سياسيون: طوفان الاقصى كشف امريكا والغرب.. وبعث رسالة الى المهرولين للتطبيع
جو 24 :
مالك عبيدات - أجمع سياسيون وحزبيون على أن عملية طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة الفلسطينية المسلّحة جاءت لتؤسس لمرحلة جديدة من العمل النضالي ضدّ الاحتلال الصهيوني، وتعتبر تحوّلا في الصراع العربي الاسرائيلي.
وقال السياسيون إن المعركة من حيث تفاصيلها وآلية تنفيذها أكدت قوة المقاومة الفلسطينية، كما أنها كشفت عن وهن وضعف الكيان الصهيوني، وبعثت برسالة إلى "المراهقين السياسيين" الذين راهنوا على موت الشعوب.
ولفتوا إلى أن العملية التي بدأتها كتائب الشهيد عزّ الدين القسام وشاركت بها فصائل المقاومة الأخرى بعثت الأمل والفرح في نفوس الشعوب العربية التواقة لتحرير فلسطين.
وأكد السياسيون أن العملية وما تبعها من عدوان اسرائيلي ومجازر بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها كشفت الانحياز الأمريكي والغربي الكامل للاحتلال الصهيوني.
الفلاحات: طوفان الاقصى كشفت تواطؤ العالم.. وتحوّل في الصراع
وأكد أمين عام حزب الشراكة والانقاذ، سالم الفلاحات، أن عملية طوفان الأقصى تعتبر تحولا في الصراع مع العدوّ الصهيوني، إذ تمكّنت المقاومة من دخول مناطق لم تدخلها منذ العام 1948.
وأضاف الفلاحات لـ الاردن24 أن أهل غزة محاصرون منذ (15) عاما عربيا ودوليا واسرائيليا، لكنّ المقاومة لم تتأثر بهذا الحصار وأعطت للعالم درسا سيتمّ تدريسه في كل مناهج العلوم العسكرية، كما أعطت درسا لكلّ الذين يرون الاحتلال أسطورة وأن جيشه لا يُقهر، فظهر أنه نمر من ورق، لافتا إلى أن العالم يبحث للعدوّ عن حلول لانقاذه من هذه الورطة.
ولفت الفلاحات إلى أن الشعوب العربية تنفست الكرامة بعد عملية غزة التي كشفت تواطؤ العالم ضد العرب والمسلمين، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول العالم أغمضت عيونها عن مجازر الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 والتي زادت عن (50) مجزرة ذهب ضحيتها آلاف الشهداء، كما لم يحرّك أحد ساكنا تجاه محاصرة قطاع غزة منذ (17) عاما.
ورأى الفلاحات أن مشكلة العرب تكمن بعدم وجود مشروع عربي نهضوي تحرري من قبل الأنظمة الحاكمة التي أصبحت أولويتها إرضاء القيادة الأمريكية وتنفيذ رغباتها.
ودعا الفلاحات الشعوب العربية والشعب الأردني لإظهار الدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية في حربها ضدّ العدوّ الصهيوني باعتبارها السبيل لدحر الاحتلال.
ذياب: الغرب يكيل بمكيالين، وطوفان الاقصى رسالة للمهرولين للتطبيع
وقال أمين عام حزب الوحدة الشعبية، الدكتور سعيد ذياب، إن عملية طوفان الاقصى تؤسس لمرحلة جديدة في الصراع العربي الاسرائيلي، وسيكون لها تداعيات على معركة التحرير الكبرى، مشيرا إلى أنها ذكّرتنا بمعارك العبور في اكتوبر وحرب تشرين ومعركة الكرامة الخالدة التي هزمت العدو الصهيوني وأجبرته على الاستسلام.
وأضاف ذياب لـ الاردن24 أن العملية أدخلت الفرح إلى قلب كلّ أحرار العالم، وكانت رسالة واضحة للمهرولين نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني والذين راهنوا على موت القضية الفلسطينية، وأثبتت أن الصراع مع العدوّ الصهيوني هو صراع وجود وهزيمة محققة لكل من راهن على أمريكا واسرائيل، وستؤسس لمرحلة جديدة تعلّم المراهقين في السياسة أن الشعوب لا تموت.
وأكد ذياب أن الدعم الدولي والأمريكي الذي أعلنت عنه الدول الغربية يؤكد أن هذا الكيان هو مشروع استعماري تم تكوينه من قبل القوى الاستعمارية لتنفيذ السياسات التي سار عليها الغرب، ولذلك نجده داعما مؤيدا لكل المجازر التي قام بها الاحتلال.
وأشار ذياب إلى أن هذا الدعم يؤكد أن الغرب يكيل بمكيالين، حيث يتباكى على القتلى الصهاينة والقتلى في اوكرانيا، وبنفس الوقت يدعم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وقال ذياب إن الأنظمة العربية تثبت عند كل موقف تبعيتها للأجنبي، وتتناقض مع ذاتها في كلّ موقف، ولا تخفي دعمها لهذا الكيان من خلال تطبيع العلاقات وقمع الشعوب المناهضة للصهيونية، مشددا على أن الصمود الذي أظهره الغزيون يفرض على كلّ العرب وقف كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال.
رمضان: طوفان الاقصى جاءت في توقيت حساس ودقيق
وقال مقرر لجنة فلسطين في مجلس الأعيان، المهندس خالد رمضان، إن التاريخ والأجيال ستسجل تاريخ 7 اكتوبر في تاريخ العالم، مؤكدا على حقّ الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه.
وأضاف رمضان لـ الاردن24 إن عملية طوفان الأقصى أظهرت امكانيات المقاومة الفلسطينية وقدرتها على التخطيط، لافتا إلى أن محاولة اظهار العملية بأنها فشل استخباري للاحتلال فيه تقليل من قدرات المقاومة العسكرية.
وقال رمضان إن العملية جاءت في مرحلة حساسة ودقيقة جدا، وهو توقيت تنفيذ صفقة القرن، والوقت الذي حاول فيه وكلاء الصهاينة والغرب اظهار الأردن وفلسطين وكأنها مهزومة وأن على الدولتين تنفيذ ما يُملى عليها، لكن الشعب الفلسطيني انتفض كالعنقاء بوجه هؤلاء المرتزقة وتحرك شعبيا.
وأكد رمضان ضرورة أن ندرك بأن أساس كلّ ما يحدث في الاقليم هو القضية الفلسطينية، وأن نفهم بأنه لا يوجد حلول سياسية دائمة، ونحن الآن في مرحلة اعادة بناء وسيكون لما يحصل في فلسطين دور في ذلك.
وشدد رمضان على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الداخلية في الأردن، ولا يمكن القفز عنها، وأن وكلاء المشروع الأمريكي والصهيوني لا يُنتظر منهم أي ردّة فعل.
الحوارات: نفاق دولي.. والدعم العربي أصبح ذكريات!
من جانبه، فتح المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات النار على ازدواجية معايير المجتمع الدولي، قائلا إن هناك "نفاقا في تطبيق القانون الدولي من قبل الغرب، حيث أن الكيان الصهيوني يحاصر قطاع غزة منذ (17) عاما، كما أن الكيان لم يتوقف عن ارتكاب المجازر بحقّ الفلسطينيين دون أن تحرّك دولة ساكنا.
وأضاف الحوارات لـ الاردن24 أن ما قامت به القوى الفلسطينية جاء نتيجة الضغط والحصار الذي ولّد هذا الانفجار، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يغمض عيونه عن كلّ الممارسات الاسرائيلية، بل ويعتبر الكيان الصهيوني "أنموذجا للديمقراطية والسلام" فيما يرى الشعب الفلسطيني "ارهابيّا"، وهذه نظرة تخالف الواقع تماما.
وقال الحوارات: طالما أن المجتمع الدولي ينظر بهذه الطريقة للقضية الفلسطينية ولا يريد أن يغير هذه النظرة، وطالما أنه لم يقدم حلّا لإقامة الدولة الفلسطينية امتثالا للقرارات الدولية الصادرة بهذا الخصوص، فستبقى المقاومة تحمل المشروع التحرري الوطني وذلك انطلاقا من حقّها وحقّ الانسان في الدفاع عن نفسه وأرضه.
ولفت الحوارات إلى أن "المقاومة لا يضيرها غياب الدعم العربي الذي أصبح عبارة عن ذكريات"