هذه رسالة حماس للعالم.. خبراء يشرحون دلالات قبول الاحتلال بالهدنة وصفقة التبادل
جو 24 :
مالك عبيدات - أكد خبراء ومحللون عسكريون وسياسيون أن قبول سلطات الاحتلال الهدنة وتحرير أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن (50) أسيرا صهيونيا بين طفل وامرأة، يؤشر على حجم سيطرة المقاومة وضراوة القتال في الميدان، مشيرين إلى أن واقع الميدان هو من فرض تلك الصفقة على الكيان الذي ظلّ طيلة الأسابيع الماضي يحاول تحسين شروط الصفقة.
وأشار المتحدثون لـ الاردن24 إلى أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني وكافة قادة الاحتلال ظلّوا طوال فترة الحرب يرددون عبارة أنهم سيحررون الأسرى الصهاينة بالقوة وعبر العمل العسكري، وأنهم لن يقبلوا الدخول في مفاوضات من أجل تحرير الأسرى، وأنهم لن يطلقوا سراح أي أسير فلسطيني مقابل الأسرى الصهاينة، لكنهم في النهاية تراجعوا عن كلّ ذلك ولجأوا إلى الولايات المتحدة من لتحسين الشروط فقط.
ولفت المتحدثون إلى أن الصفقة والهدنة ستكون فرصة لتحرير أسرى فلسطينيين وستمنح الأهل في قطاع غزة وقتا للاطمئنان على المفقودين من عائلاتهم، بالإضافة إلى كونها ستمنحهم فرصة لانتشال من هم تحت الأنقاض من الشهداء والجرحى.
عريقات: هذه رسالة حماس للعالم
قال الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء المتقاعد واصف عريقات، إن الهدنة تعتبر إثبات قوة للمقاومة الفلسطينية، نظرا لرضوخ قيادة الاحتلال لها بعد التصريحات التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو طوال فترة الحرب بأنه لن يكون هناك هدنة أو وقف لاطلاق النار إلا بعد القضاء على المقاومة وحركة حماس وتحرير الأسرى جميعا.
وأضاف عريقات لـ الاردن24 أن قبول الهدنة من قبل الاحتلال يثبت أن لدى المقاومة أوراق ضغط تستخدمها في أي وقت، فهي حركة مقاومة وتحرر وطني وليست ارهابية كما داعش أو الكيان الصهيوني.
وأشار عريقات إلى أن الهدنة ستمنح الأهل في غزة فرصة لمعرفة مصير أسرهم والاطمئنان على أوضاعهم، وستتيح إدخال المساعدات الانسانية التي قطعها الاحتلال بشكل وحشي وغير انساني، كما أنها تعتبر رسالة للعام بأن المقاومة لا تنسى أسراها، وأنها لا تستهدف الأطفال والنساء.
وبيّن عريقات أن استهداف المدنيين من قبل الاحتلال دليل ضعف ودليل على أن الوضع الميداني ليس في صالحهم، لذلك فهي تحاول تعويض الفشل من خلال قتل الفلسطينيين نظرا لكون قتل غير اليهود هي عقيدة لديهم.
ولفت عريقات إلى أن قوات الاحتلال لا تملك أية أهداف، ولذلك لجأت إلى قصف المستشفيات والمدارس وتصوير أن مستشفى الشفاء هو أكبر هدف بالنسبة لها، مشيرا إلى أن قيادة الاحتلال تخاطب الجمهور الاسرائيلي عاطفيا وليس سياسيا بعد أن فشلت ميدانيا وعسكريا.
قمحاوي: اقرار صهيوني بالهزيمة والفشل
وقال الأكاديمي والكاتب السياسي، الدكتور لبيب قمحاوي، إن قبول الاحتلال بالهدنة هو إقرار ضمني بالهزيمة وعدم قدرة الاحتلال على تحقيق الأهداف التي التزم بها نتنياهو .
وأضاف قمحاوي لـ الاردن24 أن الأهداف التي أعلنها قادة الاحتلال كانت تُجمع على تحرير الرهائن بالقوة وتدمير حماس والقضاء على المقاومة، لكن بعد (47) يوما من حرب الإبادة والقصف الوحشي والتدمير، نجد أن الاحتلال فشل في تحقيق أيّ من أهدافه.
وأشار قمحاوي إلى أن الاحتلال فشل على كافة المستويات، حيث فقد القدرة على ايصال الرسائل الاعلامية، وكذلك فشل في المعركة الميدانية، كما خسر الكيان سمعته الدولية بعد أن شاهد العالم القتل والتدميرغير المبرر والدخول إلى المستشفيات دون أي رادع أخلاقي، فأصبح العالم ينظر إلى قادة الاحتلال كمجموعة من الدمويين.
وختم قمحاوي حديثه بالقول: القبول بالهدنة اقرار بالفشل والهزيمة وعدم قدرة الاحتلال على تحقيق أي هدف بالقوة العسكرية.
البكر: الهدنة تكشف حجم فشل الاحتلال
ومن جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور مخلد البكر، أن قبول الكيان الصهيوني بالهدنة وفرض حماس لشروطها جاء بسبب الفشل الذي مُني به جيش الاحتلال في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها قبل الاجتياح البري.
وأضاف البكر لـ الاردن24 أن الشارع الاسرائيلي أصبح يعيش أمام واقع جديد بعد أن كان يعتقد أنه يعيش بأمان بسبب مقولة "الجيش الذي لا يقهر" وتصنيف الجيش الاسرائيلي بأنه الرابع على العالم، اضافة إلى تدهور الاقتصاد بشكل ملحوظ بعد الحرب، فكلّ هذه العوامل كانت ضاغطة لفرض حماس شروطها على الاحتلال.
وأشار البكر إلى أن المشهد العام يؤكد أن حماس هي من فرضت شروطها بسبب فشل الاحتلال في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها وعدم قدرة الجيش على تقديم دلائل على ما يجري على الأرض كما تفعل المقاومة، ولذلك أصبح الشارع الاسرائيلي ينتظر ابو عبيدة لمعرفة ما يجري في غزة ولا يلقي بالا بما يصرح به الجيش والقادة العسكريون الصهاينة.
ولفت البكري إلى أن المستوطن الاسرائيلي أصبح أمام حقيقة جديدة، وهو يعيش الصدمة وأصبح ناقما على الحكومة ونتياهو الذي كان يعاني من فقدان شعبيته بعد التعديلات القضائية وزادتها الحرب في غزة.