jo24_banner
jo24_banner

مؤرخ إسرائيلي يفند مزاعم اليهود في "أرض إسرائيل"

مؤرخ إسرائيلي يفند مزاعم اليهود في أرض إسرائيل
جو 24 :

يصدر في الأيام المقبلة في إسرائيل كتاب "كيف ومتى تم اختراع أرض إسرائيل" للمؤرخ الإسرائيلي التقدمي شلومو زند، صاحب كتاب "كيف ومتى تم اختراع الشعب اليهودي"، ويفند الكتاب بإثباتات علمية وتاريخية عدم وجود مصطلح "أرض إسرائيل" في التاريخ بمفهومه اليوم، وبذلك يكون قد فند البدعة التي ارتكزت عليها الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر، وكانت مقدمة لاحتلال فلسطين التاريخية.


والبروفيسور شلومو زند، هو مؤرخ ومحاضر للتاريخ في جامعة تل أبيب، وقد تلقى في الأيام الأخيرة تهديدات واضحة بالقتل، ومغلفا فيه مسحوق أبيض، وقال في مقابلة مطولة مع صحيفة "هآرتس" نشرت أمس الجمعة، إنه يتلقى تهديدات بالقتل بشكل دائم، كما أنه يلقى معاملة فظة من زملائه في الجامعة، ومنهم من يتجاهل وجوده.


وكان زند قد أصدر قبل نحو أربعة أعوام كتاب "كيف ومتى تم اختراع الشعب اليهودي"، وقبل أقل من عامين صدر باللغة العربية، ويباع في مكتبات الأردن، كما أن الكتاب صدر حتى الآن بـ 16 لغة، وهو قيد الترجمة لأربع لغات أخرى بينها الصينية، وفند فيه زند وجود "شعب يهودي" في التاريخ وفي العالم اليوم، ويقول زند، "إنه على مر ألفي عام لم يكن اليهود شعبا، إذ لم تربطهم سوى الثقافة الدينية، وحتى اللغة بينهم كانت مختلفة، وهي لغات الأوطان التي كانوا يعيشونها.


ويقول في المقابلة، إنه شعر بنقص في كتابه حول "الشعب اليهودي"، وكان بالأساس في ما يتعلق ببدعة "أرض إسرائيل".


وبطبيعة الحال، فإن كتابه الاول أثار ضجة كبيرة في الأوساط الإسرائيلية والصهيونية، إلا أن زند يتنقل في جميع أنحاء العالم ويقدم المحاضرات الجامعية حول كتابه السابق وكتابه الجديد.
ويتوصل البحث الذي أجراه زند، تمهيدا لإصدار كتاب "كيف ومتى تم اختراع أرض إسرائيل"، إلى أن الفكرة الأولى لجعل فلسطين التاريخية وطنا لليهود، ظهرت ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، لدى طائفة مسيحية متزمتة في شمال بريطانيا، تمسكت بمقولة وردت في التوراة، تقول إن المسيح سيأتي إلى العالم بعد أن يتجمع كل اليهود في هذه البقعة التاريخية من الأرض (فلسطين التاريخية).


ويؤكد زند في كتابه أن الأمر لم يكن مطروحا بين أبناء الديانة اليهودية في العالم، وقد تمسكت الصهيونية مع نشوئها في نهاية التاسع عشر بهذه البدعة، وحتى أن هناك من اقترح في تلك المرحلة الاستيطان في أوغندا وليس في فلسطين.


ويتعمق زند في كتابه الذي سيصدر قريبا باللغتين العبرية والعربية، في الشأن الديني، ويتبنى أبحاثا عالمية قالت إن التوراة اليهودية، ورغم أنها تتحدث عن أحداث تعود إلى خمسة آلاف وثلاثة آلاف عام، إلا أنها كتبت ما بين 500 عام و300 عام قبل الميلاد، ومنها ما استكملت كتابته بعد الميلاد.

