الأب نيقولا شاهين الفلسطيني: "حالات مستعصية" يشفيها بالطب الشعبي
جو 24 : ينهمك رجل الدين المسيحي الفلسطيني الاب نيقولا شاهين في معالجة مرضى يأتونه من مختلف الاراضي الفلسطينية واسرائيل، مستندا الى خبرة اكتسبها من والده وكتب قديمة تتحدث عن التطبب بالاعشاب.
بعدما ينهي عمله مدرسا للتعليم الديني المسيحي في مدرسة وسط مدينة رام الله، يعود الى منزله في عين عريك القريبة، ليجد عددا كبيرا من المرضى في انتظاره. فيعالجهم مجانا، معتمدا على الطب الحديث، الى جانب الطب الشعبي.
محمد مصباح جاءه ذلك اليوم وهو يتمايل من شدة الالم في الجهة اليسرى من خلفيته. منذ اكثر من 6 شهور، بدأ يشعر بهذا الالم. ويقول انه قصد اطباء عديدين في عياداتهم الخاصة، ومنهم من قال له انه يعاني "الديسك"، وآخرون انه يحتاج الى عملية جراحية. بسرعة، يدقق الخوري نيقولا في صور الاشعة التي كانت بحوزة مصباح، ويسأله: "هل تعرضت لحادثة سقوط؟". يسكت مصباح (50 عاما) قليلا، وهو يحدق بالخوري، ثم يقول: "نعم، تعرضت لحادثة سقوط قبل 20 عاما، وتعافيت منها بعد ايام قليلة. غير انني لم اشعر بهذا الالم الا قبل 6 شهور".
اي من الاطباء الذين استشارهم لم يلاحظ حادثة السقوط هذه، يقول مصباح. لحظات ويخرج الاب نيقولا من مكتبته علبة فيها معجون من الاعشاب، ويطلب من مصباح النوم على جنبه. بعد ان يتحسس نقاطا في قدمه اليسرى، يضع المعجون، ويشعله دقائق، ثم يطلب من مريضه ان يهتم بمكان الحرق.
هذه المهنة "الانسانية"، على ما يصفها، اكتسبها من والده الذي توفي عن 100 عام. في ذاكرته، عشرات القصص عن حالات مستعصية عالجها وكان اصحابها يعانون العقم، او التهابات الطحال، او فتق في المعدة، او الشلل النصفي، مشيرا الى انهم كانوا يعودون اليه بعد الشفاء، فقط لشكره.
ويروي كيف عالج بالتدليك مريضا جاءه من الناصرة وكان في هزال شديد. وبعد انتهاء العلاج، اراد الرجل كشف هويته. فاذ به يعرف عن نفسه انه مسؤول قسم جراحة القلب في مستشفى "هداسا" في اسرائيل. "عاد هذا الطبيب اليّ بعد اسبوعين ليشكرني، وجلب معه شخصا آخر تبين انه مسوؤل التأمين الوطني في اسرائيل"، يقول نيقولا.
في معظم الحالات، لا يعتمد نيقولا على الطب الشعبي والكيّ فقط، بل يطلب من مرضاه فحوصا معينة وصور اشعة. ويكفي البقاء لوقت قليل معه لمشاهدة حالات متعددة ومختلفة يقصده اصحابها من مناطق شتى طلبا للعلاج، بعدما يئسوا من الاطباء، وبعدما اصبح الاب نيقولا ذائع الصيت في بلاده.
و.ص.ف
بعدما ينهي عمله مدرسا للتعليم الديني المسيحي في مدرسة وسط مدينة رام الله، يعود الى منزله في عين عريك القريبة، ليجد عددا كبيرا من المرضى في انتظاره. فيعالجهم مجانا، معتمدا على الطب الحديث، الى جانب الطب الشعبي.
محمد مصباح جاءه ذلك اليوم وهو يتمايل من شدة الالم في الجهة اليسرى من خلفيته. منذ اكثر من 6 شهور، بدأ يشعر بهذا الالم. ويقول انه قصد اطباء عديدين في عياداتهم الخاصة، ومنهم من قال له انه يعاني "الديسك"، وآخرون انه يحتاج الى عملية جراحية. بسرعة، يدقق الخوري نيقولا في صور الاشعة التي كانت بحوزة مصباح، ويسأله: "هل تعرضت لحادثة سقوط؟". يسكت مصباح (50 عاما) قليلا، وهو يحدق بالخوري، ثم يقول: "نعم، تعرضت لحادثة سقوط قبل 20 عاما، وتعافيت منها بعد ايام قليلة. غير انني لم اشعر بهذا الالم الا قبل 6 شهور".
اي من الاطباء الذين استشارهم لم يلاحظ حادثة السقوط هذه، يقول مصباح. لحظات ويخرج الاب نيقولا من مكتبته علبة فيها معجون من الاعشاب، ويطلب من مصباح النوم على جنبه. بعد ان يتحسس نقاطا في قدمه اليسرى، يضع المعجون، ويشعله دقائق، ثم يطلب من مريضه ان يهتم بمكان الحرق.
هذه المهنة "الانسانية"، على ما يصفها، اكتسبها من والده الذي توفي عن 100 عام. في ذاكرته، عشرات القصص عن حالات مستعصية عالجها وكان اصحابها يعانون العقم، او التهابات الطحال، او فتق في المعدة، او الشلل النصفي، مشيرا الى انهم كانوا يعودون اليه بعد الشفاء، فقط لشكره.
ويروي كيف عالج بالتدليك مريضا جاءه من الناصرة وكان في هزال شديد. وبعد انتهاء العلاج، اراد الرجل كشف هويته. فاذ به يعرف عن نفسه انه مسؤول قسم جراحة القلب في مستشفى "هداسا" في اسرائيل. "عاد هذا الطبيب اليّ بعد اسبوعين ليشكرني، وجلب معه شخصا آخر تبين انه مسوؤل التأمين الوطني في اسرائيل"، يقول نيقولا.
في معظم الحالات، لا يعتمد نيقولا على الطب الشعبي والكيّ فقط، بل يطلب من مرضاه فحوصا معينة وصور اشعة. ويكفي البقاء لوقت قليل معه لمشاهدة حالات متعددة ومختلفة يقصده اصحابها من مناطق شتى طلبا للعلاج، بعدما يئسوا من الاطباء، وبعدما اصبح الاب نيقولا ذائع الصيت في بلاده.
و.ص.ف