالبون منذ فترة طويلة بمدرسة شاملة لأبناء وبنات البلدة، أقلها للصفوف الأساسية وبناء مدرسة بخدمات كاملة للذكور، مشيرا إلى أن التربية قامت باستئجار مبان متواضعة تغيب عنها حتى الساحات الضرورية، وحولتها لمدرستين للمرحلة الأساسية، فيما يقوم الطلبة بعد إنهائهم المرحلة الأساسية بالانتقال إلى مدارس بلدتي زحوم أو المنشية.
بدوره، قال مصدر في تربية الكرك، إن كوادر الصحة حضرت بداية لمدرسة البنات بالبلدة بعد شكوك بإصابة طالبات بداء الكبد الوبائي، وتم فحص الطالبات وتأكد إصابة تسع طالبات بالمرض، كما تم تسجيل إصابة واحدة لطالب بمدرسة الذكور.
وبين أنه وعلى ضوء ما حدث، امنتع أولياء الأمور عن إرسال أبنائهم إلى المدرستين خوفا عليهم من العدوى، لافتا إلى أن أعداد الطلبة بالبلدة يبلغ 382 طالبا وطالبة، بينهم 235 طالبة بمدرسة فاطمة الزهراء و147 طالبا بمدرسة علي بن أبي طالب.
الغد