حرب كونية على غزة.. و الانظمة العربية تنحاز ضد نفسها و مصالحها وقضيتها المركزية

أحمد الحراسيس - 

بمنتهى الفجاجة والانحياز الاعمى ، تعلن عواصم دول غربية انحيازها ودعمها غير المحدود للاحتلال الاسرائيلي في عدوانه الهمجي على قطاع غزة المحاصر، ليكون ذلك الدعم بمثابة اعطاء قواته البربرية   الضوء الأخضر من أجل ارتكاب المجازر بحقّ أهلنا في غزّة المحاصرة .

  الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا اعلنوا  فور بدء المواجهات دعمهم  المطلق وانحيازها الكامل للاحتلال الاسرائيلي، بل أن أمريكا أمرت بتوجّه سفينة حربية وحاملة طائرات إلى موقع قريب من حدود فلسطين المحتلة، عدا عن اعلانها  تزويد الاحتلال بالأسلحة التي قد تلزمه في الهجوم على المدنيين!

وانعكس هذا الدعم الغربي العلني  فورا على الأهل في غزة، إذ كثّف الاحتلال عدوانه على القطاع وقصف المباني السكنية بشكل غير مسبوق، ليرتقي أكثر من (600) شهيد فلسطيني، الغالبية الساحقة منهم مدنيون وأطفال.

 الغرب لم يعلق على أصل البلاء المتمثّل بالاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كما لم يُعلّق أيّ منهم على الاقتحامات التي كانت تمارسها قوات الاحتلال للمسجد الأقصى والتنكيل بالنساء والأطفال والشيوخ، ولم يلتفت أحد لفلسطين إلا بعدما قرر الفلسطينيون الردّ على ممارسات الاحتلال الوحشية .

للأسف لا بواكي لاهلنا في قطاع غزة  ، ورغم بعض الاختراقات كموا قف كل من الكويت والجزائر وتونس ، الا ان الغالبية العظمى من الحكومات العربية تحدثوا عن التهدئة و التسوية و وقف العمليات و التصعيد دون التعبير  عن الدعم المطلق للفلسطينيين وحقهم في مقاومة المحتل والدفاع عن الارض و المقدسات .  الأنظمة العربية اكتفوا  باجراء اتصالات فيما  ، و تحدثوا  عن ضرورة "وقف التصعيد" والبحث عن تسوية، واصدار بيانات ظلّت في المنطقة الرمادية.. فكانت قيمتها صفرية إن لم تكن سلبية!

الموقف الأمريكي ومعه مواقف (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا)، لم تكن مفاجئة للشعوب العربية التي كانت تلمس الانحياز الغربي الكامل للاحتلال، لكنها في هذه المرّة جاءت علنية و عملية، وهو ما يستلزم تحرّكا عربيا رسميا وشعبيا بعيدا عن لغة الدبلوماسية الناعمة التي تضرّ ولا تنفع في مثل هذه الحالة.

الحقيقة التي يجب أن لا نغفلها نحن العرب، أننا نمتلك القوّة لحماية الشعب الفلسطيني، والوقوف في وجه الغطرسة الأمريكية والغربية؛ نحن لدينا شعوبا تواقة لتحرير أراضينا المحتلة، ونزوّد العالم بأكثر من ثلث حاجاته من الوقود، ونملك أكثر من نصف احتياطي الكرة الأرضية من النفط، بالاضافة لكون الدول العربية تعتبر قوة اقتصادية لا يُستهان بها، كما أننا نحيط بالكيان الصهيوني من كلّ جانب. 

الامتين العربية والاسلامية تخذلان  اهلنا في قطاع غزة ، وهما  بذلك يشاركان  في الحرب الكونية ضدهم ، الكيان المحتل قرر قطع الماء والكهرباء ووقف امدادات الغذاء والدواء عن الاشقاء في قطاع غزة ، وهو بذلك يرتكب جريمة ابادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم اجمع،  دون رادع اخلاقي او قانوني او عسكري عربي و اسلامي .. 

وتاليا أبرز المواقف الغربية من الحرب الاسرائيلية على غزة:

- أكد الرئيس الأميركي جو بايدن السبت ان دعم بلاده لإسرائيل "صلب كالصخر" و"راسخ"، وأن "الولايات المتحدة تقف بجانب إسرائيل"

- قالت الولايات المتحدة إنها تحرك حاملة طائرات، وسفنا، ومقاتلات جوية إلى منطقة شرق المتوسط، مؤكدة أنها سوف توفر لإسرائيل المزيد من المعدات والذخائر.

- علق الاتحاد الأوروبي مساعداته التنموية للفلسطينيين والمقدرة بـ691 مليون يورو.

- أعرب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل -في بيان- عن قلقه العميق إزاء الأحداث الجارية في إسرائيل.

- أكد بوريل "تضامن الاتحاد الأوروبي الثابت مع إسرائيل خلال هذه الأوقات الصعبة".

- أدانت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين بشكل لا لبس فيه الهجوم الذي نفذته حماس ضد إسرائيل، ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد مثل هذه الهجمات الشنيعة".

- ندد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بهذه "الهجمات العشوائية على إسرائيل وشعبها"، مدينا "الترهيب والعنف ضد مدنيين أبرياء".

- قال المستشار الألماني أولاف شولتز "تصل إلينا أخبار مروعة اليوم من إسرائيل، لقد صُدمنا بشدة من إطلاق الصواريخ من غزة وتصاعد العنف، تندد ألمانيا بهذه الهجمات التي تشنها حماس، وتقف إلى جانب إسرائيل".

- نددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "بشدة بالهجمات من غزة ضد إسرائيل"، وأكدت أن ألمانيا "تتضامن تماما" مع إسرائيل، معتبرة أن حماس "تساهم في تصعيد العنف".

- أعلنت المتحدثة باسم وزارة التنمية الألمانية تعليق المساعدات الموجهة للأراضي الفلسطينية.

- استنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة الهجمات على إسرائيل، وكتب على منصة "إكس" "أعبر عن تضامني الكامل مع الضحايا وعائلاتهم والمقربين منهم".

- أدانت وزارة الخارجية الفرنسية "بحزم شديد الهجمات الجارية ضد إسرائيل وشعبها"، مؤكدة رفضها المطلق لما سمته الإرهاب، وتمسكها بأمن إسرائيل.

- أعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن صدمته حيال الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيليين"، مؤكدا "حق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها".

- قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي "تندد بريطانيا على نحو قاطع بالهجمات المروعة التي شنتها حماس على مدنيين إسرائيليين، وستدعم دائما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

- أعلنت الحكومة الإيطالية أنها "تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" ضد "الهجوم الوحشي الجاري في إسرائيل".