jo24_banner
jo24_banner

الملكة رانيا تنتقد ازدواجية معايير الغرب: هل قتل عائلة بالرصاص خطأ، لكن قصفهم حتى الموت مقبول؟!!

الملكة رانيا تنتقد ازدواجية معايير الغرب: هل قتل عائلة بالرصاص خطأ، لكن قصفهم حتى الموت مقبول؟!!
جو 24 :


قالت الملكة رانيا العبدالله، الثلاثاء، إن هناك "ازدواجية صارخة في المعايير" إذ يدين العالم الغربي هجوم حماس في 7 أكتوبر لكنه لا يدين القصف الإسرائيلي على غزة أو يدعو إلى وقف إطلاق النار.

وفي مقابلة عبر شبكة CNN مع كريستيان أمانبور، قالت الملكة رانيا "إن الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن، يشعرون بالصدمة وخيبة الأمل من رد فعل العالم على هذه الكارثة التي تتكشف".

وقالت الملكة رانيا في حديثها: "لا يمكنني أن أصف لك عمق الأسى والألم والصدمة التي نشعر بها هنا في الأردن، جميعنا متحدون في هذا الحزن، بصرف النظر عن أصولنا، نحن لا نستطيع تصديق الصور التي نراها كل يوم من غزة، نحن نشاهد هذه الصور ونحن ذاهبون للنوم ونستيقظ عليها. لا أعرف كيف كأم.. لقد شاهدنا أمهات فلسطينيات اضطررن إلى كتابة أسماء أطفالهن على أيديهم لأن احتمالية قصفهم حتى الموت وتحول أجسادهم إلى جثث مرتفعة جدا".

وتابعت بالقول: "أريد أن أذكر العالم أن الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن مثل أي أم في العالم، واضطرارهن إلى أن يواجهن ذلك لا يصدق. وبشكل متساو، أعتقد أن الناس في كل أنحاء الشرق الأوسط، بما فيها الأردن، نحن نشعر بالصدمة والإحباط من رد فعل العالم لهذه الكارثة التي تتكشف".

وأشارت الملكة رانيا إلى أنه "في الأسبوعين الماضيين، شاهدنا معايير مزدوجة صارخة في العالم. عندما حدث ما حدث في السابع من أكتوبر، العالم -بشكل فوري وواضح- وقف إلى جانب إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها وأدان الهجمات التي حدثت. لكن ما نشاهده في الأسبوعين الماضيين، نشاهد صمتا من العالم، الدول توقفت فقط عند إبداء قلقها أو الإقرار بالضحايا ولكن دائما مع إعلان الدعم لإسرائيل. هل يتم إخبارنا بأنه من الخطأ قتل عائلة بأكملها بالرصاص ولكن من المقبول قصفهم حتى الموت، يوجد معايير مزدوجة صارخة هنا، والأمر صادم للعالم العربي، هذه أول مرة في التاريخ الحديث التي يحدث فيها مثل هذه المعاناة الإنسانية والعالم لا يطالب حتى بوقف إطلاق النار".

وأكدت الملكة رانيا أن "الصمت يصم الآذان، وبالنسبة للكثيرين في منطقتنا يجعل العالم الغربي متورطا، عبر الدعم والغطاء الذي يمنحونهما لإسرائيل التي تحاول الدفاع عن نفسها، الكثيرون في العالم العربي ينظرون إلى العالم الغربي ليس فقط على أنهم يتحملون ذلك بل يدعمونه أيضا. وهذا أمر شنيع ومحبط للغاية بالنسبة لنا".

وقالت الملكة رانيا العبدالله، إن "الأردن موقفه بشكل واضح للغاية. نحن ندين قتل أي مدني، سواء كان فلسطينيا أو إسرائيليا. هذا هو موقف الأردن الأخلاقي والمعنوي. وهو أيضًا موقف الإسلام".

وأشارت الملكة رانيا إلى أن "الإسلام يدين قتل المدنيين، وكما ذكر زوجي مؤخراً، فإن "العهدة العمرية" الذي صدر على أبواب القدس قبل 15 قرناً، أي قبل اتفاقيات جنيف بألف عام، يأمر المسلمين بعدم إيذاء امرأة وعدم قتل الأطفال أو كبار السن وعدم تدمير شجرة أو إيذاء كاهن. لذا، هذا ما نعتقد أنها قواعد الاشتباك في وقت الحرب. ولكن يجب أن تُطبق على الجميع".

وتابعت بالقول: "نعم، كانت هناك الصدمة وهناك الإدانة. ولكن لماذا لا توجد إدانة متساوية لما يحدث الآن؟ أريد فقط أن أؤكد أن هذا الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر، رغم أنه يتم تصويره على أنه كذلك".

وشددت الملكة رانيا على أن "معظم الشبكات تغطي القصة تحت عنوان "إسرائيل في حالة حرب". ولكن بالنسبة للعديد من الفلسطينيين، على الجانب الآخر من الجدار العازل، على الجانب الآخر من الأسلاك الشائكة، لم تغادر الحرب أبدًا، هذه قصة عمرها 75 عامًا، قصة الموت الغامر والتهجير للشعب الفلسطيني. إنها قصة احتلال في ظل نظام الفصل العنصري الذي يحتل الأراضي ويدمر المنازل ويصادر الأراضي، هناك توغلات عسكرية وغارات ليلية".

كما أكدت الملكة رانيا أن "سياق القوة الإقليمية المسلحة النووية التي تحتل وتقمع وترتكب جرائم يومية موثقة ضد الفلسطينيين، مفقود من السرد"، مضيفة: "اسمحي لي فقط أن أؤكد على أن الفصل العنصري هو تسمية لم يطلقها العرب، بل من إسرائيليين ومنظمات حقوق الإنسان الدولية".

وتحدثت الملكة رانيا العبدالله عن الادعاءات بأن ما فعلته حماس جلب هذا الأمر على شعب غزة قائلة: "أنا لا أؤمن بقتل المدنيين. ولكن هذه قصة عنف مستمرة الآن لفترة طويلة. ويجب إدانة هذا العنف".

وأضافت: "ما نراه اليوم، وما يحتاج الناس إلى فهمه هو، نعم، تحت ستار الحق في الدفاع عن النفس، نحن نشهد أعمالًا وحشية. لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن ليس بأي وسيلة، ليس من خلال جرائم الحرب وليس من خلال العقاب الجماعي".

وتابعت بالقول: "6 آلاف شخص، مدنيون، قتلوا حتى الآن. 2400 طفل كيف يكون هذا دفاعًا عن النفس؟"، مشيرة إلى أننا "نشهد مذبحة على نطاق واسع باستخدام الأسلحة الدقيقة، لقد شهدنا خلال الأسبوعين الأولين القصف العشوائي على غزة. تم القضاء على عائلات بأكملها. أحياء سكنية سويت بالأرض".

وقالت الملكة رانيا: "لماذا عندما ترتكب إسرائيل هذه الفظائع، فإنها تأتي تحت شعار الدفاع عن النفس؟ ولكن عندما يكون هناك عنف من جانب الفلسطينيين، فإنه يُسمى إرهابًا على الفور؟ هل كلمة "إرهابي" محفوظة حصرًا للمسلمين والعرب فقط؟"

وأشارت الملكة إلى أنه "يوجد ازدواجية معايير حقيقية نشهدها هنا. وهناك أيضًا تناظر زائف نراه، لأن هؤلاء الناس في النزاع ليسوا متساوين، أحدهما محتل والآخر محتل. واحد لديه جيش، من بين الأقوى في العالم، والآخر ليس لديه جيش على الإطلاق".


 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير