jo24_banner
jo24_banner

إليك 10 كتب مهمة تعرفك بالقضية الفلسطينية

إليك 10 كتب مهمة تعرفك بالقضية الفلسطينية
جو 24 :
مع اندلاع الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، وجد صغار السن من الأجيال الأحدث أنفسهم أمام قضية لم يعاصروا أيًّا من أحداثها العظام، بعضهم لم يعرف بعد كيف هُجِّر الفلسطينيون قسرا من أراضيهم قبل أكثر من 75 عاما، والبعض الآخر ربما كان غافلا عن المجازر التي ارتُكبت في الماضي والجذور التاريخية التي أدت إلى الوضع الحالي.

 

لهذا، نقدم لكم في "ميدان" قائمة بعشرة كتب مهمة ناقشت القضية الفلسطينية، وهي قائمة تغطي الفترة التاريخية الممتدة من أواخر القرن التاسع عشر وحتى الحقبة المعاصرة، وذلك من أجل رؤية شاملة تتناول تاريخ الصراع وتقرأ تطوراته المعقدة التي انعكست على الواقع الذي نطالعه اليوم.

 

 
في كتاب "حرب المئة عام على فلسطين" (1) الصادر عن "الدار العربية للعلوم ناشرون" عام 2021، يصطحبنا المؤرخ الفلسطيني الأميركي رشيد الخالدي في رحلة داخل مكتبة عائلة الخالدي العتيقة بحي القدس، التي احتوت على عشرات الكتب والمؤلفات والمخطوطات القديمة التي يصل تاريخ بعضها إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وإبان ذلك يحكي الخالدي جزءا من تاريخ العائلة مقترنا بتطور الصراع الفلسطيني مع دولة الإسرائيلي.

 

يلخص الكتاب على مدار ستة فصول نقاط التحول الرئيسية في تاريخ الحرب على فلسطين، فنجده يسلط الضوء على الحقب التاريخية المختلفة ابتداء من صدور كتاب ثيودور هرتزل "دولة اليهود" (2) عام 1896، وحتى الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية وتاريخ الفترة المعاصرة، بما في ذلك الحروب المتكررة على قطاع غزة مطلع القرن الحادي والعشرين. لنصبح بنهاية الكتاب مُلمين بمختلف نواحي القضية الفلسطينية من وجهة نظر مؤرخ فلسطيني الأصل عايش بنفسه أغلب تحولاتها.

 

 

دافيد بن غوريون 1938

تُعَدُّ "نكبة 1948" مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ليس فقط لأنها شهدت حملات الطرد الجماعي للشعب الفلسطيني من أرضه، ولكن لأن التاريخ كما كتبه الصهاينة حول تلك الفرة لا يشبه أيًّا مما نعرفه نحن عن ظهر قلب، بدءا من إنكارهم وجود شعب على أرض فلسطين، ووصولا إلى ادعائهم أن الفلسطينيين هربوا طوعا إبان حرب 1948.

 

في الحقيقة، أحد الأسباب الرئيسية التي تميز كتاب "التطهير العرقي في فلسطين" (3) للمؤرخ الإسرائيلي -المناهض للصهيونية- إيلان بابيه أنه يسلط الضوء على الروايات الإسرائيلية الزائفة للتاريخ، فيشير إلى أن مسؤولي الاحتلال قادوا حملات تشويه ممنهجة لطمس تاريخ النكبة، قائلا: "لو حدث هذا في القرن الحادي والعشرين، لكان سُمِّي تطهيرا عِرقيا". ليصبح بذلك المؤرخ الأول الذي يطبق مصطلح "التطهير العِرقي" على المجازر التي ارتُكبت في حق الفلسطينيين خلال فترة النكبة بين عامي 1948 و1949، إذ يُعَدُّ هذا المصطلح حديثا نسبيا، ويعود تاريخه إلى حقبة التسعينيات عندما أطلق على المجازر التي ارتُكبت بين الصرب والكروات والبوسنيين خلال الحرب التي أسفرت عن تقسيم يوغوسلافيا.