 
كما يثبت زند في كتابه عدم علاقة الشخصيات اليهودية التي تستند اليها اليهودية كشخصيات أولى لها، من أنبياء ورسل، عن أرض كنعان (فلسطين التاريخية)، ويقول، إن تسمية هذه البلاد في التوراة كان "كنعان"، وفي فترة ظهور السيد المسيح، أو حسب التسمية العبرية لتلك الفترة "فترة الهيكل الثاني" كان اسمها أرض يهودا، أما تسمية "أرض إسرائيل"، الأولى ظهرت في التلمود، بعد أن أطلق الرومانيون على هذه البلاد اسم "سورية- فلسطين"، وكانت هذه البلاد تمتد من جنوب مدينة عكا (بمعنى حيفا اليوم) وحتى شمال عسقلان (قريب من قطاع غزة)، ولم تشمل هذه البقعة من الأرض القدس والخليل، وقال، إن قليلين يعترفون بهذه الحقيقة، لأنه لم تكن في التاريخ مملكة يهودية موحدة.
ويقول زند في كتابه، إن اسم "أرض إسرائيل" هو أحد التسميات الكثيرة التي وردت في التاريخ على هذه البلاد، ولكن ما دفع تلك الطائفة في بريطانيا للاستناد إلى تلك التسمية، هو ورودها في سفر متّى من الإنجيل.


ويروي زند في كتابه، أن المتدينين اليهود في أنحاء العام وعلى مر قرون، رفضوا الهجرة إلى فلسطين كي لا يدنسوها بكثرة التواجد السكاني والازدحام، لتبقى جاهزة إلى حين مجيء المسيح لأول مرة إلى العالم، وكانت طيلة الوقت فتاوى دينية تحرّم الهجرة إلى فلسطين، إلى أن جاءت الصهيونية، التي على الرغم من طابعها العلماني تمسك ببدعة "أرض إسرائيل"، لتجميع اليهود في هذه البقعة من الأرض، بزعم الهرب من المضايقات التي واجهوها في أوروبا، حتى قبل ظهور النازية.


كما يتعمق زند فلسفيا بتسميات شعوب العالم، ويورد أمثلة على الشعوب الأوروبية، ويقول أيضا إن تسمية الشعب الفلسطيني جاءت في أعقاب الصهيونية، لأن الفلسطينيين هم عرب كباقي شعوب المنطقة، يعيشون في فلسطين منذ مئات السنين. ويقتبس زند في المقابلة، ما قاله عنه، من بات رئيسا لتونس منتصف المرزوقي، "علينا أن نحيي زند، وعلينا أيضا أن نكتب كتابا عن ولادة العرب".


ويروي زند في كتابه تفاصيل عن محطات حياته، خاصة شهادته على جرائم حرب ارتكبها جنود الاحتلال، ويروي أنه ولد في أحد معسكرات الناجين من المحرقة اليهودية في النمسا العام 1946، وكان والده شيوعيا، وهكذا العائلة كلها، وهاجر مع عائلته في العام 1948 الى فلسطين، ولحق بوالده وهو فتى لينضم إلى صفوف الشبيبة الشيوعية، ولكنه خرج من الحزب في العام 1968، في أعقاب توغل الجيش السوفييتي في تشيكوسلوفاكيا، لينضم إلى الحركة التروتسكية (ماركسية) وتدعى في إسرائيل "الشرارة".


ولكن المثير في هذه التفاصيل، أنه خدم في العام 1967 في جيش الاحتلال، في عدوان حزيران (يونيو) وكان يخدم في أحد المعسكرات في أريحا، وشاهد بأم عينه كيف أن "أصدقاءه الجيدين" من الجنود انهالوا على معتقل فلسطيني مسن، بالتعذيب حتى الموت، من باب الاستبداد، ويقول رأيت ما يجري عن بعد، ولكن الشعور بالذنب ما يزال يلاحقني، ويطالني جزء من تهمة مجرم حرب، لأنني رأيت ولم أفعل شيئا لأمنع الجريمة. الغد

تابعو الأردن 24 على google news