الوجه الآخر لخطاب حسن نصر الله .. الغرب تنفس الصعداء ولكن ..
د. ذوقان عبيدات
جو 24 :
ما أن انتهى خطاب حزب الله حتى بدأت حملة شيطنة جديدة، قادها أعداء الحزب والمضلّلون
استخباراتيًا، ومخلصون خابت ظنونهم وتوقعاتهم من الخطاب، وانساقوا جميعًا في حملة غير مسبوقة ضد حزب الله وزعيمه، بل وضد المقاومة مستذكرين تخلي أنصار الحسين عنه في معركة كربلاء! وخلاصة الموقف: (مبغوضة وجابت بنت)!!
لكن أقول: لو صدر خطاب نصر الله من أي زعيم، أو حزب عالمي، أو عربي وقال عّشْرَ ما قاله نصر الله لعددناه بطولة خارقة تفوق التوقعات!!
(١ )
شبهات في الخطاب
لاحظت ثلاثة مواقف خطيرة جدًا
تحتمل تفسيرات سلبية: الأول؛
غياب مصطلح وحدة ساحات محور المقاومة تمامًا، حيث لم يذكر إطلاقًا ، وهذا "قد" يخفي نوايا واضحة في أنّ الحزب لن يتدخل في هذه المعركة، وأكثر من هذا أنه لجأ إلى ما تقوم به المقاومة في العراق واليمن، وهو يعرف ضآلة تأثير هذا التدخل!
والأمر الثاني؛ تركيزه منذ بداية الخطاب على أنّ حماس هي من خطّط، وأبدع ونفّذ، ولم يكن لأي أحد آخر أي دور!! فالمعركة فلسطينية بالكامل، وهذا موقف شبهة أيضًا لأنه يحتمل تفسيرات عديدة أحدها؛ هو من خطّط ونفّذ دون استشارتنا، وعليه أن يتحمل مسؤولية ما فعل، فلماذا نتدخل في معركة فلسطينية لسنا طرفًا فيها؟
والثالث؛ حين قال: نحن نتضامن مع المقاومة في غزة، وكلمة "تضامن" يمكن تفسيرها بمدلولات عديدة منها: أننا نتضامن سياسيًا، أو بالدعاء لكم،
أو كما تفعل الدول العربية التي تحولت إلى وكالات غوث ، أو كتضامن الدول الغربية في إرسال مستشفيات بحرية!
هذه مواقف بتقديري غامضة، وتحتاج تفسيرات خاصة إذا عزلناها عن سياق الخطاب!
هذه المواقف الثلاثة، إضافة إلى أنه لم يشفِ غليل توقعاتنا التي رأت أنّ تدخله سيقلب الأمور!
( ٢ )
الوجه الآخر للخطاب: أقل شعرة
من إعلان الحرب!
كان سياق الخطاب كله إيجابيّا، وهو حتى الآن برغم ما سبق، أقوى خطاب لفظي، وغير لفظي داعم لمقاومة الشعب الفلسطيني، فليس بحدود علمي أي موقف عربي، أو دولي، كان أكثر جرأة من خطاب نصر الله! فهو حتى الآن أقوى دعم تلقاه الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة؛ على الرغم ممّا ذكرت في البند الأول!
وأدلتي هي:
١-قال بأنّ الحزب تدخل منذ الثامن من أكتوبر ، وأن الحزب قدّم أكثر من ستين شهيدًا، وأن الجبهة أمس اشتبكت في جميع مناطقها! وأضاف؛ لن يبقى الأمر عند هذا الحد! وهذا يعني بوضوح أنّ توسع الحرب ما زال مطروحًا.
٢-وقال: إن جميع الخيارات مفتوحة، ولن نتردد في الذهاب إلى أيٍ منها! وهذا يعني أنه سيشارك في حرب مفتوحة!
٣-وقال: إن تدخلنا الواسع في الحرب مرهون بأمرين هما: تطور الموقف في غزة، وعدوان إسرائيل على لبنان! وهذا يدل بوضوح على أنه سيتدخل إن وصلت الأمور في غزة إلى خطّ أحمر معيّن. وبرأيي هدا، يمكن التحقق منه قريبًا جدّا.
٤- ليس من الحكمة أن يتصدى حزب الله لإعلان حرب شاملة من خلال خطاب تلفزيوني، أو يكشف عن معلومة مثل هذه مجانًا. ولا يمكن أن يقول مثل هذا أمام العالم من دون مقدمات.
٥-أوضح بقوة أن الأسطول الأمريكي لن يؤثر على قرار الحرب، وأنه أعدّ له العدّة! وذكّر الولايات المتحدة بهزائمها في بيروت وغير بيروت، وقال: إن من أخرجوكم من بيروت سنة١٩٨٢ ما زالوا أحياء وزادوا أولادًا وأحفادًا.
وأخيرًا، هل خذل حزب الله الجمهور العربي؟ الجواب: نعم.
و هل أفرح أعداء الحزب؟
الجواب: نعم وبشدة! وكانوا سيحبطون لو دخل الحزب هذه الحرب!!
ولكن! هل خذل أصدقاءه؟ الجواب: لست أدري وأميل إلى كلّا!
أعتقد بأنّ تقويم الخطاب، والموقف لم يحن بعد!
قالت نيويورك تايمز بعد الخطاب
رأيًا دقيقًا جدّا؛ توقف حسن نصر الله عند أقل من شعرة من إعلان الحرب الشاملة! فلننتظر هذه الشعرة التي لا حبل لنا سواها!!!