 

قسَّم الأكاديمي إيلان بابيه كتابه الصادر عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" عام 2007 إلى 12 فصلا، تناول فيها تعريفات التطهير العرقي والأيديولوجية الصهيونية التي تهدف إلى صنع وطن حصري لليهود، هذا إلى جانب سرد خطة التطهير العِرقي للفلسطينيين، إذ أزاح الستار عن حقيقة "الخطة دالت" التي وُضِعت خصوصا من قِبَل دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء إسرائيلي، ومنحت المليشيات الصهيونية الضوء الأخضر لاستخدام شتى الوسائل المتاحة لأجل إخلاء القرى من سكانها، وهي المعلومات التي حصل عليها الكاتب من واقع الوثائق التاريخية ودفاتر الأرشيف الإسرائيلي ذاته.

 
عبد الوهاب المسيري واحد من أهم الأكاديميين المتخصصين في تاريخ الحركة الصهيونية، وفي كتابه "مقدمة لدراسة الصراع العربي الإسرائيلي" (4) يقدم لنا رؤية شاملة لجذور الصراع العربي الإسرائيلي وكيف ساهم العالم الغربي الاستعماري في اختلاق الأزمة التي صنعت "القضية الفلسطينية" أواخر القرن التاسع عشر، وذلك من خلال رصد السياسات والأفكار الإمبريالية التي استقى منها مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل أفكاره الداعية للاستعمار الاستيطاني.

 

يستعرض المسيري في كتابه تاريخ الجماعات اليهودية وإرهاصات الحركات الصهيونية الأولى وكيف تطورت، ومن ثم يأخذنا إلى اقتراح هرتزل بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. كما يجيب المسيري عن تساؤل مهم، وهو كيف تحولت الصهيونية من مجرد فكرة إلى مشروع استعماري إحلالي تحت لواء "الإمبريالية الأوروبية". وعلى مدار فصول الكتاب، يكشف المسيري عن الطريقة التي رأى بها الصهاينة وجود الفلسطينيين في أرضهم، التي تلخصت في كونهم مجرد وضع مؤقت زائل يمكن التخلص منه عبر المجازر والتهجير القسري، وهو ما حدث بالضبط.

 
 
كتاب آخر للمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه يضعنا خلاله أمام "تاريخ إسرائيل" بوجهيه المتناقضين، الأول هو "فكرة إسرائيل" (5) عن نفسها بوصفها صورة من الخلاص والبطولة والعدالة التاريخية، والثاني صورة النكبة من الاضطهاد والتهجير والتطهير العِرقي. وبين هذا وذاك نرى جليا أزمة الهوية التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي نتيجة التناقضات والادعاءات والأكاذيب.

 

يقدم هذا الكتاب تصورا جديدا لدولة الاحتلال من الداخل، نرى فيه الوجه الحقيقي للمجتمع الإسرائيلي بعيدا عن التزييف والتجميل، ويكشف بابيه الخلل الإستراتيجي الذي قامت عليه دولة إسرائيل من التصورات الرومانسية عن أرض صحراوية بلا شعب، يصل إليها المهاجرون اليهود الأوائل ويعمّروها على أسس الحضارة الغربية الحديثة، وهي الصورة التي كانت منافية للواقع. وباكتشاف المستوطنين أنهم وسط شعب جذوره ضاربة في تاريخ هذه الأرض، جاءت الصدمة التي جعلت دولة الاحتلال مضطرة لأن تغير التاريخ بالقوة، وفي سبيل ذلك استغلت الأدب والثقافة والحياة الأكاديمية بوصفها أدوات في يد الصهيونية، هدفها قلب الحقائق وإقناع شعبها أولا ومن ثم العالم ثانيا بأحقية الصهاينة في أرض فلسطين، وهو ما استدعى تصوير أهلها الأصليين في هيئة الدخلاء.

 

 
يمكن وصف هذا الكتاب بأنه أحد أهم المراجع التي تدحض بالوثائق والأدلة التاريخية كل ما يشاع عن "دولة إسرائيل الديمقراطية"، لنتعرف من خلاله على "الأسس العنصرية" التي قامت عليها الدولة الصهيونية الساعية لإنشاء وطن يهودي نقي العِرق، ولن ترضى بغير السطو على أرض فلسطين كاملة حلا لهذا النزاع الذي استمر أكثر من 75 عاما.

