jo24_banner
jo24_banner

محمد أبو لولي.. أطفال غزة بين الصدمة والأمل والتأهيل النفسي

محمد أبو لولي.. أطفال غزة بين الصدمة والأمل والتأهيل النفسي
جو 24 :

من منا لم يشاهد فيديو الطفل الفلسطينيمحمد أبو لوليوالذي وصل إلى المستشفى وهو في حالة من الصدمة والرعب وأطرافه ترتجف من الخوف والهلع؟

وذلك بعد أن قصف الاحتلال الإسرائيلي المنطقة التي يسكن فيها في رفحبقطاع غزة. حينها حاول الطبيب تهدئة روعه وتخفيف هول الصدمة عليه.

 

الصحفي عبد الله العطار هو من صور حال محمد التي وصل بها إلى المستشفى، ثم عاد عبد الله ونشر مقطع فيديو آخر للطفل بعد عدة أيام وعلق عليه قائلا "كما كُنا نمارس واجبنا المهني في نقل الصورة، لم ننس يوما أن نُمارس واجبنا الإنساني. وبفضل الله أعدنا البسمة على شفاه الطفل محمد أبو لولي".

وأضاف العطار "الكثير منكم سألني عن أحوال محمد أبو لولي من رفح، الطفل الذي هزت رعشة جسده الصغير روح كل من لديه ضمير حي، محمد أصبح لاجئا في إحدى مراكز الإيواء وهو بخير مع عائلته، فليشهد العالم أن أطفالنا لا يزالون يبتسمون ويسعدون لأبسط الأشياء، رغم الجراح التي تغطي أجسادهم الصغيرة وأرواحهم الجميلة".


الفيديو أظهر الطفلَ وهو بصحة جسدية ونفسية جيدة والابتسامة على وجهه، ويلعب مع المصور وشخصيات كرتونية.

وسرعان ما شهد المقطع الجديد لمحمد الكثير من التفاعلات الإيجابية بين رواد منصات التواصل.

البعض قال إن مشهد محمد لم يفارقهم منذ أن شاهدوا الفيديو، وآخرون أشادوا بالدور الذي يقوم به القائمون على مراكز الإيواء، كما تساءل البعض عن الوضع النفسي لمحمد خلال حياته.





ردود الأفعال التي رصدتها الجزيرة نت أثارت التساؤل حول أهمية التأهيل النفسي السريع للأطفال، خاصة أن التعرض المباشر لمشاهد الموت والقتل ومشاهد الدمار وغيرها، يترك آثارا نفسية ووجدانية تعيش معهم طوال حياتهم.

وللإجابة عن هذا السؤال تواصلت الجزيرة نت مع المختص النفسي الدكتور عامر الغضبان، الذي قال إن هذه المواقف التي تحدث في الحروب ويمر بها الإنسان الكبير والصغير والتي يشعر فيها الإنسان بالخطر القريب والعجز الكامل، هي التي تسمى "الصدمة".

ومن أهم آثار الصدمة، حالة الفزع الشديد والارتجاف وتسارع ضربات القلب والذهول وغيرها من الآثار.

وأضاف الدكتور عامر أن هناك آثارا بعيدة المدى في حالة لم يتلق الطفل العلاج النفسي، مثل الآثار الاجتماعية والاكتئاب والقلق وبطؤ في النمو العام للطفل.

وأشار إلى أن هناك 3 مسارات للرعاية المطلوبة في حالات الحروب والكوارث، المسار الأول وهو الإسعاف النفسي، وله تأثير كبير في حياة الطفل، والمسار الثاني هو الرعاية الاجتماعية، ويقدم الرعاية المناسبة لنصف ضحايا الأزمات.


أما المسار الثالث فهو الرعاية المتقدمة، التي يقدمها المختصون النفسيون، ولها تأثير كبير في حياة الطفل على المدى البعيد، وتجعل الطفل إنسانا سويا في المستقبل قادرا على التكيف.

وفي حالة الطفل محمد وغيره من أطفال غزة قال الدكتور عامر إن من أهم عوامل الطمأنينة لدى الطفل نقله إلى مكان آمن، وتقديم الرعاية والمواساة له في الكلام، وتقديم الحنان عن طريق التلامس الجسدي.
 
وأضاف المختص النفسي أن منطقة مثل غزة تتعرض لحروب متتالية تجعل الطفل يفتقد الشعور بالأمن، وهنا يكون دور ثقافة الشعب المحاصر؛ حيث تكون له نظره خاصة عن وضعه ومأساته.

وتكون هنا المسؤولية ليست فقط على الأطباء والمختصين النفسيين، وإنما يشاركهم المسؤولية مثل شيوخ الدين والوجهاء والمؤسسات، وفقا للدكتور عامر الغضبان.

المصدر:الجزيرة+مواقع التواصل الاجتماعي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابعو الأردن 24 على google news