jo24_banner
jo24_banner

استهدافهم دليل فشل الاحتلال - أطفال غزة.. براءة مزقتها الصواريخ بعد أن أنهكها الحصار

استهدافهم دليل فشل الاحتلال  أطفال غزة.. براءة مزقتها الصواريخ بعد أن أنهكها الحصار
جو 24 :
 

كل يوم يتكشّف عن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة مشاهد مروعة ومؤلمة، بفعل المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين، ولاسيما الأطفال والنساء، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.

مشاهد كثيرة لأطفال ورضع تهشمت رؤوسهم، وآخرين اخترقت الشظايا أجسادهم الصغيرة ومزقتها، بفعل القصف الهمجي التي طال منازل المدنيين في القطاع، مخلفًا 3785 شهيدًا، منهم 1524 طفلًا و1000 سيدة.

وحطمت صواريخ الاحتلال أحلام هؤلاء الأطفال البريئة وذكرياتهم، وتركت بصماتها شاهدة على مدى إجرام وبشاعة هذا الاحتلال الغاشم، في مشهد تجاوز جرائم الحرب إلى ارتكاب إبادة جماعية.

ويعاني الأطفال معاناة مضاعفة، بسبب العدوان المستمر، وقطع الماء والغذاء والكهرباء، والذي أنهكمهم، وأثر على نفسياتهم.

ويمثل استهداف المدنيين، وخاصة الأطفال انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف الرابعة وللبرتوكول الاختياري الثاني الملحق باتفاقيات جنيف، والتي توفر حماية للأطفال في النزاعات المسلحة، كونهم من المدنيين والفئات التي لا تشارك في الأعمال الحربية، وهي جرائم حرب وضد الإنسانية.

إبادة جماعية

نائبُ مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان بغزة سمير زقوت يقول إن ما يجري في قطاع غزة من مجازر إسرائيلية بحق المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء تجاوز فكرة جرائم الحرب إلى ارتكاب إبادة جماعية للجنس البشري في هذه المنطقة من العالم، بمشاركة أمريكا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا.

ويضيف زقوت، في حديث لوكالة "صفا"، "كنا في السابق نناشد المجتمع الدولي ونتهمه بالتواطؤ مع الاحتلال وبازدواجية المعايير، لكن اليوم يظهر بكل وقاحة أنه الشريك في هذه الجريمة بحق شعبنا".

ويرى أن ما يجري عملية إبادة جماعية بكل معنى الكلمة، ليس فقط بقصف البيوت السكنية والمباني على رؤوس ساكنيها واستهداف الأطفال والنساء، ولا باستهداف المنشآت والأعيان المدنية والمستشفيات، بل بمنع أي إمداد يشكل أساسًا للحياة في القطاع، كالوقود والغذاء والكهرباء والدواء.

ويتعمد الاحتلال- كما يوضح زقوت- استهداف الأطفال في عدوانه على القطاع، ما يدلل على فشله في تحقيق أي هدف عسكري، فهو يحاول جعل الكلفة الإنسانية عالية، وزيادة العبء على كاهل السكان، وكأنه بهذه الطريقة يريد أن ترفع المقاومة الراية.

ويتابع "هذا العالم ظالم وشريك في جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بغزة، لأن ما يُرتكب يرتقى لجرائم حرب وضد الإنسانية، ويشكل تطهيرًا عرقيًا وإبادة للجنس البشري".

ويبين أن "إسرائيل" أظهرت بوحشيتها وإجرامها بحق الأطفال والنساء وارتكابها مجزرة مستشفى المعمداني، وجهًا بشعًا وقبيحًا لا إنسانيًا، في وقت تحاول فيه نزع صفة الإنسانية عن غزة وأهلها، وشيطنتها لتبرير جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق المدنيين في القطاع.

ووفقًا لزقوت، فإن "الأفعال الانتقامية محظورة بالقانون الدولي وتشكل جرائم حرب في حد ذاتها، لكن العالم الغربي منحاز وشريك في ارتكاب الجرائم بغزة، ويحاول تبرير أي شيء واختلاق القصص والروايات الكاذبة والمضللة لإبادة غزة".

ويشير إلى أنه لا يمكن الحديث عن قاعدة من قواعد القانون الدولي ما زالت قائمة ومحترمة، في ظل استهداف سيارات الإسعاف والمسعفين والأطفال وقطع المياه، مضيفًا "هذا سلوك بربري، لا يمس للحضارة الإنسانية بأي صلة ولا بالقانون الدولي".

ويتابع أن "الحرب على قطاع غزة سينتهي بهزيمة إسرائيل، لأن كل ما تقوم به مجرد عملية انتقام من المدنيين، وفي النهاية ستضع الحرب أوزارها وتكتشف أن هذه الدولة كم هي هشة".

غياب العقاب

ولم يتوان جيش الاحتلال عن استخدام كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا بما فيها الفسفور الأبيض والبراميل المتفجرة، من أجل قتل المدنيين الفلسطينيين وقصف المناطق المأهولة بالسكان خلال عدوانه المتواصل على قطاع غزة.

وأكدت منظمة العفو الدولية، استخدام "إسرائيل" قنابل الفوسفور الأبيض في قصفها قطاع غزة المكتظ بالمدنيين، لافتة إلى أن مختبر أدلة الأزمات لديها جمع أدلة توثق استخدام الوحدات العسكرية الإسرائيلية لقذائف الفوسفور الأبيض في قصفها للقطاع.

وبهذا الصدد، يقول زقوت إن استخدام "إسرائيل" للأسلحة المحرمة دوليًا يأتي في ظل استمرار عدم محاسبتها وملاحقتها، فهي لم تخشى المحاسبة والعقاب.

و"من الواضح أن 75 عامًا من الحصانة والحماية ضد أي ملاحقة ومسائلة لإسرائيل، شجعها على ارتكاب كل ما هو محظور، بل وأن تعلن ارتكابها ذلك"، وفق زقوت.

ويتابع أن "الذي يسمح لها بإبادة أحياء سكنية بالكامل في قطاع غزة، وتدمير المباني على رؤوس ساكنيها يسمح لها باستخدام الفسفور الأبيض وغيره من الأسلحة المحرمة دوليًا، وخاصة في الأماكن المكتظة بالسكان".

ويناشد زقوت العالم وكل صاحب ضمير حر بالتحرك العاجل وقبل فوات الأوان لوقف الحرب على غزة، وإنهاء الحصار والسماح بإمداد القطاع بالوقود والمساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، وإلا فإنه سيصمت للأبد.

و"لا يمكن استمرار الصمت العالمي على ما يجري في غزة، وما يُرتكب من جرائم بشعة بحق الأطفال والنساء خصوصًا، كما أن الدول العربية لن تحتمل أن تتحرك جماهيرها وأن تبقى صامتة"، وفق زقوت.

ويضيف "نحن نعمل بكل أدواتنا ونرسل الرسائل والبيانات للجهات والمؤسسات الدولية والحقوقية من أجل إطلاعها على جرائم الاحتلال في غزة والعمل على وقفها، رغم صعوبة إمكانياتنا وظروفنا الناتجة عن انقطاع الكهرباء والإنترنت".

ويؤكد أن قدرتهم على توثيق جرائم الاحتلال بالصوت والصورة وبكل المعطيات أمر مهم للانتصار في المعركة الحاسمة مستقبلًا، كي يُساقوا قادة الاحتلال إلى المحاكم الدولية كمجرمي حرب.

صفا
 
تابعو الأردن 24 على google news