 

الكتاب يحتوي على كثير من المحاور المهمة التي تكشف حقيقة "الإرهاب الصهيوني" الذي مورس في حق الفلسطينيين، بداية من صبغ المشروع الصهيوني بصبغة توراتية لتشريع أحقيتهم في أرض فلسطين، مرورا بتجريم "المقاومة الفلسطينية" ووضعها داخل إطار "معاداة السامية"، ووصولا إلى تجريد الفلسطينيين من قوميتهم بأن أطلقوا عليهم لفظة "العرب" على عمومها، وكأن العرب كتلة هلامية واحدة أو مجموعة من البدو الرحل بإمكانهم العيش في أي مكان.

 

يتتبع سواريز في كتابه "دولة الإرهاب" (6) نهم الإسرائيليين لاختلاق جذور تاريخية لوجودهم الغريب عن الأرض، الذي تحول فيما بعد إلى محاولات يائسة لخلق تاريخ وتراث وآثار من العدم، وهو الهدف الذي من أجله أعادوا استخدام اللغة العبرية من جديد باعتبارها لغتهم الأم، بعدما كانت إحدى اللغات الميتة لسبعة عشر قرنا.

 
 
بيدرو برييجر هو صحفي أرجنتيني وأستاذ علم اجتماع متخصص في القضية الفلسطينية، ويُعَدُّ كتابه "الصراع العربي الإسرائيلي مئة سؤال وجواب" (7) الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية عام 2012 أحد المراجع الرئيسية التي تناولت مختلف جوانب الصراع العربي الإسرائيلي منذ بدايته في القرن التاسع عشر وحتى العقد الأول من الألفية الجديدة.

 

ما يميز كتاب برييجر أنه يناقش عدة محاور مهمة، منها الفرق بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، والطرق الملتوية التي استخدمها الصهاينة حتى يحولوا الأقلية اليهودية في أرض فلسطين إلى أغلبية، كما يرصد برييجر عملية "التهويد" التي تعرضت لها أكثر من 500 مدينة فلسطينية بعد تدميرها، وذلك للحيلولة دون عودة سكانها، ومن ثم يتعرض للقوانين التي سنَّتها الدولة الصهيونية لمنع الفلسطينيين الذين نزحوا خلال الحرب من العودة، وهي القوانين التي طُبِّقت حتى على الغائبين الذين غادروا منازلهم في فترة المواجهات العسكرية لإيجاد ملاذ في بيت أحد الأقارب حتى ولو كان على بُعد عدة كيلومترات.

 
 
تجادل الحركات الصهيونية الأولى دائما أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، ويزيدون على ذلك بادعاء أن الهوية الفلسطينية لم تتشكل إلا رد فعل على الهجرة الصهيونية إلى أرض فلسطين، فنجد رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير تقول في حوارٍ (8) لها عام 1970: "لا حقيقة لوجود ما يسمى بالشعب الفلسطيني"، رغم ذلك وفي الحوار نفسه تشير إلى أنها قبل قيام دولة إسرائيل حملت جوازَ سفرٍ فلسطينيا في حقيبتها. تلك الادعاءات والافتراءات هي ما حاول كارل صباغ دحضه في كتابه "فلسطين تاريخ شخصي" (9).

 

صدر الكتاب مترجما عام 2015 عن "المركز القومي للترجمة"، ويروي فيه صباغ قصة 400 سنة من تاريخ فلسطين، التي تكشف بما لا يدع مجالا للشك عن وجود مستمر ومتواصل للشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، وبينهم كانت تعيش عائلة الصباغ نفسها. ومن فلسطين القديمة يأخذنا الكاتب إلى فلسطين القرن التاسع عشر ويتوقف عند تاريخ النكبة عام 1948، معنونا هذا الفصل الأخير تحت اسم "ضياع فلسطين"، ويبرر ذلك قائلا إن كل التطورات التاريخية التي تلت هذا التاريخ وجعلت الفلسطينيين محرومين من وطن يعودون إليه كانت نتاجا للظلم الذي وقع عليهم في النصف الأول من القرن العشرين.
 
يروي هذا الكتاب قصة غريبة وغير متداولة، وهي عمليات النهب والسلب الممنهجة التي تعرضت لها ممتلكات الفلسطينيين خلال فترة النكبة بين عامي 1948 و1949، إذ يكشف المؤرخ الإسرائيلي آدم راز كيف تورطت مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي في عمليات السطو هذه بمباركة السلطة وعلى رأسهم دافيد بن غوريون الذي أصبح فيما بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي.

 

الكتاب (10) صادر عن "المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية" عام 2023، ويحلل فيه راز تأثير سياسة النهب هذه على المجتمع الإسرائيلي وكيف تداخلت مع السياسة العامة للدولة سواء داخليا أو خارجيا. لكن الأهمية الحقيقية لهذا الكتاب تنبع من التسلسل الزمني الذي سرد به آدم راز قصة كل مدينة فلسطينية وكيف نُهبت، وذلك وفقا للوثائق التاريخية التي عثر عليها الكاتب في الأرشيف الإسرائيلي، وهو بذلك يُعَدُّ الكتاب الأول الذي يرصد حالة السلب والنهب التي تعرضت لها الممتلكات العربية.

 

لكن قبل القراءة وجب التنبيه أنه رغم المادة الأرشيفية الهائلة التي تجمعت بين يدي المؤرخ، ينوه "المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية" خلال تقديمه للكتاب أن لغة الكاتب جاءت مؤدلجة صهيونيا، والكاتب نفسه يقر في المقدمة أنه هنا ليكشف وقائع من الأرشيف الصهيوني لكن دون تحليل طابع الحركة الصهيونية أو مناهضة معلنة لها.
 
ليس من الممكن أن نتحدث عن القضية الفلسطينية من دون أن نذكر المفكر الفلسطيني – الأميركي إدوارد سعيد، الرجل الذي عاش في المنفى، ورغم ذلك لم تزده الغربة إلا تعلقا بالقضية حتى صار أحد رموز النضال الفلسطيني. وقد صدر كتابه "مسألة فلسطين" (11) في نيويورك عام 1980، وفيه تناول سعيد الارتباط الوثيق ما بين ولادة "الحركة الصهيونية" والسياسة الاستعمارية الغربية، كما تتبع تاريخ الشعب الفلسطيني حتى قرون خلت، وندد بعدها بازدواجية المعايير في العالم الغربي عند تناول "القضية الفلسطينية"، مُشيرا إلى أن التعاطف الغربي الداعم لإسرائيل الذي وقف خلف حل "مسألة اليهود" من خلال الاستعمار والاستيطان هو الذي أفرز "المسألة الفلسطينية" بديلا عنها، عندما تسبب في لجوء أكثر من 700 ألف فلسطيني هُجِّروا قسرا من مدنهم وقراهم بأبشع الطرق.

 


 
رغم أن أغلب الكتب التي تناولت "القضية الفلسطينية" ركزت على تاريخ النكبة وما تلاها من حروب، فإن فهم التطورات الأحدث للصراع وما آلت إليه الأمور هو ما نجده بين ضفتي كتاب "انتفاضة 1987 تحول شعب" (12) الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2020، وشارك في كتابته مجموعة من الباحثين والمؤرخين على رأسهم الأميركي روجر هيكوك.

 

يُشبِّه الباحثون الانتفاضة الفلسطينية الأولى بمرحلة الصعود في الثورة الفرنسية، ويشرحون أسباب ذلك من خلال سرد الإرهاصات التي قادت إلى قيام هذه الانتفاضة وكانت أشبه بتراكمات متواصلة على مدار عشرين عاما بدأت في حرب عام 1967. ومن خلال هذا الكتاب، نتعرف على تاريخ حركات المقاومة الفلسطينية التي لم تنقطع يوما، بل اتخذت في كل حقبة زمنية شكلا مغايرا، وفي كل مرة سعى الكيان الصهيوني إلى كبح جماح المقاومة والتضييق عليها بشتى الطرق.

 

أكبر مثال على ذلك كان استخدام إسرائيل لسياسة "القبضة الحديدية" منذ أواخر السبعينيات في القرن الماضي، إذ حظرت عقد المؤتمرات السياسية، وفرضت الإقامة الجبرية على رؤساء المجالس البلدية، واستهدفت النقابات العمالية، وأغلقت الجامعات لفترات طويلة، وكلها طرق كانت تهدف إلى قمع المقاومة الشعبية، وفي الوقت الذي ظنت فيه إسرائيل أنها أضعفت الجبهة الوطنية الفلسطينية وأيقنت باستحالة تهديد الفلسطينيين لها، جاءت "انتفاضة الحجارة" لتعلن عن فشل الأنظمة الإسرائيلية في توقعها وتؤكد صلابة حركات المقاومة مرة أخرى.
 المصدر : الجزيرة

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير